هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال "متين موطان أوغلو"، رئيس تحرير وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، في حوار أجرته معه "عربي21"، إن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لا تزال تعتقد بأنه يمكنها ممارسة الضغوط على تركيا، مؤكدا أن الأخيرة باتت متقدمة على جميع المستويات، وقادرة على الاستقلال بسياستها بما يضمن تحقيق مصالحها.
وأكد "موطان أوغلو" على عمق العلاقات التركية الأمريكية، ومتانة الحلف الذي يجمعهما، وحاجة واشنطن لأنقرة في الشرق الأوسط، إلا أنه اعتبر أن سياسات الولايات المتحدة تغيرت في الفترة الأخيرة، لأنها غير قادرة على تقبل التقدم الذي حققته تركيا في السنوات الأخيرة.
وأشار رئيس تحرير الوكالة التركية، شبه الرسمية، إلى أبرز ملفات الخلاف بين بلاده والولايات المتحدة، ومنها دعم الأخيرة لمنظمات تعتبرها أنقرة إرهابية في شمال سوريا.
اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور رئيس تحرير وكالة "الأناضول" التركية للأنباء
وأضاف أن الوكالة رصدت نقل القوات الأمريكية عشرات آلاف الشاحنات المحملة بالذخائر لمسلحين في شمال سوريا، رغم طلب أنقرة من واشنطن، مرارا، التوقف عن ذلك، كونه يشكل تهديدها لها، وهو ما دفع تركيا إلى التحرك، مؤكدا إمكانية أن تتدخل مجددا.
وتابع أن من أهم ملفات الخلاف بين الجانبين يكمن في قضية إيواء الولايات المتحدة لـ"فتح الله غولن" وجماعته، التي تتهمها تركيا بالوقوف خلف محاولة انقلابية فاشلة منتصف عام 2016.
وقال: "إن أكبر جريمة لبلد ديمقراطي أن يحاول أي طرف الانقلاب على حكومة منتخبة، والولايات المتحدة تدعي بأنها أكبر بلد ديمقراطي، وقد توقعت تركيا منها أن تقدم على خطوات بشأن غولن وجماعته، الذين يعيشون على أراضيها، بل ويتلقون دعما من الحكومة الأمريكية، وهو أمر غير مفهوم أبدا".
وبشأن اعتراف الكونغرس الأمريكي بمزاعم ارتكاب الدولة العثمانية مجازر بحق الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى، اعتبر موطان أوغلو أن الخطوة سياسية تماما.
وأوضح أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال مرارا إن لدى بلاده ملفات كاملة بهذا الخصوص، ومستعدة لفتحها واستدعاء مؤرخين محايدين لبحث القضية، إلا أن الكونغرس لم يهتم بذلك، وصوت لصالح القرار لممارسة ضغوط على أنقرة بشأن صفقة شراء منظومة "أس400" الدفاعية من روسيا، وملفات أخرى مختلفة، بحسبه.
الانتقادات لتركيا بشأن حرية الإعلام
ولدى سؤاله عن الاتهامات للحكومة التركية بالتضييق على الإعلام في البلاد، أوضح "موطان أوغلو" أن كثيرا من الأوساط الغربية تنتقد بلاده بهذا الخصوص، متجاهلة الكثير من الاعتبارات "إما عمدا أو جهلا".
وأوضح أن العديد من التنظيمات باتت تستهدف بلاده بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، بدءا بالقاعدة وتنظيم الدولة، وليس انتهاء بحزب العمال الكردستاني وامتداداته، و"غولن".
وأشار في هذا الإطار إلى تلقيه تساؤلات بخصوص حرية الإعلام من قبل مؤسسات كندية، فرد بالتساؤل عن ما إذا كانت حكومة أوتاوا يمكن أن تسمح بمقال أو صحفي أو مؤسسة تدعم علانية تنظيم الدولة، مشددا على أن مثل ذلك لا يمكن قبوله في أي دولة حول العالم.
اقرأ أيضا: مقال لمسؤول تركي بـ"بلومبيرغ" عن "أس400" والعلاقة بالغرب
وذكّر "موطان أوغلو" بطريقة تعامل الغرب مع "جوليان أسانج"، مؤسس موقع "ويكيليكس"، الذي سرب وثائق اعتبرت العديد من الدول أنها تهدد أمنها القومي، و"إدوارد سنودن"، الذي كشف بعض المعلومات عن عمل الاستخبارات الأمريكية، ثم اضطر إلى اللجوء لروسيا.
وأضاف أن العديد من وسائل الإعلام في تركيا، من صحف وقنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية وغيرها، توجه انتقادات حادة بشكل يومي للرئيس أردوغان وإدارته، بكل حرية، بل إن بعضها تصل حد الشتائم.
وتابع: "يمكنني القول إن هنالك ضيقا في الإعلام، لكن ليس كما يروج له، وسببه أن بعض الأشخاص، على سبيل المثال، يحملون بطاقات صحفية، ولكنهم في الواقع يعملون لصالح حزب العمال الكردستاني، وفي صحفهم يقولون قتلنا عددا من الجنود الأتراك، ثم يقال (في الغرب) إن لهم الحق بذلك".
تجدر الإشارة إلى أن "عربي21" كانت قد نشرت، السبت، الجزء الأول من مقابلة "موطان أوغلو"، وتحدث فيها عن نظرة تركيا للمنطقة العربية، وموقف أنقرة من حالة الاضطراب التي تشهدها منذ نحو عقد من الزمن، مستعرضا تجربة وكالة "الأناضول" على مدار مئة عام، وأبرز التحديات التي تواجه العمل الصحفي في المنطقة وخارجها.