هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يصف نفسه بأنه "ديمقراطي اشتراكي".
يمتلك رقما قياسيا في الخدمة في مجلس الشيوخ الأمريكي.
كثيرا ما يهاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناعتا إياه بأوصاف عدة من بينها "العنصري والمتشدد والأحمق والكذاب والمريض"، وأيضا "أخطر رئيس"، وفي نفس السلة يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو بالنسبة له "متطرف يقود حكومة يمينية ومتطرفة وعنصرية".
يتعهد بقيادة "ثورة سياسية" في الولايات المتحدة الأمريكية، مهاجما "جشع الشركات العملاقة".
يحتل المرتبة الثانية بعد نائب الرئيس السابق جو بايدن في نوايا التصويت لدى ناخبي الحزب "الديمقراطي" وفقا لآخر استطلاعات الرأي.
بيرنارد "برني" ساندرز المولود عام 1941 في بروكلين في نيويورك لأب وأم يهوديين هاجرا من بولندا، درس في جامعة "شيكاغو" وتخرج فيها عام 1964 بعد حصوله على بكالوريوس في العلوم السياسية.
وحين كان طالبا أصبح عضوا في "رابطة الاشتراكيين" بالإضافة إلى نشاطه في حركة الحقوق المدنية، ومناهضة التمييز العنصري، وكان ضمن آلاف الطلاب الذين سافروا في حافلات إلى واشنطن العاصمة للمشاركة في مسيرة للعمل والحرية عام 1963.
عمل بيرني ساندرز في السنوات القليلة بعد تخرجه في سلسلة من الوظائف منها مخرج وكاتب مستقل.
ومن المراحل المثيرة للتكهنات والتأويل في مسيرته المبكرة قيامه بالتطوع عدة شهور في "كيبوتس شار هامكيم" في فلسطين المحتلة، ولم ينكر ساندرز ذلك، ففي عام 1990، صرح لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأنه "تطوع" عندما كان شابا في حملات المجتمع الاشتراكي في "شار هامكيم".
وما أن استقر ساندرز في مدينة فيرمونت عام 1968، حتى قاد حملات غير ناجحة للترشح كحاكم وسيناتور في منتصف السبعينات ضمن حزب "اتحاد الحرية".
لكنه ما لبث أن حقق نجاحه الأول بعد أن أصبح مستقلا وخروجه من الحزب، فانتخب عام 1981 محافظا لمدينة برلينغتون وهي أكثر مدن فيرمونت من ناحية الكثافة السكانية، وأعيد انتخابه كمحافظ ثلاث مرات قبل أن ينتخب ممثلا للمدينة في مجلس النواب الأمريكي عام 1990، وبقي في موقعه لمدة 16 عاما ليدخل بعدها في مرحلة جديدة وهي عضوية مجلس "الشيوخ" عام 2006، وأعيد انتخابه في 2012 و2018 لفترة جديدة مدتها ست سنوات.
مارس ساندرز تدريس العلوم السياسية لفترة قصيرة في جامعة "هارفرد" في "كلية كنيدي" الحكومية وفي "كلية هاملتن" عام 1991 تزامنا مع دخوله في عضوية "الكونغرس".
يعتبر ساندرز نفسه يهوديا نظرا لـ"خلفيته الثقافية" ولكنه يصرح بأنه شخص "غير متدين"، وهو معجب بالبابا فرنسيس ويشعر بأنه "قريب جدا من تعاليم البابا فرنسيس" والتي يعتبرها "ذكية جدا وشجاعة".
ويفضل ساندرز السياسات المشابهة للأحزاب الديمقراطية الإشتراكية في أوروبا خاصة تلك التي تم تأسيسها في دول الشمال الأوروبي.
اشتهر ساندرز كصوت متقدم وقائد في قضايا مثل عدم المساواة في الدخل، والرعاية الصحية العالمية، وإجازات الرعاية الوالدية، وتغيّر المناخ، وإصلاح الحملات المالية السياسية لدعم المرشحين، ويعبر ساندرز عن رأيه بصراحة في مجال الحقوق المدنية والحريات المدنية، وانتقد سياسات الرقابة العامة الأمريكية مثل قانون الوطنية، وأيضا التفريق العنصري في نظام العدل الجنائي.
