صحافة إسرائيلية

باحثة إسرائيلية تتحدث عن مشاركتها بمؤتمر اقتصادي بالدوحة

عقد المؤتمر في العاصمة القطرية في 12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري- الصفحة الرسمية للمؤتمر
عقد المؤتمر في العاصمة القطرية في 12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري- الصفحة الرسمية للمؤتمر

قالت باحثة إسرائيلية، إن "دولة قطر تشهد نموا اقتصاديا متصاعدا في السنوات الجارية، وقد تجلى ذلك في القمة الإقليمية التي شهدتها العاصمة الدوحة حول تقوية اقتصاديات الشرق الأوسط، بحضور ممثلين عن مختلف دول المنطقة، وبحثت كيفية تقوية العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وعدد من دول المنطقة".


وأضافت ميكي أهرونسون في مقالها على موقع نيوز ون الإخباري، ترجمته "عربي21" أنه "كان لافتا حضور ممثلين عن دول من الصعب أن يلتقوا في قاعة واحدة، آتون من إسرائيل وإيران، بجانب مندوبين عن الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وأفريقيا وآسيا، والعديد من العالم العربي، فيما بقيت مقاعد السعودية والإمارات والبحرين فارغة على خلفية النزاع القائم مع قطر".


وأشارت أهرونسون، خبيرة في العلاقات الدولية بمعهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية، إلى أن "القمة هدفت بجانب تقوية اقتصاديات المنطقة، إلى زيادة نفوذ قطر في الشرق الأوسط، كي تكون صاحبة تأثير متنام في الساحة العالمية، ومركزا اقتصاديا وتجاريا مرموقا، كجزء من سياستها الخارجية الهادفة لتطوير اقتصادها المستقبلي، دون الاعتماد فقط على مواردها الطبيعية المتوفرة لديها".


وأوضحت أهرونسون، التي حضرت قمة الدوحة الأخيرة، وألقت محاضرة حول الدور الروسي والأمريكي في الشرق الأوسط، أن "من المظاهر اللافتة في القمة، الوجود الأردني البارز، وعلى مستويات رفيعة، مما يدل على تقارب بين عمان والدوحة، وفي الوقت ذاته على تباعد بين الأردن وباقي دول الخليج على خلفية الاستقطابات الحاصلة في المنطقة والعالم، مما يتوجب على المملكة البحث عن مناطق تأثير ونفوذ لها".


وزعمت الكاتبة أن "أجواء إيجابية شاعت في القمة من التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة، ولم تسجل تباينات كبيرة في وجهات النظر، في ظل رغبة هذه الدول المشاركة بتطوير اقتصادياتها المحلية، والتركيز في مسائل الحفاظ على البيئة، والتنسيق بين الدول، والتقليل من معدلات الاحتكاك والحساسية بينها، مما قد يزيد من الضائقات الاقتصادية لها".


وأكدت أنه "ظهر واضحا أن قطر والدول المشاركة تبحث عن حلول خلاقة لمشاكل الطاقة، وتخفيف الاعتماد الكلي على النفط، مما يدفعها لتشجيع أي مشاريع من شأنها تطوير التعاون الثنائي والمتعدد، وتنحية المشاكل السياسية جانبا من أجندة دول المنطقة".


وأكدت أن "قطر تبدو معنية من خلال هذه اللقاءات والقمم الإقليمية والدولية لتعزيز هدفها الأساسي الساعي لزيادة تأثيرها الإقليمي من جهة، ورفع مستوى التعاون الثنائي من جهة أخرى، بما في ذلك إشراك المجتمع المدني الإسرائيلي في هذه اللقاءات، وهو ما يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، مما زاد من المقترحات والأفكار الإبداعية لحل مشاكل المنطقة في الآونة الأخيرة، وتضطلع فيها إسرائيل بدور رائد".


وتطرقت الكاتبة إلى "الذكاء الاصطناعي وعلاقته باقتصاديات المنطقة، وشرحت المندوبة الإسرائيلية في قمة الدوحة آفاق هذا التعاون، وأجرت لقاءات جانبية مع ممثلي الدول المشاركة، مع أن أحدا لا يحدث نفسه أن مسائل اقتصادية وتعاونا تجاريا كفيل بحل صراعات الشرق الأوسط، لكن من دون شك فإن لهذه القمم الاقتصادية دور في إبداء جاهزية تلك الدول في توفير استجابات للتحديات القائمة في المنطقة، وجميع دولها".


وأشارت إلى أن "القضية الفلسطينية ستبقى حجر الزاوية في مدى تقارب دول الخليج من إسرائيل، أو تباعدها عنها، لذلك لا أتوقع اختراقا قريبا في العلاقات مع الفلسطينيين من جهة، مما يعزز من جهة أخرى التركيز في بعض الخطوات التقاربية مع دول الخليج، ولو من خلال مبادرات متواضعة هدفها الأساسي البحث عن فرص ومصالح اقتصادية مدنية وتكنولوجية، وفي حال تواصلت هذه المحاولات، فإن المدى البعيد سيشهد اختراقا جديا في مجال التطبيع مع إسرائيل من بعض دول المنطقة".

وعقدت في الدوحة في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مؤتمر «إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط»، الذي ناقش على مدى يومين أبرز التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بمشاركة خبراء باحثين وأكاديميين ورجال أعمال وصانعي القرار من جميع أنحاء العالم.

 

ويقدّم مؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، منذ انطلاقه في 2006 وخلال 13 عاما نظرة شاملة للقضايا الساخنة في المنطقة والعالم. وتضم هذه القمة الاقتصادية ضيوفا هم نخبة من الشخصيات البارزة من اقتصاديين، وخبراء وباحثين وأكاديميين ورجال الأعمال وصانعي القرار من جميع أنحاء العالم، للتعبير عن آرائهم وتبادل الأفكار والرؤى بشأن الآفاق المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في المجال الاقتصادي.

وخلال تاريخ المؤتمر الذي تنظمه اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات التابعة لوزارة الخارجية القطرية، بالتعاون مع مركز تنمية الشرق الأوسط (CMED) جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، ناقش العديد من القضايا الرئيسية في المنطقة، مثل أمن الطاقة وتأثير الشرق الأوسط على السوق العالمية.
0
التعليقات (0)