ملفات وتقارير

زيادة مطردة بأعداد المستوطنين اليهود المقتحمين للحرم القدسي

شرغاي: السياسة الإسرائيلية تعتمد سياسة الأمر الواقع بإفساح المجال لليهود للدخول بحرية في الحرم القدسي- جيتي
شرغاي: السياسة الإسرائيلية تعتمد سياسة الأمر الواقع بإفساح المجال لليهود للدخول بحرية في الحرم القدسي- جيتي

كشف كاتب إسرائيلي أن عدد المستوطنين اليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى بات يشهد تزايدا تدريجياً في الآونة الأخيرة، حتى وصل الذروة في شهر  تشرين الأول/ أكتوبر، حين بلغ ستة آلاف يهودي، مع أنه خلال العقد المنصرم كاملا ارتفع عدد اليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى إلى الضعف، خاصة في أوساط الطائفة الدينية اليهودية، فيما كانت الأعداد تشهد زيادة مضاعفة في مواسم الأعياد اليهودية، بما يعادل أعداد عام كامل".


وأضاف نداف شرغاي الخبير الإسرائيلي في شؤون القدس في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشئون العامة، ترجمته "عربي21" أنه "في عام 2009 بلغ عدد اليهود الذين اقتحموا الحرم القدسي وفق معطيات الشرطة 5658 يهوديا، وفقط في شهر أكتوبر لوحده بلغ عددهم 6 آلاف، وقد نشرت هذه الأرقام منظمة "عرض" التي تسعى لتشجيع اقتحامات اليهود للحرم القدسي، وصادق الأمن الإسرائيلي على هذه الأرقام".


وأوضح أن "معظم اليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى والحرم القدسي يتزايدون في عيد العرش، حيث بلغ عددهم أربعة آلاف، مما يعني زيادة بنسبة 42%، مقارنة بأعداد المقتحمين للحرم القدسي في عيد العرش السنة الماضية في السنوات الأخيرة، التي شهدت ارتفاعا متزايدا في أعداد المقتحمين اليهود للحرم القدسي، وفي عام 2019 من المتوقع أن يصل عدد المقتحمين اليهود في جميع شهورها إلى 36 ألف يهودي".


وأشار أن "الزيادة المطردة في أعداد اليهود الذين يقتحمون الحرم القدسي لها عدة أسباب، أولها تغير الفتوى الشرعية اليهودية التي كانت تمنع اليهود من اقتحام الحرم القدسي في عهدنا الحالي لاعتبارات دينية، اليوم يوجد أكثر من 600 حاخام يهودي باتوا يوافقون على دخول اليهود للحرم القدسي في هذا الجيل، خاصة من التيار المركزي في الصهيونية الدينية، وبينهم الحاخام تسافانيا دروري ويعكوب ميدان واليعازر ميلماد".


وأضاف أن "ثاني هذه الأسباب نتيجة تغيير هذه الفتاوى الدينية، فقد زاد عدد اليهود المتدينين الذين يقتحمون الحرم القدسي بصورة متصاعدة، ثالث هذه الأسباب قرارات المستوى السياسي خاصة وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان، والمستوى المهني ممثلا بالشرطة الإسرائيلية الذين قرروا في السنوات الأخيرة الاستجابة لطلاب اليهود المتدينين بالسماح لهم باقتحام الحرم القدسي بأعداد غفيرة".

 

وأكد أن "الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس باتت تشعر بالضعف وتراجع مكانتها مع زيادة الأعداد اليهودية الذين يقتحمون الحرم القدسي، وهي لا تخفي ذلك، مما قد يضر بمكانتها في العالم الإسلامي والفلسطينيين، لكن أوساطا سياسية في تل أبيب دحضوا هذه المزاعم الأردنية، واعتبروها محاولة لتحصيل إنجازات من إسرائيل في الحرم القدسي".


وأوضح أن "السياسة الإسرائيلية تعتمد سياسة الأمر الواقع بإفساح المجال لليهود للدخول بحرية في الحرم القدسي، دون الصلاة فيها حتى الآن، انطلاقا من حساسية الأمر تجاه العالم الإسلامي، وعدم فتح بوابة الصراع من زاويته الدينية بين الجانبين".


ونقل عن أوساط أمنية إسرائيلية أنه "لا يعقل أن اليهود الذين يحترمون التعليمات القائمة في الحرم القدسي لا يمكنهم الزيارة الدورية للحرم القدسي بصورة حرة، لأنه في اللحظة التي تم فيها إخراج "تنظيم المرابطون"، فإن الباب بات مفتوحا لاقتحام المزيد من اليهود إلى الحرم القدسي، وقد عملنا على إبعاد رجال الوقف الإسلامي عن اقتحامات اليهود إلى الحرم القدسي لمنع الاحتكاك".


وأضاف أن "الشرطة الإسرائيلية برئاسة المفتش العام السابق روني ألشيخ شجع هذه الاقتحامات من اليهود، وبالنسبة للصلوات فإن موشيه ديان وزير الحرب السابق حدد المعايير السائدة بالاقتحامات دون الصلوات منذ العام 1967".


وختم بالقول أن "الحكومات الإسرائيلية دأبت على اتباع هذه السياسة، وعدم الخروج عنها، ولا أرى في القريب حكومة إسرائيلية قد تخرج عن هذه السياسة، وتشذ عنها، كما أنه لن تكون هناك موافقة عربية على هذا التغيير، وفي هذه الحالة سيتم اتهام إسرائيل بالمس بالأمر القائم بصورة خطيرة، مما سيؤدي إلى اندلاع مواجهة عنيفة كبيرة".

 

التعليقات (0)