أظهرت دراسة أن النساء المصابات بالإجهاد البدني والنفسي
تكون احتمالية إنجابهن فتاة أكثر من صبي.
وأشارت أيضا إلى أن الحوامل اللائي يشعرن بالإرهاق أو الاكتئاب
معرضات بشكل أكبر لخطر الإصابة بالإجهاض إذا كن حاملات بصبي، وفقا لخبر نشرته
صحيفة "
ديلي تلغراف" البريطانية.
وقال العلماء من جامعة كولومبيا في نيويورك والقائمين
على الدراسة إنه "في العديد من الحالات، لن تدرك النساء بأن الإجهاد هو سبب
فشل حملهن".
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء قاموا بربط جنس المولود في
مجموعة من 187 امرأة حاملا مع 27 مؤشرا على الإجهاد النفسي والجسدي ونمط الحياة.
ووجدوا أن نسبة إنجاب النساء اللائي تعرضن للإجهاد البدني
لطفل ذكر كانت 4 مقابل 9 فتيات، بينما عند اللاتي تعرضن لإجهاد نفسي كانت النسبة
طفلين مقابل 3 طفلات، وأوضحوا أنه في العادة تكون نسبة المواليد هي 105 ذكور
مقابل 100 أنثى.
ووفقا للصحيفة، يبدو أن الدراسة التي نُشرت في مجلة وقائع
الأكاديمية الوطنية للعلوم، تفسر الاتجاهات طويلة الأمد التي تظهر زيادة في عدد المواليد
من الفتيات بالنسبة إلى الأولاد بعد الصدمات الوطنية، مثل أحداث 11 سبتمبر.
ويعتقد الباحثون أن هذه الظاهرة يمكن تفسيرها بحقيقة أن الأجنة
الذكور تستغرق وقتًا أطول لإكمال مراحل نموها المبكرة، ما يجعلهم أكثر عرضة لظروف
دون المستوى الأمثل في الرحم.
وقالت البروفيسور كاثرين مونك، التي قادت الدراسة، إن "النساء
المعرضات للخطر قد يكن يشعرن بالإرهاق لفترة طويلة تمتد لأسابيع، وتشمل الحمل المبكر،
وكذلك أولئك الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط".
وأضافت مونك: "نتائج الدراسة لا تهدف إلى تنبيه النساء
أو إلقاء اللوم عليهن، بل هي فرصة مهمة لإيجاد طرق لإدارة الإجهاد، سواء عبر التأمل
أو قضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء أو من خلال الدين أو الحياكة".
وأوضحت أن "الرحم هو أول مكان "منزل"
مؤثر على الطفل، وهو بنفس أهمية المنزل الذي ينشأ فيه الطفل، إن لم يكن أكثر من ذلك".
وختمت مونك حديثها بالقول: "توضح دراستنا أن الصحة العقلية
للأمهات لا تهم الأم فقط، بل كذلك طفلها المستقبلي".
وذكرت الصحيفة أنه في وقت سابق من هذا العام، أشارت دراسة
أجرتها جامعة "كينجز كوليدج لندن" إلى أن 67 في المئة من الشابات الحوامل
-اللائي تقل أعمارهن عن 25 سنة- عانين من شكل من أشكال الصحة العقلية.
هذا بالمقارنة مع واحدة من كل خمس نساء تتراوح أعمارهن بين
25 عاما وأكثر، وأظهرت أبحاث أخرى أجريت على الحيوانات أن إجهاد الأم يمكن أن يرفع
مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول في الرحم، ما يؤثر على النسل.