معركة مرتقبة بعد أيام في الانتخابات الإيراني لرسم المرحلة المقبلة للسياسة الإيرانية- جيتي
شهدت إيران العديد من المحطات، والأحداث، منذ
وصول الرئيس حسن روحاني، الذي يصنف ضمن المعتدلين في التيار المحافظ، عام 2013 إلى
السلطة.
ومرت طهران بالعديد من التوترات مع الغرب، كان
أبرزها الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، اغتيال قائد فيلق القدس قاسم
سليماني، والرد الإيراني بقصف قاعدة أمريكية، انتقاما لمقتله.
وفيما يلي أهم محطات روحاني بالتزامن مع الانتخابات التشريعية المرتقبة في
21 من الشهر الجاري:
- انتخاب روحاني -
في 14 حزيران/يونيو 2013، فاز حسن روحاني في
الانتخابات الرئاسية بدعم من المعسكر الإصلاحي، خلفا لمحمود أحمدي نجاد الذي
اتّسمت سنوات حكمه الثماني بتوتر شديد مع الدول الغربية خصوصاً بشأن الملف النووي.
في أواخر أيلول/سبتمبر، تعهّد في الجمعية
العامة للأمم المتحدة بـ"تقديم ضمانة" بأن البرنامج النووي الإيراني محض
سلمي بينما يشتبه بأن طهران تسعى لامتلاك قنبلة ذرية. ودان روحاني "الجرائم
التي ارتكبها النازيون بحق اليهود" في موقف مختلف تماماً عن موقف سلفه الذي
أنكر محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
وكسر روحاني أحد المحظورات أيضاً عندما تحدث في
مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي باراك أوباما، في أول خطوة من هذا النوع منذ
الثورة الإيرانية عام 1979.
- اتفاق نووي -
في 14 تموز/يوليو 2015، أبرمت طهران مع الدول
الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا
وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا، اتفاقاً ينهي 12 عاماً من التوتر حول الملف النووي
الإيراني.
ودخل الاتفاق الذي أُبرم في فيينا، حيّز
التنفيذ مطلع العام 2016. وهو ينصّ على رفع تدريجي ومشروط للعقوبات الدولة
المفروضة على طهران مقابل ضمانات من إيران بأنها لن تسعى لحيازة القنبلة الذرية.
- طرف إقليمي فاعل -
بعد أن عزز الاتفاق النووي موقعها وسمح لها
بالعودة إلى واجهة الساحة الدولية، طرحت إيران نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في
النزاع السوري المستمرّ منذ 2011.
وتدعم إيران مالياً وعسكرياً نظام بشار الأسد
عبر إرسال "مستشارين عسكريين" و"متطوّعين" من إيران
وأفغانستان وباكستان.
في اليمن، تقول الجمهورية الإيرانية إنها تدعم الحوثيين
في مواجهة التحالف العسكري بقيادة السعودية المنخرط في النزاع اليمني منذ 2015.
إلا أنها تنفي اتهامات الرياض وواشنطن بتسليح الحوثيين.
مطلع العام 2016، قطعت أو خفّضت السعودية
وحلفاؤها علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد الأزمة التي أثارها اعدام الرياض رجل
دين شيعي سعودي. واتهم هؤلاء إيران بتأجيج النزاعات الإقليمية.
- انتصار جديد لروحاني –
في شباط/فبراير ونيسان/أبريل 2016، سمحت
الانتخابات التشريعية بإعادة توازن القوى بين المحافظين والإصلاحيين حلفاء
المعتدلين الذين ينتمي إليهم الرئيس الروحاني، وبإبعاد المحافظين الأكثر تشدداً.
في أيار/مايو 2017، أُعيد انتخاب حسن روحاني
لمدة أربع سنوات بدعم من الإصلاحيين وجزء كبير من الشباب.
لكنه واجه بسرعة استياءً شعبياً وهجمات من جانب
خصومه السياسيين والأوساط الدينية.
في أواخر 2017، تظاهر مئات الأشخاص خصوصا في
مشهد (شمال شرق)، ثاني مدن البلاد، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار والبطالة
والحكومة.
وعمّت الاضطرابات عشرات المدن الإيرانية. وأدت
الحركة الاحتجاجية آنذاك إلى مقتل 25 شخصاً على الأقل، معظمهم متظاهرون وكذلك إلى
توقيف المئات.
- الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي –
في الثامن من أيار/مايو 2018، أعلن الرئيس
الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض
عقوبات على طهران وكذلك على شركات لديها روابط مع الجمهورية الإسلامية.
رداً على العقوبات، بدأت إيران التي يشهد
اقتصادها ركوداً، بالتخلي اعتباراً من أيار/مايو 2019 عن التزامات رئيسية تعهّدت
بها في فيينا.
- احتجاجات جديدة –
في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، اندلعت
تظاهرات في مدن إيرانية عدة بعد ساعات على الإعلان عن زيادة كبيرة في أسعار
الوقود. ووصلت حركة الاحتجاج إلى حوالى مئة مدينة بينها طهران ومشهد وأصفهان
(وسط).
وبحسب منظمة العفو الدولية، قُتل أكثر من 300
شخص خلال ثلاثة أيام من القمع، الأمر الذي نفته طهران. وقالت المفوضية العليا
لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن ما لا يقلّ عن سبعة آلاف شخص أوقفوا على
ما يبدو.
- خلافات وتر متزايدة مع واشنطن –
بلغ التوتر الشديد بين طهران وواشنطن ذروته
مطلع العام 2020.
ففي الثالث من كانون الثاني/يناير، قُتل
الجنرال الإيراني قاسم سليماني مهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط،
بضربة أميركية في بغداد. في الثامن من الشهر نفسه، أطلقت إيران صواريخ على قاعدتين
للتحالف الدولي تستضيفان جنوداً أميركيين في العراق.
- تظاهرات مناهضة للسلطات –
في أجواء التوتر الشديد بين إيران والولايات
المتحدة، اعترفت القوات المسلحة الإيرانية في 11 كانون الثاني/يناير -- بعد ثلاثة
أيام من الإنكار -- بأنها أسقطت "عن طريق الخطأ" قبل ثلاثة أيام طائرة
تجارية أوكرانية بعيد إقلاعها من مطار طهران ما أسفر عن سقوط 176 قتيلاً معظمهم
إيرانيون وكنديون والعديد منهم طلاب.
وأثار تغيير إيران موقفها الذي جاء متأخراً،
موجة استياء في البلاد حيث تحوّلت تجمعات ليلية تكريماً للضحايا إلى تظاهرات
غاضبة.