هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة "سوزجو" التركية، أن أربع سفن تركية
أنهت البحث والتنقيب في أربع مناطق داخل شرق المتوسط، مؤكدة أن "تركيا عازمة على
الوصول إلى 3.5 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وملياري برميل من النفط في شرق
البحر المتوسط".
و قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في تقرير لها
صادر في العام 2010، احتمالية وجود 3.3 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في منطة
حوض شرق المتوسط.
التأثير على السوق العالمي
وتثار تساؤلات في حال صدقت هذه التوقعات، حول مدى تأثير
هذه الكميات الهائلة من الغاز على سوق النفط العالمي، خاصة أن كثيرا من الدول الآن
تسعى لاستخدام الطاقة البديلة ومن ضمنها الغاز.
ويرى الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل بأن
"التأثير سيكون على المدى البعيد، ولكن في الوقت الحالي سيبقى النفط متسيدا سوق
الطاقة العالمي".
وقال إسماعيل في حديث لـ"عربي21": "مشاريع
تطوير حقول الغاز والإنتاج والتصدير تأخذ سنوات وتكاليفها باهظة، بالتالي على
المدى القصير لن يتأثر سوق النفط كثيرا بسبب ازدياد انتاج الغاز الطبيعي".
واستدرك قائلا: "لكن على المدى الطويل ولأسباب تتعلق
بحماية البيئة والانتقال إلى الطاقة البديلة النظيفة، سيتراجع الطلب على النفط، وقد
يتراجع الاستثمار في المجاال النفطي ومن ثم يقل الطلب وتنخفض الأسعار، لهذا من
الصعب وضع أرقام دقيقة خاصة في ظل وجود عوامل جيوسياسية قد تتدخل وتقلب الطاولة".
من جهتها قالت الخبيرة في اقتصاد الطاقة كارول نخلة:
"لقد تحدثنا كخبراء عن غاز شرق المتوسط منذ ما يقرب من 10 سنوات، لكن لم يحدث
تغيير على السوق النفطي سواء الإقليمي أو العالمي".
وتابعت في حديث لـ"عربي21": "احتمالية
تأثير غاز شرق المتوسط تبقى غير معروفة إلى حد كبير، لأن معظم الأرقام المُعلن عنها
افتراضية، بالتالي عندما يتم إجراء المزيد من الاكتشافات وإنتاج الغاز فعليًا، سيصبح
التأثير أكثر وضوحًا، ولكن حتى ذلك الحين أي حديث عن تأثيره على سوق الطاقة
العالمي هو سابق لأوانه".
الدول النفطية العربية
دائما ما تتأثر اقتصاديات الدول العربية النفطية بكل ما
يجري في سوق الطاقة، فحينما ينخفض سعر النفط يؤثر ذلك على الناتج المحلي لتلك
الدول، وذلك في ظل اعتماد اقتصادياتها بشكل كبير على النفط، فهل سيؤثر غاز شرق
المتوسط عليها أيضا؟ وما حجم هذا التأثير؟
ترى المدير تنفيذي لشركة Crystol
Energy كارول نخلة بأن التأثير سيكون محدودا، مضيفة: "كمية مخزون
الغاز في شرق المتوسط الذي تتحدث عنه دول المنطقة غير مؤكدة إلى الآن، والأرقام
التي قيلت هي مجرد تقديرات، لكن لا يمكن الجزم بصحة هذه الأرقام إلا حينما يتم
اكتشاف الغاز وتبدأ عجلة الانتاج في الدوران".
وتابعت: "إضافة لذلك فإن كمية الغاز التي تم
تقديرها هي مثلا أقل بكثير من الكمية الموجودة في قطر، بالتالي لن تؤثر على دول
الخليج وذلك لأن حجم المخزون ليس كبيرا وهو تقديري وافتراضي إلى الآن".
وأردفت: "بدأت دول الخليج الأخرى العمل على وقف
استيراد الغاز، والسعي لتوفير كميات يتم تصديرها، لهذا كما قلت لن تتأثر
اقتصادياتها".
بدوره أكد الخبير في الطاقة نهاد إسماعيل أن "التأثير
على دول النفط العربية سيكون كبيرا على المدى البعيد، حيث سيتراجع الطلب على سلعة النفط".
مضيفا: "لهذا نرى خطط ومشاريع لتنويع الاقتصاد وتقليل
الاعتماد على النفط الذي يمثل الآن 70 - 80 في المئة من إيرادات الدول النفطية، وتقليله
إلى 50 في المئة أو أقل، ولهذا بدأت السعودية والكويت باتخاذ خطوات اتجاه تقليل الاعتماد
على سلعة النفط".
وأشار إلى أن "وضع قطر يختلف قليلا عن بقية الدول، فهي
منتج كبير للغاز الطبيعي وخلال 6 أو 7 أعوام ستكون ربما أكبر مصدر للغاز الطبيعي،
وهي الآن تصدر 77 مليون طن سنويا وهذا سيرتفع إلى 126 مليون طن وتنافس روسيا والولايات
المتحدة".
وأوضح بأن "بعض الدول النفطية العربية تسعى لإيجاد
حلول مستقبلية، مثلا السعودية تسعى إلى تطوير مشاريع الطاقة الشمسية المتوفرة،
أيضا ذكرت بعض الأخبار بأن الرياض تفكر بمشروع تصدير الطاقة الشمسية إلى
أوروبا".
اقرأ أيضا: الغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط يعيد تشكيل المنطقة