مجلة إسبانية: كيف تصبح الأم نموذجا جيّدا لابنتها؟

نشرت مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الدور الذي تلعبه الأم في تشكيل شخصية أطفالها ومدى تأثيرها على سلوكهم.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البنت عادة ما ترغب في تقليد سلوك أمها ومحاكاة خياراتها. وعموما، يتعلم الأطفال السلوكيات الجيدة من خلال الاقتداء بالأمثلة الجيدة. وتلعب الأم دورا بالغ الأهمية في توجيه أطفالها من خلال ما تقوله وتفعله في اللحظات اليومية، لذلك يجب على الأم التحكم في سلوكها وتصرفاتها التي من المحتمل أن تقلدها ابنتها.

اعتني بنفسك أولا

وأشارت المجلة إلى أنه "يجب على الأم أن تغير من نفسها قبل أن تحاول تغيير سلوكيات ابنتها. فمن ناحية، ينبغي على الأم إدراك حقيقة أنها مرآة لأطفالها وأن نصائحها لا تؤثر فيهم بقدر أفعالها، وعلى الأم أن تدرك أن النهج الأمثل في التعامل مع ابنتها هو الجمع بين الصدق والتعامل الحازم.

ومن ناحية أخرى، يجب على الأم أن تبين لابنتها أهمية الاهتمام بنفسها ومظهرها. فعلى سبيل المثال، يمكنها أن تشاركها جلسات التدليك أو العناية بالأظافر أو تصطحبها معها إلى الكافيتيريا. وعلى هذا النحو، تصبح الأم نموذجا جيدا لابنتها عندما يتعلق الأمر العناية بنفسها".

أطلبي المساعدة من ابنتك

وأوردت المجلة أن "أداء المهام المنزلية بمفردك لن يرهقك فقط، بل يترك انطباعا سيئا لدى ابنتك. ومن الجيد أن تطلبي منها المساعدة في قضاء شؤون المنزل لأن ذلك سيساعدها في المستقبل على التعبير بأريحية عما تريده وتحتاج إليه. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن تعلّم الأم ابنتها أهمية الدفاع عن النفس، وتكتسب مهارات تقدير الذات والثقة في النفس، لأن ذلك سيعلمها على المدى الطويل كيفية التعامل مع الآخرين والتأقلم مع جميع فئات المجتمع".

مواجهة التحديات والصعاب

ودعت الأم إلى أن "تبين لابنتها كيفية التصرف إزاء العقبات والصعاب التي تواجهها. فعلى سبيل المثال، لابد أن تعلم الأم ابنتها أن السعادة من أثمن الأشياء التي يمكن أن يحققها الإنسان في حياته، ولكن لا يمكن بلوغها دون تضحية واجتهاد".

وأردفت: "يجب على الأم أن تبرهن لابنتها أن مواجهة الصعاب يمكن أن تحدث تغييرا إيجابيا، لأن ذلك يعلمها كيفية التمييز بين الأصدقاء الحقيقيين الذين يمكنها الاعتماد عليهم وأولئك الذين لا تربطها بهم علاقة وطيدة. ومن الممكن أن تسمحي لابنتك بمواكبة بعض النقاشات الهادئة التي تدور بينك وبين أبيها حتى تتمكن من معرفة أساليب النقاش والإقناع".

الاحترام والتقدير

ونوهت المجلة إلى أنه "يجب على الأم تعليم ابنتها ضرورة ضبط النفس وإبداء الاحترام لأصدقائها وزملائها في المدرسة وأهمية التحدث معهم بكل تقدير وحب، فضلا عن كيفية التعامل مع الأشخاص الأكبر منها سنا في المدرسة".

كيفية التعامل مع التكنولوجيا

وبيّنت المجلة أنه "ينبغي على الأم أن تتحكم في استخدامها المفرط للهاتف والحاسوب، لأن ابنتها تقوم تلقائيا بتقليدها الأمر الذي لا يؤثر فقط على علاقاتها الاجتماعية، وإنما قد تكون له عدة آثار نفسية سلبية على شخصيتها".

مشاركة النجاح مع ابنتك

ولفتت المجلة إلى أن "الأمهات عادة ما يتمنين أن تجد بناتهن طريقهن المستقبلي الذي يمنحهن الفرح ويغذي شغفهن. كما أن الأمهات ينبغي أن تشاركن مع بناتهن في الاحتفال بالنجاح الذي حققنه، بغض النظر عما إذا كانت من ربات البيوت أو تعمل بدوام كامل أو أي وضعية أخرى، بالإضافة إلى ذلك، تستطيع الأمهات التحدث مع بناتهن في الأمور التي يحببنها".

كوني أنت

وأكدت مجلة "بيكيا بادريس" أنه "يجب على الأم أن تنقل لابنتها حب وتقدير الذات، وخاصة أن تتقبل نفسها كما هي، دون اللجوء إلى تقليد الآخرين. وينبغي عليها مثلا أن تتجنب التصنع أو تغيير البعض من سلوكياتها عند مقابلة أشخاص معينين".