صحافة إسرائيلية

باحث إسرائيلي يرصد أهم أضرار صفقة القرن على الفلسطينيين

كرمون: القيادة الإسرائيلية تناست ما يشكله الشارع العربي من تهديد جدي وقد يعدّ تهديدا وجوديا على الأنظمة العربية- عربي21
كرمون: القيادة الإسرائيلية تناست ما يشكله الشارع العربي من تهديد جدي وقد يعدّ تهديدا وجوديا على الأنظمة العربية- عربي21

قال كاتب إسرائيلي إن "صفقة القرن تضر بالدرجة الأولى بالفلسطينيين؛ لأنها أعلنت في الوقت الذي يصارع فيه بنيامين نتنياهو على بقاء حياته السياسية، فيما كان يواجه دونالد ترامب إجراءات الإطاحة به، وبالتالي فإنها صفقة جاءت خصيصا لخدمة مصالحهما السياسية والحزبية".


وأضاف إيلي كرمون في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "صفقة القرن هي مولود الخطيئة لترامب؛ لأنها أعلنت قبل شهر واحد فقط من إجراء الانتخابات الإسرائيلية، فيما يواجه نتنياهو اتهامات بالفساد؛ لذلك فهي تأتي لخدمة زعماء سياسيين، في حين أن الجانب الفلسطيني هو المتضرر الأساسي منها؛ لأنها عملت على توفير العديد من الاحتياطات الجغرافية والأمنية والسياسية لإسرائيل".


وأوضح كرمون، الباحث في معهد دراسات الإرهاب بهرتسيليا، أن "المهرجان الذي شهده البيت الأبيض لإعلان الصفقة تم دون تنسيق مع الفلسطينيين، أو التشاور معهم، ومع وجود نتنياهو وعدد من أعضاء الوفد الإسرائيلي، وبعض كبار المتبرعين للحملات الانتخابية لنتنياهو وترامب، مع وجود لا داعي له لثلاثة من السفراء العرب في واشنطن".


وأكد أن "إسرائيل خرجت منتصرة في هذا الحفل، فقد تلقى نتنياهو هدية رائعة لحملة انتخابية لحزب الليكود، في وقت تظهر بعض أحزاب اليمين الإسرائيلي معارضة قوية لإقامة دولة فلسطينية كما جاء في الصفقة، رغم أن أمامنا وقتا طويلا لإقامتها، في حال تم ذلك من الأساس".


وأشار إلى أن "العرب في إسرائيل ظهروا متضررين من الصفقة، على اعتبار أنها تتضمن تصريحا أو تلميحا إعادة ترسيم حدود إسرائيل، ما قد يتسبب بتمزيق أوصالهم الاجتماعية والعائلية من خلال ضمهم إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، كما أبدى عدد من زعماء الفلسطينيين في إسرائيل مواقف متطرفة ستلقي بظلالها على العلاقات بين الشعبين، وخرجت مظاهرات شعبية عربية تحمل علم فلسطين".


وأضاف أن "بند ضم غور الأردن، الذي تتضمنه صفقة القرن بصورة غير مباشرة، كفيل بتعريض اتفاق السلام الإسرائيلي مع المملكة للخطر، واستقرارها، ولعله يهدد الحزام الأمني الحالي للجبهة الشرقية لإسرائيل".


وأكد أنه "كما كان متوقعا، فقد رفض الفلسطينيون الصفقة، وهددوا بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وإقناع أعضاء الجامعة العربية الـ22 بإصدار موقف عربي رافض بالكلية، والعودة لمبادئ المبادرة العربية للسلام لعام 2002".


وأشار إلى أن "القيادة الإسرائيلية، التي تدير في السنوات الأخيرة اتصالات مكثفة مع مصر وعدد من الدول العربية لمواجهة التهديد الإيراني والجماعات المسلحة، تناست ما يشكله الشارع العربي من تهديد جدي، الذي قد يعد تهديدا وجوديا على الأنظمة العربية".


وأكد أن "الطاقم الذي يقف خلف إنجاز الصفقة، وهم جيراد كوشنير وجيسون غرينبلاث وديفيد فريدمان، ليسوا خبراء في العالم العربي، بل رأسمالهم أنهم قريبون من أوساط المستوطنين؛ لذلك لن نتفاجأ إن شهدنا في جولة الانتخابات الأمريكية القادمة ظهور معدلات متزايدة من معاداة السامية ضد اليهود".


وختم بالقول إن "الصفقة تتحدث عن ضرورة نزع سلاح حماس في قطاع غزة، لكنها لم تتحدث كيف يتم ذلك، مع أن إنجاز أي اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لن يجد طريقه للتطبيق طالما أن حماس تسيطر على القطاع، وتهدد إسرائيل عسكريا، مع أن مهمة الحكومة الإسرائيلية القادمة تكمن في إيجاد حل جذري وحقيقي للتهديد الذي تشكله حماس على الجبهة الجنوبية مع المستوطنات الإسرائيلية".

0
التعليقات (0)