هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توصلت دراسة جديدة إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر عرضة لتناول الفاكهة والخضار، أو تناول وجبات سريعة وسكريات، إذا كانوا يعتقدون أن أصدقاءهم يفعلون نفس الشيء.
ووفقا لخبر نشره موقع "sciencedaily" وترجمته عربي21، وجدت الدراسة التي أجرتها كلية علوم الحياة والصحة بجامعة آستون، أن المشاركين تناولوا خُمسًا إضافيًا من حصة من الفاكهة والخضروات، مقابل كل جزء اعتقدوا أن أصدقاءهم في وسائل التواصل الاجتماعي يأكلونه.
لذلك إذا اعتقدوا أن أصدقاءهم حصلوا على "خمس في اليوم" من الفاكهة والخضار، فمن المحتمل أن يتناولوا جزءًا إضافيًا.
ولكن على العكس، فقد وُجد أن مستخدمي "فيسبوك" يستهلكون جزءًا إضافيًا من الأطعمة الخفيفة غير الصحية والمشروبات السكرية مقابل كل ثلاثة أجزاء يعتقدون أن دوائرهم الاجتماعية على الإنترنت قد استهلكوها.
وتشير النتيجة إلى أننا نأكل حوالي ثلث الوجبات السريعة إذا اعتقدنا أن أصدقائنا يفعلون ذلك أيضا.
وأشار الموقع إلى أن الباحثين طلبوا من 369 طالبًا جامعيًا تقدير كمية الفواكه والخضروات والوجبات الخفيفة عالية السعرات الحرارية والمشروبات السكرية التي يستهلكها أقرانهم على "فيسبوك" يوميًا.
ثم تم الرجوع إلى هذه المعلومات مع عادات الأكل الفعلية للمشاركين وأظهرت النتائج أن أولئك الذين شعروا بأن دوائرهم الاجتماعية تتناول الوجبات السريعة يستهلكون نفس الطعام ولكن بشكل أكبر.
في المقابل وجدوا أن أولئك الذين اعتقدوا أن أصدقاءهم يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا، يتناولون كميات أكبر من الفاكهة والخضار، ويمكن أن تأتي تصوراتهم من رؤية منشورات الأصدقاء حول الطعام والشراب الذي يتناولونه، أو مجرد انطباع عام عن صحتهم العامة.
وأوضح الموقع أنه على الرغم من هذه النتائج، إلا أنه لم يكن هناك رابط كبير بين عادات الأكل لدى المشاركين ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو مقياس قياسي للوزن الصحي.
وقال الباحثون إن المرحلة التالية من عملهم ستتتبع مجموعة من المشاركين بمرور الوقت لمعرفة ما إذا كان تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على عادات الأكل له تأثير طويل المدى على الوزن.
وأوضحوا أن النتائج توفر الدليل الأول الذي يشير إلى أن دوائرنا الاجتماعية على الإنترنت يمكن أن تؤثر ضمنيًا على عاداتنا الغذائية، وبنفس الوقت يوجد آثار مهمة لاستخدام تقنيات "الدفع والتحفيز" على وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الأكل الصحي.
وقالت "ليلي هوكينز"، طالبة الدكتوراه في علم النفس الصحي بجامعة آستون، والتي قادت الدراسة: "تشير دراستنا إلى أننا قد نتأثر بأقراننا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما ندرك عند اختيار بعض الأطعمة، حيث يبدو أنه تتراءى لنا بشكل لاشعوري تصرفات الآخرين عند اتخاذ خياراتنا الغذائية الخاصة".
وأضافت: "إذا اعتقدنا أن أصدقاءنا يتناولون الكثير من الفاكهة والخضار، فمن الأرجح أننا سنفعل ذلك أيضا، لكننا من ناحية أخرى إذا شعرنا بأنهم سعداء بتناول الكثير من الوجبات الخفيفة والسريعة والمشروبات السكرية غير الصحية، فقد يمنحنا ذلك "ترخيصًا بالإفراط" في تناول الأطعمة الضارة بصحتنا".
وقالت البروفيسورة "كلير فارو"، مديرة مجموعة أبحاث الصحة التطبيقية بجامعة آستون: "الاستفادة الأهم من الدراسة، أنه يمكننا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لحث الآخرين على سلوك الأكل الصحي داخل مجموعات الصداقة، وربما استخدام هذه المعرفة كأداة لتدخلات الصحة العامة".
وأضافت: "مع قضاء الأطفال والشباب وقتًا هائلاً في التفاعل مع أقرانهم والمؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه يمكن أن تساعد نتائج هذه الدراسة، في تشكيل كيفية تقديم التدخلات التي تساعدهم على تبني عادات الأكل الصحية في سن مبكرة".
وأشارت إلى أن "مثل هذا البحث يوضح كيف نتأثر بالمفاهيم عبر الإنترنت حول كيفية تناول الآخرين للطعام، وإن الترويج للرسائل الصحية الإيجابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تركز على تعزيز الخيارات الصحية والعلاقات غير المقيدة مع الطعام والجسم، يمكن أن يدفع الناس إلى اتخاذ قرارات إيجابية حول الطعام الذي يتناولونه".
وخلصت بالقول: "لذلك علينا أن ندرك أهمية دفع السلوكيات الإيجابية وعدم استخدام أسلوب الفضح وإشعار الآخرين بعار خياراتهم الغذائية على وسائل التواصل الاجتماعي كتدخل صحي، فنحن نعلم أن توليد الذنب حول الطعام ليس مفيدًا خاصة عندما يتعلق الأمر بتغيير نمط الحياة وجعله صحيا أكثر".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)