هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بزعم "إنضاج ثمار السلام" بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة الأردنية الهاشمية، قدمت صحيفة إسرائيلية، وصفة متنوعة يتم من خلالها إحكام السيطرة الإسرائيلية على المنطقة العربية.
وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير مشترك لكل من باروخ شبيغل وشمعون حيفتس، أن "اتفاق السلام الذي وقع في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1994، بين الأردن وإسرائيل، هو ذخر استراتيجي، سياسي وأمني مهم للجانبين ولباقي المنطقة".
وأشارت إلى أن "العلاقة الشخصية والثقة المتبادلة، التي نشأت بين الملك حسين ورئيس الحكومة ووزير الأمن وقتها إسحاق رابين والاحترام الكبير لبعضهما، شكل كله عنصرا حاسما في التوصل إلى اتفاق سلام"، زاعما أن "مفهوم "ثمار السلام" كان أمل كل من رابين والملك حسين، وعليه علقوا الآمال ورأوا فيه دافعا هاما للدفع قدما بالعلاقات بين الجانبين و ليس فقط بين الزعيمين".
ونبهت الصحيفة، أن "هناك خيبة أمل كبيرة في الأردن، لأن هذه الآمال لم تتحقق، وثمار السلام أبعدت عن جدول العمل لدى الطرفين"، منوهة إلى أنه "من الجدير أن تفكر إسرائيل بمسار جديد بالنسبة لعلاقاتنا الضعيفة مع المملكة الهاشمية، وأن تساعدها على تطوير اقتصادها، وذلك للحفاظ على أمن المملكة".
وأوصت "هآرتس"، الحكومة الإسرائيلية "بتشكيل لجنة توجيه مشتركة على مستوى وزاري كبير، تكون لها صلاحيات لاتخاذ قرارات وتطبيقها في عدة مواضيع من مثل؛ المياه، الطاقة، المواصلات، الاتصالات، الزراعة، السياحة وغيرها".
في مجال المياه، شددت الصحية على وجوب أن "يكون هناك تعاون في موضوع المياه والمجاري، وإيجاد حلول مشتركة لموضوع المياه في الأردن، علما بأن هناك نقاشا رسميا مستمرا حول ذلك، كما أنه يجب التوصل في أسرع وقت إلى قرارات، إضافة لمشروع "قناة البحرين" والبدائل".
أما الطاقة، فتوجد بحسب الصحيفة "قدرات تقنية متاحة ومتنوعة مثل الربط بالغاز الموجود في مراحل إنتاج الكهرباء وتسويقها بكميات كبيرة، وتطوير استخدام الطاقة المتجددة التي توجد بوفرة في الأردن مثل؛ الشمس والرياح".
مشددة على أهمية العمل في مجال المواصلات، وهو "شرط أساسي لربط الشرق والغرب ونمو الاقتصاد، إضافة لمشروع سكك الحديد وتطوير بنى تحتية للشوارع التي ستمكن من ربط الأردن بدول حوض البحر المتوسط".
وأوضحت أن "ربط خطوط المواصلات مع الشبكة الدولية البرية والبحرية والجوية لدول الخليج والشرق، ستؤدي لتغيير وجه المنطقة كلها، كما أن تطوير المعابر البرية، وإضافة معبر أو معبرين على القائمة، ستمكن من تطوير السياحة وزيادة حجم التجارة".
وطالبت بـ"تعميق التعاون القائم وتوسيع الإنتاج الزراعي وتطوير التكنولوجيا لمجمل الأسواق في المنطقة"، موضحة في ما يخض المجال البيئي، أن "الحياة على طول الحدود هي وحدة بيئية واحدة، وهذا يتطلب تطوير الحاجات المشتركة والضرورية".
وذكرت "هآرتس"، أن هناك "ذخرا سياحيا في الأردن (المواقع الطبيعية والسياحية والتراثية) يمكن تطويره على قاعدة برامج مشتركة، إضافة لتطوير منطقة العقبة"، مشيرة إلى "مشروع "بوابة الأردن"، والذي من خلاله يتم تطوير منطقة تجارة حرة، وتسريع إقامتها، كما أنه يمكن إضافة 3 مناطق أخرى على طول الحدود، مع التأكيد على المجال الزراعي والتكنولوجي.
اقرأ أيضا : إعلام عبري: الأردن أبلغ إسرائيل بمنع الدخول للباقورة
وفي ما يتعلق بـ"جسر اللنبي"، نوهت أن "هذا المعبر تطور واتسع بصورة كبيرة، ويمكن أن يتطور لمعبر رسمي إقليمي ودولي"، مشيرة إلى إمكانية "فحص إقامة معبر فلسطيني – أردني آخر على طول الحدود، ومعبر إسرائيلي – أردني جنوبي البحر الميت".
وأشارت إلى أهمية توسيع جلب العمال من الأردن إلى "إسرائيل"، وبذلك يمكن "تحسين مستوى الحياة" للشعب الأردني، إضافة إلى "تطوير بنية تحتية مشتركة مع الأردن ودول الخليج في مجال الاتصالات، السايبر والهايتك؛ خاصة أن إسرائيل قوة عظمى عالمية في هذه المجالات".
وشددت على أهمية "تطوير مكتب تجاري إسرائيلي – أردني، كان قد عمل في السابق، بحيث يتم من خلاله تطوير علاقات اقتصادية وتجارية مع القطاع الخاص في الأردن والمنطقة"، مشيرة إلى وجود "عائق استراتيجي بين عمان وتل أبيب، وهو صعوبة إصدار تأشيرات دخول القطاع الخاص الأردني إلى إسرائيل، وهذا يتطلب وجوب إيجاد حل سريع له".
ونصحت الصحيفة، بـ"إعادة فحص اتفاق التجارة بين إسرائيل والأردن، وملاءمته مع المطلوب الآن في الحاضر والمستقبل".
وبشأن المسجد الأقصى المبارك الذي تديره الأوقاف الأردنية، رأت أن "معالجة هذا الموضوع في البلدة القديمة بالقدس، يقتضي إقامة آلية صغيرة وناجعة في مكتب رئيس الحكومة، يمكنها في الوقت الحقيقي معالجة المواضيع التي توجد على جدول الأعمال وتمنع تدهور الوضع".
وفي نهاية التقرير الموسع، أكدت "هآرتس"، أن "السلام بين إسرائيل والأردن هو مركب حيوي، وله أفضلية في الحفاظ على أمن الجانبين وعلى الاستقرار في المنطقة، لذلك يجب رعاية السلام والاستثمار فيه".
وأضافت: "إسرائيل الرائدة في المجال الاقتصادي والأمني والتكنولوجي، يمكنها ويجب عليها استخدام ما تملكه في تحسين العلاقات مع المملكة".
وتمهيدا للـ 25 سنة القادمة والتغيرات المتوقعة في منطقتنا العاصفة، فإن "تحسينا جوهريا في العلاقات بين إسرائيل والأردن، هو أمر ضروري وحيوي"، بحسب الصحيفة التي نوهت أن "الأمر بيد الحكومة الإسرائيلية، التي يجب عليها أن ترعى وتحسن ثمار السلام وتسرعها بقدر المستطاع".