هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يعد التجمع الأكثر تركزا للثروة والسلطة على الكوكب، سيبدأ من جديد، وسط قلعة طبيعية من الثلج والجليد في جبال الألب السويسرية. الرئيس الأميركي دونالد ترامب انضم إلى المجتمعين من أجل إلقاء خطاب.
ويحضر هذه الدورة العشرات من زعماء العالم الآخرين، كما ستنضم قائمة من المديرين التنفيذيين، ومديري الصناديق، والأوليغارشيين، وبعض المشاهير إلى الضيوف الذين يملؤون أجنحة وحفلات الفنادق الفاخرة في بلدة جبلية تكون نائمة معظم السنة.
دورة هذه السنة، ستكون الخمسين منذ انطلاق
المنتدى عام 1971، سيتم خلالها إحياء نصف قرن متقطع من الاضطرابات السياسية
والطفرات والأزمات الاقتصادية. ولسنوات، مثّل دافوس تمجيدا لرؤية معينة للعالم:
اعتقاد شبه أسطوري في فضائل الليبرالية والعولمة، يستند إلى قناعة بأن رؤساء
الشركات يمكن أن يصبحوا قادرين على المصلحة العامة وخدّاما أخلاقيين لها.
اضطرابات وصدمات العقد الماضي مثّلت اختبارا
مؤلما لإيمان دافوس بنفسه. فرجل دافوس النموذجي («العولمي» المنتمي لنخبة
الأثرياء) أصبح موضوع تهكم وارتياب بالنسبة لكل من اليمين واليسار السياسي، على حد
سواء.
والأزمات المالية، وصعود الشعبوية القومية في الغرب، والسلطوية المتزايدة، والكلفة المتزايدة لتغير المناخ.. كلها عوامل أقنعت الكثيرين بأن لا شيء حتميا، بشأن التقدم الليبرالي. وقد وجد استطلاع عالمي جديد للرأي، شمل عشرات الآلاف من الأشخاص، أن أكثر من 50 في المئة من المستجوَبين يعتقدون الآن أن الرأسمالية «مضرة أكثر مما هي مفيدة».
كل عام، يكون المنتدى مصحوبا بتعبيرات غير
مفاجئة عن السلبية والتشكك في وسائل الإعلام. وفي هذا الصدد، قال آناند
جيرادهاراداس، وهو مؤلف ومنتقد مشهور للأعمال الخيرية التي يقوم بها المليارديرات،
في مقابلة تلفزيونية العام الماضي: «إنه اجتماع لشمل العائلة بالنسبة للأشخاص
الذين حطّموا، في رأيي، العالم المعاصر».
من جانبها، تساءلت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية في نهاية الأسبوع: هل يستطيع دافوس «الحفاظ على جاذبيته؟». وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «بعد أن كان ذات يوم منارة للتعاون الدولي، أصبح دافوس مثيرا للضحك».
بيد أن كلاوس شواب، المؤسس الثمانيني للمنتدى
ورئيسه التنفيذي، على قناعة بأن اللحظة الحالية في حاجة أكثر إلى دافوس، وليس أقل.
وقبيل اجتماعات هذا الأسبوع، أعلن شواب عن «بيان دافوس» جديد، داعيا الشركات إلى
«دفع نصيبها العادل من الضرائب، وعدم إظهار التسامح مع الفساد، ودعم حقوق الإنسان
عبر كافة مراحل سلاسل التوريد الخاصة بها، والدعوة إلى ميدان لعب مستو وعادل
للجميع». مثل هذه القيم، يقول شواب، ستفيد في معالجة عدم المساواة، وقد تساعد
الحكومات على تحقيق أهداف المناخ التي حددتها اتفاقية باريس لعام 2015.
وكتب شواب في مقال نشر الشهر الماضي: «إن لدى
زعماء الشركات الآن فرصة كبيرة»، مضيفا: «فعبر منح رأسمالية الأطراف المعنية معنى
ملموسا، يستطيعون تجاوز التزاماتهم القانونية والقيام بواجبهم تجاه المجتمع».
إشادة شواب برأسمالية «الأطراف المعنية» – وهي
رد على أورثوذوكسية رأسمالية «أصحاب الأسهم» الغربية التي تسعى لتعظيم الأرباح –
من المفترض أن تكون دعوة إلى العمل. غير أن النشطاء قد يحاججون بأن ذلك غير كاف.
ففي دراسة تزامن صدروها مع المنتدى الاقتصادي
العالمي، وجدت منظمة «أوكسفام» أن مليارديرات العالم يسيطرون على ثروة أكثر من 4.6
مليار شخص، أو 60 في المئة من البشرية.
(الاتحاد الإماراتية)