هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون الإعلامية جيم وترسون، يتحدث فيه عن لقاء تم بين رجل الأعمال الروسي ومالك صحيفتي "إندبندنت" و"إيفننغ ستاندرد" في بريطانيا يفغيني ليبديدف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك أثناء زيارة الأخير إلى لندن العام الماضي، ما يثير العديد من الأسئلة حول رجل الأعمال الروسي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ليبديدف قام باستقبال ولي العهد على حفلة عشاء عقدها على شرفه، ما يزيد من الأسئلة حول علاقة مالك الصحيفتين بالحاكم الفعلي للسعودية.
ويلفت وترسون إلى أن وسائل الإعلام التي يملكها ليبديدف تخضع لتحقيقات بسبب مخاوف الرأي العام بشأن استثمارات سعودية فيها، من خلال شبكة من الحسابات الخارجية، منوها إلى أن الحكومة البريطانية تشير إلى أن السعودية تملك حصة في كل من صحيفتي "إندبندنت" و"إيفننغ ستاندرد".
وتقول الصحيفة إن أمام وزيرة الثقافة نيكي مورغان مهلة حتى يوم الجمعة لتقرر ما إذا كانت ستقدم استئنافا على قرار محكمة، قال إن الحكومة البريطانية ضيعت الفترة المحددة للتدخل ووقف الصفقة بين رجل الأعمال الروسي ومشتر سعودي.
ويجد التقرير أن وجود علاقات شخصية بين الأمير محمد ومالك الصحيفتين سيثير أسئلة عن طبيعة الروابط بينهما، مشيرا إلى قول مصادر عدة إن الأمير السعودي خصص وقتا للقاء رجل الأعمال الروسي الذي أقام حفلة عشاء في هامتون كورت بالاس، من جدول أعماله القصير أثناء زيارته إلى لندن العام الماضي، حيث التقى مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي والملكة.
ويذكر الكاتب أن شخصيات إعلامية ورجال أعمال حضروا العشاء، بينهم المؤسس المشارك لشركة "فيرجن" ريتشارد برانسون، الذي أكد المتحدث باسمه حضوره المناسبة، قائلا: "ذهب ريتشارد إلى العشاء بناء على دعوة من ليبديدف الذي يعرفه جيدا، وكانت (فيرجن) تناقش خطط استثمار مع هيئة الاستثمار السعودية في (فيرجن غالاغاتيك)، التي أوقفها برانسون لاحقا، وكان العشاء شخصيا، ولم يكن مركزا على التجارة".
وتنوه الصحيفة إلى أن المتحدث باسم ليبديدف رفض التعليق على العشاء، وأكد أن لا علاقة شخصية بينه وبين ولي العهد السعودي، وجادل في استثمارات السعودية في المؤسسات الإعلامية التابعة لليبديدف في لندن، مشيرة إلى أن ابن سلمان كان يحاول في تلك الفترة تقديم نفسه على أنه رجل إصلاحي، وهو جهد سيحبط بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول العام الماضي على يد فرقة قتل يعتقد أنها ذهبت لتنفيذ الجريمة بعلم ولي العهد.
ويفيد التقرير بأنه لا تزال هناك أسئلة مطروحة حول قرار مصرف تملكه الدولة لشراء 30% من حصص مؤسستين إعلاميتين وكيف تم ترتيب الصفقة، مشيرا إلى أن مصادر عدة أخبرت "الغارديان" أن مدير "إندبندنت" جاستين بيام شو ناقش الاستثمار السعودي مع رئيس الوزراء السابق توني بلير عام 2017.
ويقول وترسون إن معهد توني بلير حصل بعد ذلك على ملايين الجنيهات الإسترلينية من شركة الأبحاث والتسويق السعودية، التي تدير طبعة من صحيفة "إندبندنت"، لافتا إلى قول مصادر سعودية إن بلير التقى مع الأمير محمد في وقت لاحق من ذلك العام.
