هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسببت مغادرة اللواء الليبي، خليفة حفتر مباحثات "موسكو" الأخيرة في إحراج دولة "روسيا" التي تعتبر حتى الآن حليفا له، وسط حالة غضب من الدبلوماسية الروسية تجاه هذا التصرف والذي طرح تساؤلات حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين الجنرال الليبي وبين حلفائه الروس.
وذكرت تقارير إعلامية أن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استشاط غضبا بسبب انسحاب حفتر من طاولة الحوار في "موسكو"، كونه وعد الطرف الروسي بالتوقيع صباح اليوم التالي، لكنه غادر العاصمة الروسية بشكل مفاجئ".
مستقبل العلاقة
ورأى متابعون للمباحثات أن "تعاطي روسيا مع هذا التصرف كان ضعيفا، ولم يصدر منها أي تصريحات رسمية تحمل لوما أو ضغطا على "حفتر"، ما يجعل مصداقية الروس في تفضيل الحل السلمي في ليبيا على المحك، فإما تتخلى كلية عن الجنرال العسكري أو تقنعه بالعودة والجدية في المفاوضات".
ويبقى السؤال: ما مستقبل وطبيعة العلاقة بين دولة "روسيا" وحفتر بعد خذلان الأخير لها وإفشال مباحثاتها؟
من جهتها استبعدت الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس أن "يؤثر هذا الانسحاب على علاقة "حفتر" الحالية أو المستقبلية بدولة "روسيا" لأن الجنرال الليبي سيكون حريصا على عدم خسارة حليف مهم له، وفي مقابل هذا الانسحاب لابد أن يكون قد قدم وعودا أو تعهدات بأشياء تجعل روسيا تصبر عليه وتمنحه فرصة أخرى".
اقرأ أيضا: وزير خارجية تركيا: حفتر لا يريد سوى حل عسكري في ليبيا
وأكدت في تصريحات لـ"عربي21" أن "الدولة الروسية ما زالت تضغط على حليفها للانصياع لما تريده، وقد يكون الأمر عكس ما يبدو عليه بمعنى أنه تم الاكتفاء منه بقبول وقف إطلاق النار ولا داعي للتوقيع وترتيب التزامات يكون من الصعب التنصل منها، خاصة أنه يتعرض لضغوطات داخلية من حلفائه في "ترهونة" وأنصار النظام السابق الرافضين للهدنة"، وفق معلوماتها.
ضغوطات على الحلفاء
الكاتب السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف أشار إلى أنه "بعد تصرفات "حفتر" في موسكو ستقوم دولة روسيا بممارسة ضغوط عليه وعلى داعميه الدوليين والإقليميين؛ كما ستضغط "موسكو" على شركائه المحليين من بعض رجال النظام السابق المتحالفين معه"، حسب تقديره.
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "أعتقد أن حفتر لن يتمكن من تجاوز تلك الضغوط وسيوقع على اتفاق موسكو، خاصة أنه لا يمكن إغفال أن عدم توقيعه سيضعفه ويحرجه أمام المجتمعين في قمة "برلين" كونه أحد الحاضرين لها".
خياران سيئان
وبدورها أوضحت المدونة والناشطة الحقوقية الليبية المقيمة في "تركيا"، نادين الفارسي أن "العلاقة بين روسيا وحليفها "حفتر" ستتأثر بعد تصرفات الأخير في مفاوضات "موسكو" والتي أحرجتها كونها حليف قوي له، ومن ثم ستقوم هذه الدولة بممارسة ضغوطات على الجنرال العسكري لإجباره على التوقيع على الاتفاق".
اقرأ أيضا: اتهامات لمصر والإمارات بعرقلة توقيع اتفاق الهدنة الليبي بموسكو
وتابعت: "كما أنها لن تكتفي بذلك بل ستقوم أيضا بممارسة نفس نوع الضغط على "مصر" كي تقنع "حفتر"، لكن المشكلة أن الأخير لا يفهم لغة السياسة ويتقن لغة الرصاص والدم، خاصة أن التوقيع أو عدمه هما خياران سيئان له، وكلاهما مكسب لحكومة "الوفاق"".
واستدركت: "إذا خضع ووقع الاتفاق سوف يخسر مؤيديه الذين يراهنون عليه وسيفقد شعبيه وحصته على الطاولة السياسية، وإن رفض وأصر على الحرب سوف يزج بأهل برقة في حرب خاسرة ولكنها ترضي تعجرفه وطموحه بالرئاسة"، كما صرحت لـ"عربي21".