صحافة دولية

تعرف على دلالات عزل "الفالح" وصلته بصراع السلطة بالرياض

أويل برايس: إخراج الفالح من "أرامكو" يعني وضع مستقبلها في يد من يريده ابن سلمان- أ ف ب
أويل برايس: إخراج الفالح من "أرامكو" يعني وضع مستقبلها في يد من يريده ابن سلمان- أ ف ب

نشر موقع "أويل برايس" مقالا أعده الكاتب سيرل ويدرشوفين، تحت عنوان "صراع السلطة الصامت في السعودية"، يعلق فيه على إعفاء وزير الطاقة خالد الفالح من منصبه مديرا لشركة "أرامكو"، وتعيين أحد حلفاء ولي العهد السعودي مكانه.

 

ويقول ويدرشوفين في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "أرامكو" أكبر منتج للنفط في العالم لا تسرع في عملية اكتتاب جزء من أسهمها في البورصة فقط، لكنها تقوم أيضا بتغيير ديناميات النفط والغاز الطبيعي داخل المملكة.

 

ويشير الكاتب إلى أن الإعلام كان في الأيام الماضية يناقش آثار فصل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية على استراتيجية النفط في البلاد، مؤكدا أن استراتيجية إنتاج وتصدير النفط لن تتغير بشكل كبير؛ لأن أساسيات السوق النفطية حشرت المملكة في الزاوية. 

 

ويلفت ويدرشوفين إلى أن وسائل الإعلام ركزت في الغالب على تنفيذ خطة "أرامكو" لطرح جزء من أسهمها في السوق المالية كونه سببا لعمليات التغيير، فقالت تقارير إعلامية إن السعودية ستكون جاهزة للمرحلة الأولى من الاكتتاب في وقت لاحق من هذا العام. 

 

ويستدرك الكاتب بأن "عنصرا لم يتم النظر إليه في هذه التغيرات، وهو بنية السلطة الداخلية في السعودية، التي أدى فيها خالد الفالح بصفته وزيرا للطاقة ومديرا لشركة (أرامكو) دورا محوريا، فالفالح بالنسبة للإعلام الدولي هو الممثل الرئيسي للمملكة، ليس فقط في ما يتعلق بمنظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك)، لكن أيضا كونه شخصية محبوبة لدى الإعلام لمعرفته بأصول العلاقات الدبلوماسية الدولية والتعاملات التجارية".

 

وينوه ويدرشوفين إلى أن "موقعه في السلطة ظل حتى وقت قريب يحظى بدعم من ولي العهد محمد بن سلمان، إلا أنه تم تخفيض صلاحياته بشكل كبير بعدما تم فصل الطاقة عن الصناعة والثروة المعدنية، ما يعني أن تصدعات بدأت تظهر في سيطرته، ثم جاء استبدال رئيس هيئة الاستثمار العامة السعودية (الصندوق السيادي) ياسر الرميان بالفالح بصفته مديرا لـ(أرامكو)، ليؤكد هذا التغير في سلطته".

 

ويفيد الكاتب بأن الرميان يعد من الدائرة المقربة لولي العهد، مع أن المسؤولين السعوديين أكدوا أن تعيينه في منصب الفالح هو خطوة للأمام من أجل تسريع اكتتاب الشركة، في وقت يتم فيه فصل وزارة الطاقة أي خالد الفالح عن "أرامكو"، التي تعد قاعدة قوته، لافتا إلى أن الزاوية السعودية في عمليات التغيير تشير إلى أن الرميان يعد عنصرا مهما في عملية الاكتتاب، فيما لم تتم الإشارة من قريب أو بعيد إلى لعبة القوة الجارية على المستوى القيادي في المملكة.

 

ويؤكد ويدرشوفين أن "ولي العهد السعودي يعد الاكتتاب العام في (أرامكو) حجر الزاوية في حكمه، وكان يحاول في السنوات الماضية الحصول على دعم قوي لخطته، فالمحافظون داخل حاشية العائلة المالكة، خاصة الديوان الملكي الذي يمثل مركز الاستشارة الرئيسي للملك، يعارضون مع شركة (أرامكو) ووزارة الطاقة التعجل في طرح أسهم من الشركة في السوق المالية، وانتشرت شائعات حول تحذير الفالح وغيره لولي العهد وطلبهم منه إعادة النظر في العملية أو أهدافها، وظلت الخلافات تحت السيطرة من جانب القيادة السعودية". 

