هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن "الوضع السياسي المتأزم الذي تعيشه إسرائيل يتطلب وجود جنرالات في الحكومة المقبلة، التي يجب أن يترأسها رئيس حكومة متفرغ بصلاحيات كاملة، وليس منشغلا بقضاياه القضائية والقانونية".
وأضافت
ريفكا شافيك-ليسك في مقالها على موقع نيوز ون الإخباري، وترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تحيا وضعا إقليميا
متوترا، بدأ بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخليه عن حلفائه الأكراد في
سوريا لصالح تركيا، وبالأمس ترك دول الخليج العربي أمام إيران، ما يجعل إسرائيل
تجد نفسها وحيدة أمام إيران".
وأشارت إلى أن "الأكراد يشبهون اليهود، وقد وعدتهم القوى العظمى عقب الحرب العالمية الأولى
بأن تقيم لهم دولة، لكنهم بعد ذلك خانوهم وخذلوهم، وعملوا على توزيعهم بين دول تركيا
وسوريا والعراق وايران، وواجهوا معاناة متلاحقة، واليوم تعاد عليهم الخيانة ذاتها والخذلان ذاته من جديد من قبل الإدارة الأمريكية، التي تكتفي بإرسال أسلحة ومستشارين
عسكريين لمساعدتهم، وجنود لقتال تنظيم الدولة".
وأوضحت
الكاتبة، وهي المتخصصة في التاريخ الأمريكي، أن "الأكراد اتفقوا مع الأمريكان
على أن يشكل الجنود الأمريكيون عازلا بينهم وبين الحدود التركية، لكن هذا الاتفاق
تم خرقه حين قرر الرئيس ترامب التخلي عن الأكراد، وتركهم بواجهون مصيرهم أمام
الرئيس أردوغان".
تنتقل
الكاتبة بالحديث عن "دول الخليج العربي، التي ليس بوسعها مجتمعة الوقوف أمام إيران
بصورة ذاتية، حيث اعتمدت جميعها على حماية الولايات المتحدة، لكن يتضح الآن أنهم بعد
أن هاجمت إيران ناقلات النفط في الخليج ومنشآت النفط السعودية، فإن الرئيس ترامب
لا ينوي الدفاع عن هذه الدول الخليجية عبر الطرق العسكرية".
وأكدت
أن "إيران ترفض الحديث مع ترامب، الذي ينتظر دون جدوى محادثة هاتفية من
الرئيس حسن روحاني، ما يعني أن إيران نجحت في تحسين موقعها في ظل رفض ترامب وقف
تمددها، وهو مستعد للحوار معها، لكن روحاني يرفض طالما لم ترفع العقوبات الخانقة
على بلاده، وبالتالي فإن خذلان أمريكا لدول الخليج قد تجعلها تلجأ لتغيير سياستها،
فالسعودية تسعى للتوصل لتفاهم مع إيران، ويتوقع أن تتبعها دول الخليج تباعا".
بالنسبة
لإسرائيل، حسب قول الكاتبة، فإن "وضعها أكثر سوءا من الطرفين، الأكراد
والسعوديين، فدول الخليج التي تقاربت مع إسرائيل خشية من التهديد الإيراني قد
تتوقف عن هذا التقارب والتعاون معها، ما قد يترك آثاره السلبية على الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي، كما أن هناك خطرا حقيقيا بأن تضطر إسرائيل لتقديم التنازلات وحدها أمام التهديد الإيراني في الجبهات الثلاث المحيطة بها: سوريا ولبنان وغزة،
دون توفر دعم أمريكي".
وختمت
بالقول إنه "في ظل هذا الوضع المأزوم، يجب أن تكون الحكومة القادمة موسعة بتحالف
أزرق- أبيض مع حزب الليكود برئاسة بيني غانتس، لأن نتنياهو منشغل بمشاكله الجنائية،
ولا يستطيع تسخير كل وقته لقضاياه المتفجرة في وجه الدولة، كما أن حلفاءه في معسكر
اليمين ليسوا قادرين على توفير إجابة عسكرية لكل المخاطر التي تحيط بها".
وأضافت
أن "الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون مطالبة بتهيئة الجيش الإسرائيلي
لمواجهة التحديات القادمة، ما قد يجعلها تعيد توزيع الموازنات الهامة للدولة، بحيث
يتم نقلها من المدارس الدينية إلى الجيش وأجهزة الأمن".