حقوق وحريات

السلطة تفض اعتصاما لأسرى محررين قَطعت رواتبهم.. وغضب

عدد من الأسرى المحررين المضربين قبل فض اعتصامهم- تويتر
عدد من الأسرى المحررين المضربين قبل فض اعتصامهم- تويتر

هدمت قوة من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة فجر اليوم، خيمة الأسرى المحررين المعتصمين وسط مدينة رام الله المحتلة، احتجاجا على قطع السلطة لرواتبهم.

وذكر الأسرى المضربون عن الطعام، أنه "عند الساعة الثانية والنصف فجرا، داهمت قوة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية خيمة الأسرى المحررين المعتصمين وسط رام الله وقامت بهدم الخيمة ومصادرة أدواتهم".

وأكد الأسرى في بيان للرأي العام وصل "عربي21" نسخة عنه، أن الأجهزة الأمنية قامت "باعتقال كل من: المحامي عبد الرازق العاروري، وإيهاب السدة، ومحمد عديلي، ومحمد الجعبري. وأربعتهم مضربون عن الطعام لليوم السابع عشر. كما أنها قامت باختطافهم ووضعهم في العراء بالقرب من مشفى الاستشاري في ضاحية الريحان".

وأضاف البيان أن القوة الأمنية قامت بالاحتكاك بالأسير المحرر المضرب عن الطعام سفيان جمجوم، واعنقاله واقتياده إلى جهة مجهولة، وقامت أيضا "بمصادرة حاجيات الأسرى المحررين والاعتداء على مركبة المحامي عبد الرازق العاروري عبر إفراغ إطاراتها من الهواء".

وحمّل الأسرى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، "جريمة فض الخيام والاعتداء عليهم بوصفه وزير الداخلية ورئيس الوزراء"، واصفين ما حدث بأنه "بلطجة تقودها الحكومة الفلسطينية".

وطالب الأسرى المحررون، بـ"إطلاق فوري لسراح سفيان وإعادة خيامهم المسروقة"، محملين رئيس الوزراء  "المسؤولية عن سلامة سفيان جمجوم".

وأكد الأسرى، "استمرار اعتصامهم السلمي وسط مدينة رام الله"، معلنين عن "نيتهم عقد مؤتمر صحفي خلال الساعات القادمة لبيان خطواتهم التصعيدية الخطيرة".

وأكدوا أن "ما جرى جريمة تتحمل مسؤوليتها الحكومة الفلسطينية، وفي المقابل ثقتنا الكبيرة بشعبنا الكبير المناصر للأسرى وعدالة مطالبهم".

وتسبب قيام السلطة بهدم خيمة الأسرى بغضب فلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب الناشط الفلسطيني مصطفى جميل، على صفحته في "فيسبوك": "سلطتنا الوطنية تصب غضبها على أسرانا المحررين، وفي يوم الغضب الذي أعلنت عنه السلطة".

وأضاف: "بقرار من رئيس الوزراء، أجهزة أمن السلطة تقتحم خيمة اعتصام الأسرى المحررين المعتصمين على دوار الساعة وسط رام الله، وتقوم بهدم الخيمة واختطاف الأسير المحرر سفيان جمجوم".

ومع تزامن هدم السلطة لخيمة الأسرى، تساءل جميل في منشور آخر: "لماذا نغضب؟ وعلى من نغضب؟ سؤال للحكومة: ماذا تقصدون بيوم الغضب؟".

وتابع: "إذا الذين غضبوا وقاوموا المحتل وسجنوا وعذبوا، اليوم أنتم تعاقبونهم على غضبهم ومقاومتهم المحتل وتقطعون رواتبهم، وفجر اليوم قواتكم المسلحة قمعتهم واختطفت عددا منهم..، فلماذا نغضب؟!!".

