مقالات مختارة

ترامب والاحتياطي الفيدرالي

راميش بونورو
1300x600
1300x600

جدد الرئيس دونالد ترامب شجاره مع مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي»، حيث ذكر في تغريدة أن البنك يمثل مشكلة أكبر للاقتصاد الأميركي من مشكلة الصين. وسواء كان من الحكمة بالنسبة للرئيس أن ينتقد علنا أم لا، فإنه محق في أن يشعر بالقلق. فقد ساعدت السياسة النقدية المتشددة بشكل مفرط من جانب الاحتياطي الفيدرالي على انتخابه، ويمكن أن تسهم في هزيمته العام المقبل.

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أمضى عام 2015 في الإشارة إلى أنه كان يريد رفع الميزانية الفيدرالية، وبدأ في رفعها في شهر ديسمبر من ذلك العام. وحتى نهاية عام 2018، كان سيرفع المعدلات ثماني مرات أخرى، وفي الوقت نفسه يقلص ميزانيته. وبدأ الاحتياطي الفيدرالي في دورة التضييق هذه حتى على الرغم من أن التضخم كان دون المستوى المستهدف المعلن، وهو 2% سنويا، وحتى على الرغم من أن توقعات التضخم قد انخفضت منذ عام 2014.

كان هذا خطأ. فقد تأثر بنك الاحتياطي الفيدرالي بشدة بنظرية أن معدل البطالة المنخفض للغاية من شأنه أن يتسبب في ارتفاع التضخم. لكن اتضح أن معدل البطالة يمكن أن يتراجع بأمان لأقل مما كان يعتقد محافظو البنوك المركزية. واعترف مجلس الاحتياطي الفيدرالي ضمنا بذلك من خلال الاستمرار في تخفيض توقعاته بالنسبة للبطالة طويلة الأجل. وظل المعدل الفعلي يتراجع إلى مستويات منخفضة جديدة، وظل التضخم دون المستوى المستهدف. لم يكن الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى رفع المعدلات بالسرعة التي رفعها بها من قبل.

وأشار «نيل كاشكاري»، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابولس، إلى أن صانعي السياسات بالغوا أيضا في تقدير سعر الفائدة المحايد، ونتيجة لذلك، كانوا يديرون سياسة نقدية أكثر تشددا مما أدركوه أو قصدوه.

لم تكن دورة التضييق المتشددة هذه واحدة من أسوأ الأخطاء في تاريخ الاحتياطي الفيدرالي. فقد تسببت السياسات الانكماشية أثناء فترة الكساد العظيم في إحداث مزيد من الضرر، بيد أن هذا الخطأ كان له عواقب سلبية خاصة به: فقد كبح نمو العمالة والأجور وأضر بقيم الأصول.

لقد تباطأ النمو الاقتصادي بما فيه الكفاية في عامي 2015 و2016 لدرجة أن المحللين كانوا ينظرون إليه باعتباره «ركودا صغيرا». وقد تأثر قطاع التصنيع بشكل خاص بهذا التباطؤ.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت يوم الانتخابات في 2016 أن الغالبية العظمى من الناخبين في ولايات ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن –أهم ثلاث ولايات أعطت ترامب أغلبيته الانتخابية من خلال التحول إلى «الجمهوريين» – صنفت الاقتصاد بأنه سيئ. والناخبون الذين شعروا بذلك اختاروا ترامب بهامش 2 إلى 1.

لا تتوقعون أن يكون ترامب ممتنا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لمساعدته على تولي السلطة. ولكن إذا كان مدركا للدور الذي لعبه في الانتخابات، ربما يكون أكثر عزما على حمله على خفض أسعار الفائدة والانخراط في التيسير الكمي الآن. وإذا أخطأ مرة أخرى فيما يتعلق بالتشدد النقدي، من الممكن أن يساعد على انتخاب خصمه.

(الاتحاد الإماراتية)

0
التعليقات (0)