صحافة إسرائيلية

"هآرتس" تقلل من أهمية اغتيال البغدادي.. هذا ما تخشاه إسرائيل

أوضحت صحيفة "هآرتس" أن عملية اغتيال البغدادي حدثت في توقيت مفيد جدا بالنسبة لترامب- أرشيفية
أوضحت صحيفة "هآرتس" أن عملية اغتيال البغدادي حدثت في توقيت مفيد جدا بالنسبة لترامب- أرشيفية

قللت صحيفة إسرائيلية، من أهمية العملية العسكرية الأمريكية التي أدت إلى تصفية زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، معتبرة أنه إنجاز رمزي ذو أهمية محدودة، يبقي خلفه العديد من الأخطار.


وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن عملية اغتيال زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، "حدثت في توقيت مفيد جدا بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد بضعه أسابيع من تخليه عن الأكراد، وتسبب ترامب نفسه بعدة أحداث ستؤدي لهرب آلاف من مقاتلي داعش من السجون".


وتابعت الصحيفة: "حظي ترامب بإنجاز رمزي مهم بموت البغدادي".


من جانبه، رأى الباحث المختص بـ"الإرهاب" في "معهد بحوث الأمن القومي" الإسرائيلي، يورام شفايتسر، أن "أهمية قتل البغدادي، رمزية في أساسها"، معتبرا أن "الإنجاز الأساسي للتحالف الدولي، سجل قبل سنتين تقريبا، مع انهيار تنظيم الدولة بالكامل".


وبيّن في حديثه لـ"هآرتس"، أن "سقوط المعاقل الأساسية الأخيرة لداعش في مدينة الموصل بالعراق والرقة بسوريا، غيّر طبيعة نشاطات داعش، الذي عاد للعمل كتنظيم ملاحق دون سيطرة حقيقية على مناطق جغرافية".

 

اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية تشكك بمقتل البغدادي وتذكر محاولات سابقة


ونوه شفايتسر إلى أن "البغدادي ظهر في هذه السنة مرتين عبر خطاب مصور، بعد صمت إعلامي استمر خمس سنوات، وحث مقاتليه على الصمود"، لافتا إلى أن "داعش استعد مسبقا للعثور على خليفة للبغدادي، إزاء نبأ أن أمريكا تواصل مطاردة البغدادي".


وقلل الباحث الإسرائيلي من "أهمية البغدادي كرمز بعيد المدى للتنظيم".


وذكر أن "العملية الرئيسية ضد داعش بدأها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عندما قرر تشكيل تحالف دولي من أجل مهاجمة وتدمير التنظيم، وبعد مرور ثلاث سنوات أكملت الولايات المتحدة تحت ولاية ترامب عملية احتلال الموصل والرقة"، مضيفا: "والآن جاءت حادثة مدوية ولكن أهميتها محدودة".


وقدّر أن "داعش سيستمر في العمل بقيادة جديدة وبصورة تبناها في السنتين الأخيرتين؛ قوات صغيرة منتشرة دون سيطرة على مناطق كبيرة"، لافتا إلى أن "أحد الجيوب المهمة الأخيرة لداعش توجد بالتحديد قرب الحدود مع إسرائيل، وهو محافظة شبه جزيرة سيناء، وهناك فرع آخر في جنوب هضبة الجولان، الذي تم إبعاده من قبل قوات الأسد بمساعدة روسيا قبل سنتين تقريبا".


وأما "الخطر الآخر، يتعلق بالأشخاص الذين يؤيدون التنظيم وعدد منهم من خريجي المعارك في سوريا والعراق، الذين عادوا للدول التي يسكنون فيها في أرجاء العالم"، بحسب شفايتسر الذي أكد أن "خططهم لتنفيذ عمليات أخرى لن تتضرر كما يبدو من قتل زعيم التنظيم".


وفي سياق متصل، لفت إلى أن "هروب الأكراد من شمال شرق سوريا بمصادقة من ترامب، يتوقع أن يؤدي لفقدان بقايا الرقابة على منشآت الاعتقال التي احتجز فيها الآلاف من مقاتلي داعش، وعلى رأسها معسكر الهول الذي يوجد فيه عشرات الآلاف ممن يرتبطون بالتنظيم".


ورجح الباحث الإسرائيلي، أن "الضرر الذي سيحدث من قضية انهيار منشآت الاعتقال في مناطق الأكراد، سيكون أكبر بكثير من الفائدة التي سيحققها الإنجاز الذي يتمثل بتصفية البغدادي".

 
التعليقات (0)