سياسة عربية

حادثتا انتحار تفجعان المصريين وأصابع الاتهام تتجه للنظام

أثارت حوادث الانتحار الرأي العام في مصر - أرشيفية
أثارت حوادث الانتحار الرأي العام في مصر - أرشيفية

خلال أقل من 24 ساعة فجع المصريون بخبرين لانتحار شابين أحدهما من فوق برج القاهرة، والثاني في مترو الأنفاق.

 

وكان طالب الهندسة نادر محمد جميل -24 عاما- قد انتحر من أعلى برج القاهرة والتقطت عدسات المراقبة الحادثة وقت انتحاره وتم تداول المقطع بصورة مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وانتحر كذلك شاب عشريني –لم تعرف هويته بعد– أمام مترو أرض المعارض بالقاهرة.

 

وكان نادر محمد جميل قد مر بأزمة نفسية قبل انتحاره وأرسل رسالة إلى أستاذه بكلية الهندسة يشتكي فيها من الضغط النفسي في دراسته وفقدانه جميع قيم حياته بسبب هذه الكلية.

 

الحادثان، وما تبعهما من تداول لبعض الصور والمقاطع، أثارا جدلا واسعا بين النشطاء، الذين تناولوا تفاقم ظاهرة الانتحار في المجتمع المصري. وانقسمت آراء النشطاء بين متعاطف مع المنتحرين، وبين رافض للظاهرة من منطلق ديني، أو رافض لها باعتبار الانتحار ضعفا واستسلاما و "فرفرة" وفق وصف أحد أساتذة كليات الهندسة.

 

  

 

أغلبية الآراء وجهت اللوم إلى الحكومة المصرية على تفاقم ظاهرة الانتحار بين الشباب خاصة، قائلين إن فشل النظام اقتصاديًا وتعليميا واجتماعيًا أدى إلى زيادة الضغوط على الشعب ورفع معدلات الاكتئاب والمرض النفسي ما دفع الشباب إلى الانتحار.

 

وأعاد النشطاء تداول مقطع لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وهو يقول في مقطع مصور له منذ ثلاث سنوات "ناس بتنتحر هنعملهم إيه"، قائلين إن هذا النظام لديه لامبالاة وبلادة تفوقان الوصف في ما يخص أوضاع الشعب.

 

  

 

آخرون رأوا أن المنتحرين وخاصة من يتخيرون أماكن لافتة – مثل نادر وانتحاره من برج القاهرة – يحاولون إرسال رسالة احتجاج ضمنية إلى المسؤولين والنظام الحاكم للفت انتباههم إلى تفاقم مشاكل الشباب وخاصة في مجال التعليم وكليات القمة.

 

  

 

من بين الانتقادات التي وجهت إلى النظام، أنه جعل أبسط مقومات الحياة وحقوقها حلمًا يسعى إليه الشباب (السكن، الزوجة، العمل الكريم)، ما زاد في الضغط النفسي على الشباب خاصة في كليات القمة، حينما يرون أشخاصا لم ينجحوا في دراستهم ولديهم الملايين من التمثيل والغناء ولعب الكرة، وفق النشطاء.

 

عقب حادثتي الانتحار أمس، قام العديد من مشاهير ونخبة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بشن حملات شخصية للاستماع والمساعدة ومحاولة حل مشاكل أي شخص يعاني من ضغط نفسي، ناشرين عبر حساباتهم الشخصية أرقامهم الشخصية للتواصل.

 

بعض النشطاء حمل الأسر، وأساتذة الجامعات والدولة والمجتمع، الخطأ، قائلين إن كل هؤلاء يحملون الشباب فوق طاقتهم، ويغرسون لدى الطالب منذ صغره أن الدراسة الجامعية هي نهاية العالم، فإما أن "تكون متفوقًا أو أنك لست ابننا ولست منا".

 

ووجه النشطاء انتقادات واسعة لمن قام بأخذ مقطع انتحار الشاب نادر من كاميرات برج القاهرة، ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنهم وجهوا انتقادا حادًا للصحف المحلية والقنوات الفضائية التي أعادت نشر المقطع عدة مرات، مطالبين بوقف تداول ذلك المقطع أو الصور المجتزأة منه.

 

 

0
التعليقات (0)