سياسة عربية

ماذا وراء زيارة نتنياهو المفاجئة إلى لندن؟

جزء من زيارة نتياهو للندن ابراز المخاوف من صعود حزب العمال للحكم ذي العلاقة السيئة مع إسرائيل- جيتي
جزء من زيارة نتياهو للندن ابراز المخاوف من صعود حزب العمال للحكم ذي العلاقة السيئة مع إسرائيل- جيتي

توجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صباح الخميس، إلى العاصمة البريطانية لندن، التقى خلالها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في زيارة هي الأولى له بعدما تولي الأخير منصبه.

وجاءت زيارة نتنياهو إلى بريطانيا، في توقيت مثير للتساؤلات، إذ يمر كلا البلدين بظروف سياسية صعبة، فعلى الصعيد الإسرائيلي يعيش نتنياهو حمى الانتخابات المبكرة للكنيست والتي سيتحدد معها مستقبله السياسي، في الـ17 أيلول/ سبتمبر الحالي، كما يواجه رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون معضلة سياسية بخصوص خطة "بريكست"، بعدما رفض مجلس العموم مقترحه للانسحاب في تشرين أول/ اكتوبر المقبل .

 

وحول أسباب زيارة نتنياهو المفاجئة للندن، والتي ربما يعقبها لقاءات أخرى بوزير الدفاع الأمريكي والرئيس الروسي، قرأ مدير مركز العزدة الفلسطيني في لندن طارق حمود الزيارة بكونها مرتبطة بـ"الأزمة الانتخابية لدى نتنياهو وطلب الدعم الخارجي والدولي في هذا الموضوع".


ويرى حمود في تصريح لـ"عربي21"، أن نتنياهو "قيادي مأزوم لانعدام خياراته في حال فشله بالانتخابات، حيث سيواجه حال الفشل قضايا فساد شائكة ستنتهي بالذهاب للسجن".

ويضيف "يحاول نتنياهو القيام بحملة علاقات عامة على مستوى واسع"، مشيرا إلى أنه "يروج بأن البديل عن قيادته الحالية للحكومة هو يمين أشد تطرفا منه".

ويشير إلى "أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول ربط مشروع السلام أو صفقة القرن بوجود نتنياهو وبفوزه في الانتخابات".

ويقول: "يحاول نتنياهو تسويق نفسه عند بعض الدول الكبرى من خلال البوابة الأمريكية، بكونه المفتاح لأي حل أو أي مشروع سلام من الممكن بتطبيقه بالشرق الأوسط".

ويلفت حمود إلى وجود "مخاوف لدى نتنياهو من صعود حزب العمال البريطاني"، قائلا "تعد هذه واحدة من القضايا التي لا بد  لأي رئيس وزراء سواء نتنياهو أو غيره أن يطرحها في أي اجتماع مع القيادة البريطانية، خاصة أننا نتكلم عن قيادة غير تقليدية في حزب العمال البريطاني".

ويشير حمود إلى لوجود "أزمة عميقة في بريطانيا قد تفضي إلى انتخابات عامة تأتي بجيريمي كوربين رئيسا للوزراء".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو بزيارة مفاجئة للندن ومناصرون لفلسطين يتظاهرون (شاهد)

 

وتأتي المخاوف الإسرائيلية من صعود حزب العمال خاصة في ظل وعود كوربين بشكل واضح بأنه سيعترف بالدولة الفلسطينية في حال فوزه في الانتخابات، وأن ذلك أصبح بمثابة جزء رئيسي من سياسة حزبه حسب ما يرى حمود.

ولفت إلى أن المسألة الأخرى التي يمكن لنتنياهو مناقشتها هي بالحراك الموجود في البرلمان الاسكتلندي الذي صوت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتبار اسكتلندا جزءا من المملكة المتحدة".

دعم متبادل


أما النائب عن القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، جمال زحالقة فاعتبر أن الهدف الأساسي من زيارة نتنياهو إلى لندن هي تقديم "الدعم المتبادل بينهما".

وقال في حديثه لـ "عربي21"، إن الزيارة تأتي في سياق أن يدعم نتنياهو جونسون وجونسون يدعم نتنياهو" مشيرا إلى أن دعم نتنياهو لجونسون ضد كوربين، الذي يتهمه نتنياهو بمعاداة إسرائيل ومعاداة الصهيونية وحتى اللاسامية".

وأشار إلى وجود هجمة غير مسبوقة في إسرائيل على جيريمي كوربين بسبب مواقفه ضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي.

كما لفت إلى أن نتنياهو "يريد أن يكسب بعض النقاط بأنه رجل العالم الكبير في الانتخابات الإسرائيلية بما يُقزم منافسيه".

وبهذا الصدد أوضح أن زيارة نتنياهو ليست إلى لندن وحدها، حيث سيلتقي الرئيس الروسي بوتين أيضا"، وأن هذه التحركات على المستوى الدولي تهدف لإظهار نتنياهو بأنه يدير السياسة الخارجية الإسرائيلية بشكل جيد  وفي مصلحة إسرائيل".

وبحسب زحالقة يعتقد نتنياهو أن صوره مع قيادات العالم ستكسبه رمزية أما الجمهور الإسرائيلي، وتساهم في الدعاية الانتخابية له".

 

اقرأ أيضا: "هآرتس" تتحدث عن "حلف دفاع مشترك" بين أمريكا وإسرائيل

وحول اللقاء المرتقب بين نتنياهو  ووزير الدفاع الأمريكي مارك سبر، قال زحالقة: "لا شك أن ترامب يدعم نتنياهو، ففي الانتخابات السابقة منحه هدية الاعتراف بضم الجولان لإسرائيل، والآن يريد أن يعطيه هدية هي نوع من التفاهم الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة".

ونبه أن "المؤسسة العسكرية في إسرائيل لديها بعض التحفظات حول أي اتفاق من هذا النوع، كونه يشير إلى وجود تحد لروسيا، وأن هناك علاقة بين روسيا وإسرائيل فيما يتعلق بالملف السوري والملف اللبناني وملفات أخرى".

وأضاف: "الحديث عن اتفاق استراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل هو مثار للجدل داخل إسرائيل، وربما يعكس خللا في التوازنات التي أقمتها مع روسيا". كونه يعني "وقوف إسرائيل مع أمريكا في أي صراع مستقبلي أو قضية أو ملف".

وأكد أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا تريد أن تتورط في مثل هذا الاتفاق، لكن حسابات نتنياهو تجاه هذا الملف هي حسابات سياسية لا أمنية.

وقال: "باعتقادي نتنياهو يريد أن يسمع من الأمريكان التزام بدعم إسرائيل، وهذه نقطة إضافية تحسب له في الدعاية الانتخابية"، مشيرا إلى سعي نتنياهو للبقاء في الحكم كي ينجو من المحاكمة والسجن.

التعليقات (0)