هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فيما تتواتر الأنباء
عن تحركات تشبه إعادة الانتشار العسكري من جانب المليشيات الموالية لإيران ومن
بينها "حزب الله" في مناطق سورية عدة، تعمل روسيا على سد ما يمكن
اعتباره فراغا عسكريا، من خلال نشر قوات موالية لها في مناطق استراتيجية.
وفي هذا الصدد، أكدت
مصادر محلية وإعلامية، وصول قوات تابعة لـ"الفيلق الخامس" التابع لجيش
النظام السوري والمدعوم روسيا، وانتشارها بمحاذاة الشريط الحدودي السوري-
اللبناني، في منطقة سرغايا شمالي دمشق.
وأوضحت المصادر، أن
قوات الفيلق الخامس انتشرت على مقربة من نقاط تابعة لـ"حزب الله" في
المنطقة، مشيرة إلى انسحاب جزئي للأخيرة من بعض النقاط.
وفيما لم يعرف بعد
الغرض الحقيقي من نشر روسيا للفيلق الخامس في هذه المنطقة الخاضعة لنفوذ "حزب
الله"، عزا المحلل السياسي أسامة بشير خلال حديثه لـ"عربي21"، ذلك
إلى قرار روسي بقطع الطريق على تمدد حزب الله في سوريا، في المناطق السورية التي
أخلتها المليشيات الإيرانية مؤخرا، بعد مقتل قائد "فيلق القدس" التابع
للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وأوضح أن روسيا لا
تريد دخول المزيد من قوات حزب الله إلى سوريا، خشية من أن يعطي ذلك مبررا لأمريكا
وإسرائيل لاستهدافهم في سوريا، ما قد يؤدي إلى تحول سوريا إلى ساحة للمواجهة
الشاملة بين إيران والولايات المتحدة.
وقال بشير، بمعنى آخر،
تريد روسيا النأي بسوريا ما أمكن عن الصراع بين واشنطن وطهران.
إقرأ أيضا: مراقبون.. روسيا مستفيدة من تغييب سليماني عن المشهد السوري
وحسب المحلل السياسي،
فإن كل ذلك خلق فرصة مواتية لروسيا حتى تقوم بتحجيم الدور الإيراني في سوريا، في
حين يريد "حزب الله" تضييع الفرصة على روسيا، وسد الفراغ الناجم عن
انكفاء المليشيات الإيرانية من بعض المواقع العسكرية.
بدوره تساءل الباحث
بالشأن السوري، أحمد السعيد عن الغاية من نشر قوات "الفيلق الخامس"، في
منطقة لا تسجل تواجدا للمعارضة السورية، ولا لتنظيم الدولة، وأجاب "الهدف الواضح
هو قطع الطريق على تحركات حزب الله، أو الحد منها على أقل تقدير، تجاه الأراضي
السورية".
وألمح في حديثه
لـ"عربي21"، إلى احتمالية تفاهمات سابقة مع أطراف دولية وإقليمية على
تسلم روسيا مهمة ضبط الحدود مع لبنان والاحتلال الإسرائيلي، مقابل التغاضي من تلك
الأطراف عن سيطرة روسيا على مفاصل الدولة السورية.
وحسب السعيد، فإن ما
يجري على الجانب الحدودي الشمالي السوري مع تركيا، من انتشار للقوات الروسية هناك،
يأتي ضمن السياق ذاته، أي التفاهمات الدولية والإقليمية.
وفي تشرين
الثاني/نوفمبر 2016، أعلن نظام الأسد عن تشكيل "الفيلق الخامس" من المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة،
والذين أجروا مصالحات، بوساطة روسية، وحسب مصادر متقاطعة، فإن روسيا هي من تدعم
وتمول هذا التشكيل.