المرأة والأسرة

لا تحتاجين إلى أن تكوني جميلة لتحقيق المصالحة مع جسمك

يجب عدم الثقة في المستقبل الذي تعدك به ثقافة الحميات الغذائية
يجب عدم الثقة في المستقبل الذي تعدك به ثقافة الحميات الغذائية
نشرت مجلة "فوشيا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن شعور العديد من النساء في جميع أنحاء العالم بعدم الرضا عن مظهرهن الخارجي.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه لا شيء أسوأ من أن تنظري لنفسك في المرآة وأنت لا تحبين مظهرك، حيث يبدو لك أن بطنك منتفخة وذراعيك وفخذيك عريضان جدا ولا ترين أيا من مقومات الجمال. لكن، يجب ألا تقعي في فخ الاعتقاد بأنك تفشلين في تحقيق رغبتك بأن تكوني جميلة.

وأوردت المجلة أنه من المؤكد أنك قضيت سنوات وأنت تنظرين إلى نفسك من خلال أعين الآخرين. لقد تعلمت ذلك من ثقافة الحميات الغذائية، التي تعدك بتقليص كتلة العضلات والساقين واليدين، لكن عندما تنظرين إلى نفسك في المرآة لفترة من الوقت ستلاحظين أنك تعانين من وزن زائد على عدة مستويات.

وأوضحت المجلة أن معظم النساء تتلقين هذه الأفكار من البيئة المحيطة بهن. لكن الصوت الذي يهمس لك بأنك تعانين من الوزن الزائد والدهون المتراكمة على مستوى ساقيك أو خصرك، ويجعلك تتساءلين عما إذا كان عليك إظهار بطنك في الأماكن العامة ليس صوتك الحقيقي.

وأشارت المجلة إلى أن الجسم يعمل مثل شبكة مترابطة، لكنه قد يتحول أيضا إلى مصدر لعدم الرضا، لأنك لا ترين أنه ذو قيمة إلا عندما يصبح شكله كما تريدين أنت. يحدث هذا التفكك عندما تثقين في ثقافة الحميات الغذائية التي تجعلك تعتقدين أن جسمك هو المسؤول عن مظهرك، ويتفاقم عندما تفشل الحميات في مساعدتك على تحقيق رغبتك بأن يكون مظهرك أفضل من السابق.

وأكدت المجلة أن العديد من النساء اعتدن على النظر إلى أجسامهن من مسافة بعيدة مثل شخص يقيم شيئا ليس ملكه، وبمرور الأيام يتفرد العقل بدور القيادة. عندما يصبح العقل هو المسؤول عن تقييم الذات، يصبح بمثابة زعيم مستبد، وذلك لكونه مجرد آلة تؤلف القصص لإخبارك بما يحدث حولك، فإذا حدثك مثلا عن أشياء تتعلق بفشلك، ستختلقين لنفسك أدلة تثبت ذلك.

ونوهت المجلة بأن القطيعة بين العقل والجسم تجعل الحياة أكثر صعوبة، فعندما تتناولين الطعام مثلا فقط لأن عقلك قد أملى عليك ذلك يصبح العقل على هذا النحو مصدرا للارتباك. هذا هو السبب الذي يجعل النساء يحاولن التحكم في طعامهن، لكنهن سرعان ما يشعرن باليأس بسبب عدم تحقيق مبتغاهن. هذا التشابك، يسمح لصناعة الحميات الغذائية ببيع الحلول التي تشكل في الواقع جزءا من المشكلة. فغالبا ما تتبع النساء هذه الحميات لأنها توهمهنّ بأنهن سيتمكنّ من السيطرة على الوزن، وهو الأمر الذي تتوق إليه جميع النساء.

وأفادت المجلة بأنك لن تتمكني من الحصول على المظهر الذي تحلمين به لأن نظرتك إلى نفسك سلبية، وهذا ليس ذنبك لأنك مثل أي كائن بشري آخر تؤمنين بالقصص التي يبتكرها الآخرون لك والذين يخبرونك بأن الجسم هو أهم شيء وأن الحصول على جسم رشيق أصبح ضرورة اجتماعية. في المقابل، يجب عليك أن تحبي نفسك كما أنت وتتقبلي عيوبك.

وأكدت المجلة أنه من الضروري أن تتخلي عن الاعتقاد بأن الجسد هو الذي يعكس مظهرك، لأنك بهذه الطريقة تحرمين نفسك من عيش الحاضر بكل طاقتك. سيهرب منك الحاضر وستعانين من القلق وسيتشتت انتباهك أكثر. إلى جانب ذلك، لن تشعر المرأة التي لا تعرف كيفية التحكم في حياتها ولا تثق بجسدها بالكامل بأنها قادرة على مواجهة تحديات الحياة. وفي الواقع، تشير الأدلة إلى أن المرأة التي تنتقد جسدها بلا هوادة وتربط قيمتها بمظهرها، لديها معدلات أعلى من القلق والتّوق للكمالية، وسيكون أداؤها الرياضي والأكاديمي أقل من الآخرين.

ونصحت المجلة بعدم الثقة في المستقبل الذي تعدك به ثقافة الحميات الغذائية، لأن البهجة التي تعتقدين أنك ستحصلين عليها من خلال الحصول على جسم نحيف بعيد المنال. عليك أن تخترعي لنفسك قصة الاقتناع والاكتفاء ابتداء من اليوم. ابتكري نمط حياة يناسبك ولا يسلط عليك أي ضغط كي تتمكني من مواكبة العالم من حولك، يجب أن تكوني تلك المرأة التي تنتمي لذاتها وليست تلك التي تتأثر بالآخرين.

وأضافت المجلة أن جسمك هو حليفك وصديقك الحميم، الذي لن تتمكني من معرفة ذاتك من دونه. إذا تضررت علاقتك بجسمك فلن تحتاجي إلى أن تجدي نفسك جميلة لعلاج علاقتك به. يجب أن ترضي بفشلك وتكوني قادرة على السيطرة على نفسك، على الرغم من أنه لم يوضح لك أحد أن الحميات الغذائية يمكن أن تفشل، نظرا لأن محاربة الجوع هي بمثابة معركة ضد التطور.

وفي الختام، أوصت المجلة بعدم التفكير الجمال، بل البحث عن اللغز الذي بداخلك لتتعرفي على نفسك مرة أخرى. إذا كنت لا ترين جسمك جميلا، فلا تشعري بالإحباط، فربما تحتاج عيناك إلى بعض الوقت لاستيعاب مفاهيم الجمال الموجودة خارج القوالب الضيقة حول "المظهر الصحيح". سيكون جسمك حليفك الأفضل للتنقل في هذا العالم الغريب، لأنه يحتوي على معلومات لا يملكها أحد، إنه أعمق معجزة لدينا.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل