هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قفز رئيس الانقلاب
في مصر، عبد الفتاح السيسي، إلى اتهام الإسلام السياسي بالوقوف وراء الاحتجاجات
الكبيرة التي شهدتها محافظات مصرية قبل أيام، للمطالبة برحيله عن السلطة، على
الرغم من أن المتظاهرين خرجوا لإدانة الفساد ونهب المال العام أكثر من المطالبات
السياسية.
وكانت ملفات
القصور الرئاسية والأوضاع الاقتصادية المتردية العامل الأبرز المحرك للمتظاهرين
بعد كشف رجل الأعمال المصري المقيم في إسبانيا محمد علي حقائق عن القصور الرئاسية،
التي يبنيها السيسي في ظل التدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وارتفاع نسب الفقر
والضغط المعيشي على المصريين، دون تجاهل حالة القمع ومنع حرية الرأي والتعبير.
وخلال لقاء
السيسي بترامب على هامش أعمال الجمعية العامة في الأمم المتحدة، قال السيسي: "الإسلام
السياسي هو سبب الفوضى في المنطقة، والمنطقة ستظل كذلك إذا ظل الإسلام السياسي يلعب
دورا فيها"، على الرغم من وصفه هذا التيار على الدوام بالإرهاب، لكن مراقبين
رأوا فيها مغازلة للرئيس الأمريكي الذي يردد هذه العبارات دائما.
وسخرت شخصيات معارضة مصرية ومغردون من اتهام الإسلام السياسي بالوقوف وراء التظاهرات، وقالوا:
هو #محمد_علي إللى فضحكم بيمثل الإسلام السياسي إللي يقصده السيسي ?? pic.twitter.com/wfutpNqk21
— Mansoura Haroun (@mansouraharoun) September 24, 2019
السيسي من أمريكا يغازل الصهاينة
— Waleed Sharaby (@waleedsharaby) September 24, 2019
لم يستخدم مصطلح الحرب على ( الإرهاب )
ولكن إستخدم الحرب على ( الإسلام السياسي )
لم تعد لدى أبو الرز ورقة يستجدي بها عطف وتأييد الغرب الا الإسلام السياسي ولكن الغرب إذا شعر بان الحاكم قد فقد شرعيته لدى شعبه وأصبح قاب قوسين او ادنى من السقوط فانه يبدأ في وضعه في قائمة الاوراق المحروقة والبحث عن علاقات جديدة قد تكون اكثر توازنا ولكنها أفضل من عميل فقد صلاحيته
— Prof Yousif AlYousif (@Prof_Yousif) September 24, 2019
المحامي
والناشط السياسي المصري عمرو عبد الهادي، قال إن السيسي "يتماهى بكل قوة مع
التصريحات التي صدرت عن ترامب، في اتهام الإسلام السياسي بالمسؤولية عن مشاكل
المنطقة".
وأوضح عبد
الهادي لـ"عربي21" أن السيسي يعتقد بهذه "الشماعة أنه يتطابق في
المواقف مع ترامب والليكود الإسرائيلي في ما يسمونه الحرب على الإرهاب، وبالتالي
هو في خانتهم، ويحصل على الدعم اللازم للبقاء على الكرسي".
ولفت إلى أن
المظاهرات "كشفت السيسي وجعلته أكثر ارتباكا، وأظهرت أن حديثه عن الحرب على
الإرهاب ليس سوى حرب على تيار سياسي، ومنع للمصريين من اختيار من يريدون، ليبقى
هو في السلطة".
وأضاف عبد
الهادي: "تصريحات ترامب خلال لقائه السيسي كانت مناقضة لحديث الأخير، إذ إن
الرئيس الأمريكي لم يبد قلقه من التظاهرات التي بدا منها السيسي مرعوبا، بالإضافة
لمطالبته فتح الحريات الدينية أمام الآخرين، وكأن المشكلة في مصر مقتصرة على مشاكل
طوائف، وليست كارثة سياسية واقتصادية".
وشدد على أن
السيسي يسعى إلى "جرين كارد" من ترامب، لمزيد من "سحق المصريين
دون إدانته، باعتباره محاربا لأعداء ترامب الإسلام السياسي".
وقال إن سلطات
الانقلاب أشارت إلى أن الشبان الذين جرى تصفيتهم في منطقة 6 أكتوبر بالقاهرة في
اشتباك مسلح، وفق زعمهم، "كانوا من الإخوان المسلمين وليسوا إرهابيين، كما
درج وصفهم دائما، وهو تكملة لتصريحات السيسي أمام ترامب".
وبشأن تصريحات
ترامب خلال لقائه السيسي، أشار عبد الهادي إلى أنها تخالف السياسات الأمريكية منذ
نشأتها في مثل هذه الظروف، خاصة مع نصائح البنتاغون والكونغرس التي تطلب دائما ترشيد
الحديث في مثل هذه المواقف، وهو ما يكشف عن انقسام كبير في السياسة الأمريكية،
ومدى دعم اللوبي الصهيوني والجمهوريين لديكتاتورية السيسي.
اقرأ أيضا: أمنستي تدعو قادة العالم لإدانة حملة الاعتقالات الأخيرة بمصر
من جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور عصام عبد
الشافي، إن السيسي تجاهل حقيقة التظاهرات داخل مصر، وألقاها على شماعة
الإسلام السياسي، لأن تلك عادته في الهروب من المآزق التي تواجهه.
وأوضح عبد الشافي لـ"عربي21" أن
السيسي يستخف بأي دعوات مناهضة له، ويتجه دائما للاستعانة بالخارج، خاصة أن أول
حديث له عن ما يجري في مصر كان مع ترامب، لأنه من أكثر الداعمين دوليا له، ومؤشرات
العلاقة بين الطرفين متصاعدة؛ بسبب أن السيسي من أبرز مؤيدي صفقة القرن.
وعلى الرغم من
العلاقة بين ترامب والسيسي، إلا أن المحلل السياسي المصري يرى أن الرئيس الأمريكي
يتعامل معه بوصفه ديكتاتورا يحقق له المصالح، لكن في حال قيام ثورة شعبية عارمة
ضده، فلن يتمكن من مواصلة دعمه، وهذا حدث في سوابق تاريخية كثيرة، مثل شاه إيران، حين قام عليه الشعب هناك، وحسني مبارك في ثورة يناير، رغم ما قدمه للأمريكيين.
وشدد على أن "صمود
الشعوب واستمرار تظاهراتها يجبر الإدارات الأمريكية على اتخاذ مواقف مغايرة
للرؤساء المدعومين من قبلها، رغم كل الاعتبارات".
لكن على
الجانب الآخر، قال عبد الشافي: إن "السيسي ليس لديه مشكلة في التعامل بكل قسوة
مع التظاهرات، وخلق فوضى عارمة من أجل الحفاظ على كرسيه، وهو يتقاطع مع حديث ترامب
عن قضائه على الفوضى سابقا".
وأضاف:
"لا خطوط حمراء عند السيسي، وهو تجرأ سابقا وما زال على سفك الدماء، واستخدام
الجيش بكل قوته ضد المدنيين، ولا مشكلة لديه لو لجأ لأساليب بشار الأسد، خاصة أنه
أيضا عزز العلاقات مع روسيا، في تأكيد على أن الفوضى لديه نهج متواصل لإنهاء كل من
يفكر بالنزول للميادين".