 

ويجد الكاتب أن "التعديلات الجديدة في (أرامكو) ووزارة الطاقة والمناصب الحكومية المهمة ومراكز القوة مثل الصندوق السيادي (هيئة الاستثمار العامة) وتعيين فهد العيسى رئيسا للديوان الملكي ومازن الكهموس مديرا لمكافحة الفساد، هي كلها إشارات على تزايد قوة محمد بن سلمان". 

 

ويبين ويدرشوفين أن "الوزراء الجدد كلهم من الدائرة المقربة منه، بينهم وزير الصناعة والثروة المعدنية إبراهيم عبد الله الخريف، مدير مجموعة الخريف، وفهد العيسى الذي كان جزءا من وزارة الدفاع التي يتولاها محمد بن سلمان نفسه". 

 

ويقول الكاتب: "على ما يبدو فإن ولي العهد والمؤيدين له في (أرامكو) وطرحها في السوق المالية وتنويع الاقتصاد يسرعون في جهودهم للسيطرة على المملكة، ومن هنا فإن أي معارضة للأهداف التي وضعها محمد بن سلمان ينظر إليها على أنها تضييق أو تهديد يتم تهميشها أو عزلها بالكامل". 

 

ويشير ويدرشوفين إلى أن "الأسابيع المقبلة ستشهد تغييرات مشابهة، حيث تتحرك المملكة نحو عهد جديد يتم من خلاله محو البنى القديمة، ويعزز محمد بن سلمان سلطته، ويقضي على المعارضة له شيئا فشيئا، وكانت هذه الاستراتيجية واضحة منذ عام 2017، من خلال حملة الفساد التي وضع فيها الأمراء البارزين ورجال الأعمال في السجن الذهبي الذي أقامه في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وتحرك ولي العهد ضد النخبة التجارية بعد عقده مؤتمرا حول مستقبل الاستثمار في السعودية عام 2017، أو ما أطلق عليها دافوس في الصحراء، وتأثرت خططه بمقتل جمال خاشقجي والشجب الدولي، إلا أنه استطاع أن يتجاوز هذه الأزمة". 

 

ويرى الكاتب أنه "يجب النظر للتعديل الأخير في ضوء المؤتمر المقبل حول الاستثمار، الذي سيعقد قريبا هذا العام، وسيكون المستقبل الجديد قائما على قصص نجاح جديدة مثل هيئة الاستثمار العامة واكتتاب (أرامكو)، وكلها ستنسب إلى محمد بن سلمان". 

 

ويقول ويدرشوفين: "يجب على الإعلام التركيز من الآن على محمد بن سلمان فيما لم يعد أشخاص مثل الفالح مهمين، فالمعركة الحالية في أسعار النفط، التي وضع جزءا من استراتيجيتها الفالح، لم تجلب موارد إضافية، ولهذا فإن هناك حاجة لدماء جديدة، والتركيز على ملحمة اكتتاب (أرامكو)، وتم تحديد الأهداف، وأي شخص يعارضها يتم عزله". 

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "إخراج الفالح من (أرامكو) يعني وضع مستقبلها في يد من يريدونه، وهي مقامرة وفيها كسر لتقاليد معروفة، وهي أن وزير الطاقة هو مدير الشركة، وهناك فرصة لقيام المحافظين بمقاومة التغيرات، مع أنهم بمرور الوقت يخسرون أمام توطيد ابن سلمان سلطته".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (2)
الاكوان المتعددة
الثلاثاء، 03-09-2019 04:56 م
عربي21 heeft geretweet Arabi21 TV ‏ @Arabi21TV 1 u1 uur geleden Meer مئات الآلاف من العمال الأجانب يغادرون #السعودية???? منذ 2017.. ما الذي يحدث؟ ??لماذا لا يهربون اذا أنا قابلت سعودي اعمي بهولندئ هارب من السعودية
الاكوان المتعددة
الثلاثاء، 03-09-2019 02:41 م
من قتل خاشقجي خارج البلاد ووضع فايروس تجسس وقراة افكار وقمر صناعي اسرائيلي تحت تصرفة 24 ساعة منذ 3 سنوات والي الان وتدمير اليمن والان سيجعل من جيبوتي في مكان علئ ارضها مركز للتجسس ودعم في البروالبحروداخل االهواء وحتئ الاحلام تدعمونة . تصورون في مقالتكم ان الفالح يستطاعتة ان يعارض وكأنة يوجد ديموقراطية عند محمد بن سلمان عاشق القضيب ابوراس مطعوج البدوي المجنون