أما الفلسطيني نواف سمير فقد علق على ما جرى بقوله: "السلطة أعلنت أنه يوم الغضب، ولم نفهم أن هذا الغضب سيبدأ بالأسرى المحررين"، مطالبا السلطة بالإفراج عن الأسير جمجموم.

وعقب هدم الخيمة، قال الأسير إبراهيم السدة، على "فيسبوك": "راجعين مش بس على دوار الساعة، انتظرونا بكل شارع وعلى كل دوار وأمام المقاطعة"، مطالبا اشتية بالإفراج عن الأسير المحرر جمجموم.

 

إقرأ أيضا: حديث مؤثر لأسير فلسطيني قطعت السلطة راتبه (شاهد)

أما الأسير المحرر صلاح المحتسب، فقد ذكر في تعليقه أن "اشتية رئيس الوزراء والمهتم جدا بقضية الأسرى، يأمر قوات الشرطة بفض اعتصامنا بالقوة، ويقمع الأسرى المعتصمين ويزيل الخيام ويعتقل سفيان جمجوم"، مضيفا أنه "فعلا.. الأسرى أولوية عنده".

 

من جانبها أصدرت حركة حماس بيانا، استنكرت فيه على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، "السياسة القمعية لأمن السلطة تجاه الأسرى المحررين المعتصمين سلميا للمطالبة بحقوقهم".

وأدان البيان ما وصفه بـ"السلوك اللاأخلاقي و اللامسؤول الذي قامت به أجهزة أمن السلطة بحق عناوين ورموز شعبنا ومقاومته الباسلة الذين ضحوا بحياتهم وسني عمرهم دفاعا عن شعبهم وحقوقه وقضاياه العادلة، كما ونستنكر استمرار تعنت ومكابرة السلطة وحكومة اشتية وتماديهم في تجاهل مطالب وحقوق الاسرى المحررين المشروعة والضرورية".

وحملت حماس رئيس السلطة محمود عباس وحكومته ورئيسها محمد اشتيه، بصفته وزيرا للداخلية "المسؤولية الكاملة عن الاعتداء الآثم وكافة تداعياته، ونتائجه وعن سلامة وحياة الاسرى المرضى والمضربين عن الطعام".

وتابعت "مواصلة  السلطة في الضفة  لسياسة  القمع والإختطاف وقطع رواتب الاسرى المحررين والموظفيين والشهداء والجرحى ، تجاوز خطير  لكافة الخطوط الحمراء في التعامل مع عناوين النضال الفلسطيني ،وانتهاكا صارخا للعلاقات الوطنية و للحقوق  المدنية والسياسية لأبناء شعبنا .

وطالبت في الوقت ذاته "الشعب الفلسطيني و فصائله وقواه كافة بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه القضايا العادلة وإدانة هذا السلوك المشين بحق الاسرى المحررين من قبل السلطة في رام الله  والضغط على السلطة وحكومتها  وبكل السبل  لوقف هذه السياسات الرعناء وإنهاء هذه المأساة والإسراع في صرف مخصصات الاسرى المحررين وعوائل الشهداء والجرحى و الموظفين كافة ودون تمييز" .

 

من جانبه قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتيه: إنه سيلتقي ظهر اليوم الثلاثاء مع الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم والمعتصمين على دوار ياسر عرفات في رام الله.

 

وذكر اشتية عبر صفحته بموقع "فيسبوك" "سألتقي ظهر اليوم وفدا من الأسرى المحررين المعتصمين في رام الله، للمطالبة بإعادة صرف رواتبهم المقطوعة منذ ما يزيد على عشر سنوات، على رأسه علاء الريماوي، للاستماع لمطالبهم وحل هذه الأزمة المتراكمة".

 

بدوره قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية: "يجب على السلطة التراجع عن تصرفاتها بحق الأسرى المحررين وإعادة حقوق الناس خصوصا ونحن نتحدث عن أجواء انتخابات" وفقا لوكالة "شهاب" المحلية.


التعليقات (0)

خبر عاجل