هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "كبار جنرالات المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية باتوا على قناعة متزايدة بأن الوضع الأمني لإسرائيل على شفا الهاوية أمام ما يحصل في المنطقة، لا سيما في ظل قيادة إسرائيلية حالية تمعن في الغرق في القضايا السياسية والحزبية الداخلية، ولا تحاول الشروع في حل الإشكاليات الأمنية التي تواجهنا".
وأضاف
ران أدليست في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تجد نفسها أمام شرق أوسط جديد، لكن إلقاء نظرة فاحصة على
الواقع الإسرائيلي اليوم يعطي انطباعا مخيبا للآمال على حجم الإرباك الذي تعيشه إسرائيل
في ظل ما تشهده من تطورات تحصل في الملعب الإقليمي".
وأوضح
أنه "لم يعد سرا أننا أمام سياسة أمنية كارثية في إسرائيل، وهذا باعتراف عدد
من كبار قادة المخابرات والجيش الإسرائيلي، وليس آخرهم الجنرال إيتان بن إلياهو
القائد الأسبق لسلاح الجو، الذي يسعى ويطالب بإجراء تغيير جوهري وأساسي في تركيبة
القيادة الإسرائيلية الحالية، على أن تحظى بدعم القيادة العسكرية الصارمة".
وختم
بالقول إن "الإشكالية التي تعيشها إسرائيل تعود في الأساس إلى غياب قدرتها
على الحوار مع أطراف اللعبة الإقليمية، فقد بات واضحا أنه ليس لدينا ما نتحدث
بشأنه مع ترامب المريض، أما بوتين فهو يعرف بالضبط ما الذي يريده، في حين أن أي
دعوة للحديث مع أردوغان تبدو عبثا".
الجنرال
عاموس غلبوع، عميد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، تطرق إلى "الرؤية الإسرائيلية
لما تشهده المنطقة عموما، وسوريا خصوصا، من تطورات متلاحقة، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي
من هناك، والدلالة التي حملتها هذه الخطوة، بعدم الجدوى الكاملة من الاعتماد على
الحلفاء".
وأضاف
في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن
"الصورة المتكاملة للأحداث تشير إلى جملة دلالات، أولاها عملية عسكرية تركية
بدعم أمريكي في شمال شرق سوريا، ضحيتها الأساسية هم الأكراد الذين خاضوا خلال
السنوات الثلاث الماضية حربا أمريكية ضد داعش في سوريا".
وأشار
غلبوع، المستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون العربية، وألف سلسلة كتب عن المخابرات
الإسرائيلية، ويكتب دوريا في الصحافة، إلى أن "المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل
تؤكد أن الأكراد حصلوا على مساعدات أمريكية في ثلاثة قطاعات أساسية: دعم جوي مكثف،
وألفين من الخبراء والمستشارين والتقنيين ورجال الاستخبارات والقوات الخاصة، والأهم
المساعدة السياسية أمام الاتراك".
وأوضح
أن "التطور الثاني أمام إسرائيل تمثل بإزالة الغطاء السياسي الأمريكي عن الأكراد،
وهذا حدث خطير في الساحة السورية، فضلا عن التطور الثالث الذي يكمن في زيادة عدد
اللاعبين المنخرطين في الساحة السورية، مقابل الضعف المتنامي لنظام الأسد هناك".
ويذكر
أن "التقدير الإسرائيلي اليوم لموازين القوى السائدة لدى جارتها الشمالية،
يشير إلى أن القوة الأقوى اليوم في سوريا هي تركيا، بجانب الروس والإيرانيين، فالروس
يحاولون السيطرة عمليا على الشاطئ السوري، والإيرانيون يحاولون اكتساب مزيد من
النفوذ الديني والثقافي وبعض الاقتصادي في أنحاء سوريا، لكن تواجد معظم مليشياتها
تتركز في شرق سوريا وغرب نهر الفرات".
وختم
بالقول إن "السؤال الأهم الآن يتعلق بالتقييم الإسرائيلي لهذه التطورات المتلاحقة،
والخشية من كيفية قراءة الإيرانيين للانسحاب الأمريكي من المنطقة من جهة، وخذلانهم
لحلفائهم الأكراد من جهة أخرى".