هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي، إن "إطلاق وصف انتصار على ما قام به الجيش الإسرائيلي في المواجهة الأخيرة أمام قطاع غزة ليس مقنعا، لأن هذه الجولة من المواجهة طرحت سؤالا عميقا حول ماهية الانتصار العسكري، فهو سؤال مركب، وإجابته ليست متوفرة على الفور".
وأضاف
نيتسان نوريئيل في مقاله على موقع مجلة "يسرائيل ديفينس" للعلوم العسكرية، ترجمته "عربي21" أن "العملية التي نفذها الجيش في
غزة تعيد من جديد فرضيات الانتصار العسكري في مثل هذه المواجهات المحدودة، مع أن
عملية الحزام الأسود في غزة لا تشبه لعبة الكاراتيه أو الجودو التي يعلن الحكم في
نهايتها عن هوية الفائز والمنتصر".
وأوضح
نوريئيل، الذي خدم ثلاثين عاما في الجيش الإسرائيلي، وخاض حرب لبنان الأولى 1982،
والثانية 2006، والانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى 1987 والثانية 2000، أنه "في
الماضي كان يتم تقدير الانتصار في الحروب الكلاسيكية بأن يرفع العدو الراية
البيضاء، كإشارة على الخضوع، وفي هذه الحالة يظهر من المنتصر والمهزوم".
واستدرك
نوريئيل، عضو مجلس الأمن القومي الإسرائيلي التابع لرئيس الحكومة، أنه "في المواجهات
المحدودة كالتي شهدتها غزة مؤخرا، فمثل هذه المظاهر لا يراها الإسرائيليون أو
الفلسطينيون، بل إن الأعداء في غزة لديهم من الوسائل ما يجعلهم يعلنون أنهم
انتصروا على إسرائيل".
وأشار إلى أن "ذلك يتطلب مجددا من إسرائيل تحديد معالم الانتصار في المواجهة الأخيرة
التي شهدتها غزة، أولها حجم الخسائر البشرية لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، رغم إن ذلك لم يعد معيارا يمكن الاعتماد عليه في تحديد هوية المنتصر، والثاني هي الأضرار
الاقتصادية، فإسرائيل دولة اقتصادية منفتحة، يمكن لها أن تتضرر كثيرا من الناحية الاقتصادية
كلما طال أمد المواجهة العسكرية مع الفلسطينيين".
وأضاف
أن "ثالث هذه المعايير اللازمة لتحصيل صورة الانتصار تتحدث عن المدة الزمنية الفاصلة
للمواجهة القادمة، فمن أجل المقارنة فقط، أعقب انتهاء حرب لبنان الثانية 2006 شعور
لدى الرأي العام الإسرائيلي، وأوساط واسعة في المؤسسة الأمنية أن نتيجة الحرب ليست
في صالح إسرائيل بصورة كافية".
وأوضح
أنه "في امتحان الاختبار على الأرض، فقد أكدت السنوات التي تلت تلك الحرب أن
الهدوء استمر طويلا على الحدود اللبنانية، ومع ذلك فهذا ليس معيارا ثابتا لتقييم
نتيجة الحرب، مع أن معيارا رابعا يتناول كشف إسرائيل للقدرات العسكرية في كل
مواجهة قتالية، والعدو في غزة يتعلم منها، وكيفية مواجهتها، مما يضع صعوبات أمام إسرائيل
في المواجهات القادمة، ولا تستطيع تقديرها بدقة".
وأكد
أن "معيارا خامسا يتناول بقاء الإسرائيليين بحالة الطوارئ تحت مرمى الصواريخ،
مما يضع تحديات واسعة أمام الجبهة الداخلية، لكنه لا يعبر عن حقيقة الانتصار المطلوب
لدى إسرائيل، مع العلم أنه يمكن الحديث عن معايير أخرى لتقييم الانتصار في الحرب
مع غزة، مثل مواقف الدول المجاورة خاصة مصر والأردن، وعدم تدخل جهات معادية أخرى
في المواجهة، رغم أن الضفة الغربية بقيت صامتة خلال المواجهة".
وأشار إلى أنه "من أجل كل ذلك، فإن البحث عن إجابة عن هوية المنتصر في مواجهة غزة الأخيرة
ليست نهائية، لأن كل طرف، من الفلسطينيين والإسرائيليين، يستطيع الحديث لرأيه
العام روايته الخاصة عن المواجهة، فمصر حتى اليوم تتحدث عن انتصارها الكاسح في حرب
أكتوبر 1973، وأعدت لها متحفا قوميا لتخليد الحرب".
وختم
بالقول بأنه "في حالة المواجهات العسكرية المحدودة والمتقطعة مع الفلسطينيين،
من الأفضل تحقيق أهدافها على إعلان الانتصار، فاستعادة الردع أفضل كثيرا وأكثر
مهنية، وتساعد في استخلاص الدروس والعبر، والاستعداد للجولة القادمة، ولذلك يجب
التوقف عن استخدام مفردات الانتصار، لأنها ليست عملية".