هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وزير إسرائيلي سابق، إن "مرور ثلاثة أسابيع على إعلان صفقة القرن، تؤكد أن الإغراءات الاقتصادية التي تضمنتها كي يقبل الفلسطينيون بها، أثبتت أنها عديمة الجدوى".
وأضاف يوسي بيلين، السياسي الإسرائيلي المخضرم في
مقاله على موقع "المونيتور"، ترجمته "عربي21"، أنه "مع مرور الأيام تترسخ خطورة الصفقة، الفلسطينيون يعدّونها إهانة حقيقية؛ لأنها تقتصر في تطلعاتها نحوهم بإقامة حكم ذاتي على بقعات جغرافية مقطعة الأوصال،
وعاصمة في أطراف أطراف شرقي القدس، مع فيتو إسرائيلي على عدد اللاجئين الفلسطينيين
الذين سيسمح لهم بالعودة إلى "دولتهم".
وأكد
بيلين وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق، وأحد رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين،
وشغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات الإسرائيلية، أن "الفلسطينيين نجحوا في
منع صدور موقف إيجابي من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تجاه الصفقة،
ورغم مواقف محمود عباس الرافضة للصفقة، لكنه يمنع حاليا حدوث مواجهات بين
الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأوضح
أنه "حتى في الجانب الإسرائيلي، فإن المنظومة الأمنية بعد أن اطلعت جيدا على
الصفقة، فإن لديها عددا من التحفظات والمآخذ، سواء ما تعلق بإطالة مسافة الحدود
الجغرافية من 311 كيلومترا، وهي طول الخط الأخضر ووقف إطلاق النار لعام 1949 إلى
1400 كيلومتر في خطة ترامب، لأن حمايته والمحافظة الأمنية عليه تبدو مستحيلة وفق
الظروف العسكرية الحالية".
وأشار إلى أن "فرض السيادة الإسرائيلية الحالية على 15 من التجمعات الاستيطانية في قلب
الدولة الفلسطينية المستقبلية تبدو مسؤولية ثقيلة، لا تعرف المنظومة الأمنية
والجيش الإسرائيلي كيفية الإيفاء بها، وربما يفاضل الجيش الإسرائيلي بين سيطرة
رسمية، دون قدرة على الوصول لكل نقاط التجمع الإسرائيلي في لحظة الحقيقة الصعبة،
وبين نصب قوات عديدة جدا في هذه المناطق، دون علاقة بعدد المستوطنين المقيمين في
النقاط الاستيطانية".
وأكد
أنه "عند الحديث عن الجانب الاقتصادي في صفقة القرن، فإن الرئيس دونالد
ترامب صاحب خبرة طويلة في إدارة المال والأعمال، ويرى العالم كله من بوابة القرش،
ويعتقد أنه قادر في النهاية على شراء الجميع، لكن من ينوي شراءهم، وهم
الفلسطينيون، يثورون على الصفقة، لأنهم غير قابلين للبيع، لكن التجربة تقول إن
محمود عباس لا يتنازل دائما عند الإغراءات الكبيرة".
وأضاف
أن "الصفقة تحدثت عن خمسين مليار دولار مقابل تنفيذها بإقامة دولة فلسطينية،
وصفها الفلسطينيون بأنها تشبه الجبنة السويسرية، لكن المبلغ ليس خاصا بالفلسطينيين
فقط، بل سيتم توزيعه على الدول التي قامت بإيواء اللاجئين الفلسطينيين منذ العام
1948، خاصة الأردن وإسرائيل، وبعد توزيع جزء كبير من المبلغ سيتبقى للفلسطينيين 28
مليار دولار، يتم توزيعها عليهم خلال السنوات العشر القادمة".
وختم
بالقول بأن "النتيجة النهائية أن الفلسطينيين سيحصلون في كل عام على 2.8 مليار
دولار، وهي تقريبا المبالغ ذاتها التي تصل إليهم من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-
الأونروا، والفرق بينهما ليس كبيرا، وما تعرضه صفقة القرن لا يعدّ انفراجة جدية
بنظر الفلسطينيين".