وتستدرك الصحيفة بأن المتحدثين باسم كل من ليبديدف وتوني بلير نفيا أن يكون بلير قد أدى دور المستشار في عملية الاستثمار، ولم يعلق أي منهما على لقاء شو مع بلير عام 2017 ومناقشته الصفقة.
وينقل التقرير عن متحدث باسم بلير، قوله: "كما قلنا من قبل عندما سئلنا عن هذا، لم يكن بلير مستشارا في الاستثمار الإعلامي (في الشركة الشقيقة للإندبندنت) إيفننغ ستاندرد، وكان التبرع للمعهد محددا بالعمل الذي يقوم به في أفريقيا، ويعمل المعهد في الشرق الأوسط، ومن فترة لأخرى يقوم بمقابلة القيادة هناك".
ويفيد الكاتب بأنه بعد الاستثمار السعودي انضم مسؤول العلاقات التنفيذي ديفيد- جون كولينز، الذي يعد عضوا في مجلس معهد بلير إلى "إندبندنت" بصفة مدير، مشيرا إلى قول ممثلين عن ليبديدف إن تعيين كولينز جاء بتوصية من ليبديدف نفسه ولا علاقة له ببلير.
وتشير الصحيفة إلى أن حكومة ماي قامت بشكل مفاجئ بفتح تحقيق في ما إذا كان الاستثمار السعودي يجب النظر فيه لأسباب تتعلق بالمصلحة العامة، خاصة أن الرجل الذي تقدم بالاستثمار هو رجل أعمال غير معروف اسمه سلطان محمد أبو الجدايل، الذي لم يكن سوى واجهة للدولة السعودية.
ويلفت التقرير إلى أن قرار فتح التحقيق جاء في الأيام الأخيرة من قيادة ماي، ويمكن أن يتسبب بصداع لبوريس جونسون، خاصة أن لديه علاقات قوية مع ليبديدف ومحرر "إيفننغ ستاندرد" جون أوزبورن، الذي يتم تقديمه الآن على أنه مدير محتمل لصندوق النقد الدولي.
ويذكر وترسون أنه عندما سئل أوزبورن عن الاستثمار في بداية العام الحالي، فإنه أكد أن المواضيع المنشورة في الصحيفة تتسم بالاستقلالية، قائلا إن "الأيام التي كانت فيها الصحف البريطانية مملوكة من بريطانيين يعيشون في بريطانيا اختفت قبل 50 عاما، وهذا واقع فملكية الصحف متنوعة في هذا البلد".
وتقول الصحيفة إنه في قضية منفصلة فإن رئيس الوزراء رفض التعليق إن كان قد تخلى عن الحرس الأمني ليحضر حفلة نظمها ليبديدف في فيلا إيطالية هذا الصيف.
ويفيد التقرير بأنه نتيجة لهذه الصفقة، فإن "إندبندنت" بدأت سلسلة من المواقع الناطقة باللغات الأجنبية، تستهدف المشاهد في الشرق الأوسط، ويعمل فيها موظفون جاءوا من شركة الأبحاث والتسويق السعودية، وهي الشركة ذاتها التي تبرعت لمعهد توني بلير، لافتا إلى أن بعض الصحافيين الذين يقدمون مواد ومقالات يعملون في العاصمة السعودية الرياض، التي لديها واحدا من أدنى التصنيفات في مجال الحرية الصحافية على مستوى العالم.
ويلفت الكاتب إلى أنه مع أن المواقع الناطقة بلغات أجنبية عادة ما تترجم مقالات من الموقع الأصلي الناطق بالإنجليزية، إلا أن موظفين لاحظوا أن المقالات الناقدة للسعودية لا تظهر في المواقع الجديدة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم ليبديدف إنهم يدركون مظاهر قلق الموظفين العاملين في بريطانيا، إلا أن المواقع الخارجية هي "ملكيات مرخصة" وليست تابعة مباشرة لإشرافهم.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)