نشر موقع "
الإنترسبت" الأمريكي تقريرا
تحدث فيه عن المشاريع السرية لشركة غوغل في مجال التكنولوجيا العسكرية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"
عربي21"، إن غوغل واجهت السنة الماضية أزمة داخلية إثر تسريب عدد من
موظفيها بيانات حول تعاون الشركة مع وزارة الدفاع الأمريكية في إطار مشروع
"مافين" السرّي، لمساعدتها على تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي وتحسين
قدرات الجيش على استهداف الطائرات المسيرة. وقد أثار هذا المشروع غضب الموظفين،
مما أدّى إلى سلسلة من الاحتجاجات الداخلية واستقالات مجموعة من الموظفين. إثر
ذلك، قررت الشركة إيقاف مشروعها ووعدت باتباع منهج أكثر شفافية عند القيام بعمل
مماثل في المستقبل.
وأضاف الموقع أن هؤلاء الموظفين أعربوا عن قلقهم
إزاء استمرار شركة "ماونتين فيو"، وهي شركة بحثية عملاقة مقرها
كاليفورنيا، في تزويد البنتاغون وعملاء إنفاذ القانون بأحدث تقنيات الذكاء
الاصطناعي. وبدلا من المشاركة بشكل مباشر في العقود المثيرة للجدل، أضحت الشركة
تقدم الدعم المالي والتكنولوجي والهندسي لمجموعة من الشركات الناشئة من خلال شركة
"غرادينت فنتشرز"، وهي شركة أطلقتها غوغل في سنة 2017 لتنمية الشركات
التي تنشر الذكاء الاصطناعي في عدد من المجالات.
فعلى سبيل المثال، تقّدم شركة "كونياك"،
وهي إحدى الشركات التي تتعامل معها "غرادينت فنشرز"، برنامجا لمعالجة
الصور لتحليل بيانات الطائرات المسيرة في ساحة القتال بسرعة إلى قسم الشرطة التابع
لمقاطعة أريزونا، لتحديد وقت عبور الأفراد للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
فضلا عن ذلك، توفّر شركة "كايب برودكشنز" الناشئة برنامجا يقوم على
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتوفير تطبيق القانون مع القدرة على نقل أساطيل
الطائرات المسيرة لإجراء المراقبة الجوية على المدن الأمريكية والتعامل مع الجرائم
والحالات الطارئة.
وأفاد الموقع بأن موظفين من شركة غوغل شاركوا، دون
الكشف عن هويتهم خوفًا من الانتقام، رسائل البريد الإلكتروني الداخلية للشركة،
وجاء فيها أن جميع الشركات المدعومة من "غرادينت فنتشرز" "ستكون
قادرة على الوصول إلى مجموعة كبيرة من البيانات التي جمعتها غوغل لتدريب أنظمة
الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، وستتاح لها الفرصة لتلقي تدريبات الذكاء الاصطناعي
المتقدم من غوغل". وسوف يتحول كبار مهندسي الكمبيوتر في غوغل إلى الشركات
المدعومة من غرادينت فنتشرز، حسب ما تشير إليه رسائل البريد الإلكتروني، لتوفير
"نوع الدعم الذي نعتقد أنه مفيد في تنمية نظام بيئي للذكاء الاصطناعي".
ونقل الموقع عن المتحدث باسم غوغل أن
"غرادينت فنتشرز" هو صندوق للمشروعات داخل غوغل يقوم باستثمارات صغيرة
(تتراوح ما بين مليون و10 ملايين دولار) في شركات الذكاء الاصطناعي التي لا تزال
في مرحلتها الأولى. وأضاف المتحدّث أنّه في بعض الحالات، تتاح لشركات مبتدئة فرصة
العمل مع موظفي غوغل الذين يقدمون المشورة لهم بشأن مختلف المجالات التي يمكن
تطبيقها على الشركات الناشئة الجديدة، بدءًا من تقنيات التعلم الآلي وحتى تصميم
موقع الويب.
وفي وقت سابق من هذه السنة، قال كينت والكر،
النائب الأول لرئيس غوغل للشؤون العالمية، أثناء إعلانه رسميًا عن انتهاء مشاركة
غوغل لمشروع "مافين"، إن المساعي العسكرية المستقبلية يمكن أن تظل جزءًا
من مستقبل الشركة. وكتب ووكر: "نحن نواصل استكشاف العمل عبر القطاع العام،
بما في ذلك الجيش، في مجموعة واسعة من المجالات، مثل الأمن السيبراني، والبحث
والإنقاذ، والتدريب والرعاية الصحية، بطرق تتسق مع مبادئنا المتعلقة بالذكاء
الاصطناعي".
وأشار الموقع إلى أنّ شركتي "كونياك"
و"كايب" توفران برامج مدعومة من أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل صور
الطائرات بالمسيرة التي استفاد منها الجيش والشرطة والجمارك في الولايات المتحدة،
إما لمعرفة أعداد العدو في ساحات القتال أو للإمساك بالمهاجرين غير الشرعيين،
مثلا. وقد أظهرت كونياك القدرة على تدريب النظام على التعرف على التهديدات ومعرفة
الفرق بين الإنذارات الحقيقية والخاطئة.
وذكر الموقع أن مدينة تشولا فيستا بولاية
كاليفورنيا استخدمت منصة التواجد عن بعد الجوية التابعة لشركة كايب لمساعدة قسم
الشرطة المحلي على الاستجابة إلى مكالمات النجدة. وقد صرّحت شركة كايب بأن
الطائرات المسيرة المزودة بإحدى برمجيات كايب، قد ساهمت في نجاح 21 عملية اعتقال.
لأن الاستثمارات تسمح للشركات الناشئة بالظهور، كما تنير الطريق للشركة لمواصلة
استكشاف الاستخدامات العسكرية والأمنية لتكنولوجيا التعلم الآلي.