وكان من أوائل المعارضين للحرب على العراق عامي 1991 و2003 وعارض غزو العراق، رغم أنه صوت عام 2001 لصالح السماح باستخدام القوة العسكرية ضد "الإرهابيين" بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر2001.
وسيترشح ساندرز للانتخابات التمهيدية في الحزب "الديمقراطي" عام 2016 أمام هيلاري كلينتون، لاختيار مرشح الحزب لمنافسة ترامب، وقيل إن قيادة الحزب "الديمقراطي" وفي انتهاك لنظام الحزب وقواعده الخاصة، ساعدت كلينتون لتفوز على ساندرز.
ونتيجة لذلك، استقالت الزعيمة الديمقراطية الرسمية، ديبي واسرمان شولتز، لكن أحدا لم يبادر لتنقيح نتائج الانتخابات التمهيدية.
وفي الوقت الذي يعكف فيه غالبية المرشحين "الديمقراطيين" المحتملين لخوض الانتخابات الرئاسية 2020 لمنافسة ترامب من جديد على وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق حملاتهم الانتخابية، نجد أن ساندرز انغلق على نفسه ولم يطلق حملته بقوة وبزخم حتى اللحظة رغم إعلانه الترشح في مواجهة ترامب.
وربما يعود هذا البرود في حملة ساندرز إلى عدم يقينه من أنه "المرشح الأفضل" للتغلب على "الجمهوري" ترامب. وأوضح في حديث لمجلة "نيويورك ماغازين" أنه "إذا ظهر شخص ثان قادر، لسبب أو لآخر، أن يقوم بعمل أفضل مني، فسأفعل وقتذاك كل ما بوسعي لكي يتم انتخابه".
وأضاف ساندرز أنه في حال "اتضح أنني المرشح الأفضل للفوز على دونالد ترمب، فإنني سأكون على الأرجح مرشحا".
وتبدأ الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الأحزاب في شباط/ فبراير المقبل وتستمر حتى حزيران / يونيو المقبل.
وبدا ساندرز من خلال تصريحاته في الأونة الأخيرة ناقدا شرسا للممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وهو نهج عرف به سابقا أثناء العدوان على غزة عام 2014، فقد وصف استخدام إسرائيل للقوة بـ "غير المتكافئ والعشوائي"، وأدان قتل جبش الاحتلال للمتظاهرين الفلسطينيين السلميين أثناء مسيرة العودة الكبرى العام الماضي قائلا: "قتل الأبرياء، وهذه الأفعال المريعة، وبدلا من التصفيق لإسرائيل، تجب إدانتها".
وكرر دعوته لإعادة بناء غزة ورفع الحصار، وإعادة الدعم الأمريكي إلى "الأونروا"، وفي صدامه مع لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "آيباك" خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، رفض ساندرز الظهور شخصيا في مؤتمر "آيباك".
يعرب ساندرز باستمرار عن دعمه لحقوق الفلسطينيين المدنية في الولايات المتحدة، وعارض بشدة قانون مكافحة حركة المقاطعة "BDS" وهو مشروع قانون يجرم "مقاطعة إسرائيل".
ودافع عن وجهة نظره بقوله: "من العبث أن القانون الأول هو تشريع يعاقب الأمريكيين الذين يمارسون حقهم الدستوري في الانخراط في النشاط السياسي".
ولم يتردد في وصف نتنياهو بأنه كجزء من "محور سلطوي" دولي، وألمح في أحدث تصريحاته إلى أنه في حال انتخابه، سيفرض "عقوبات حقيقية على إسرائيل إذا واصلت احتلالها"، بما في ذلك تخفيض المساعدات المالية ومبيعات الأسلحة الأمريكية البالغة 3.8 مليارات دولار سنويا.
وحتى تكتمل الصورة بكل ما يتعلق بمواقفه فإن ساندرز ليس في المعسكر المعادي لدولة الاحتلال فهو يعلن بأنه "يدعم إسرائيل بنسبة 100% وبحقها بالوجود" ولكنه يضيف أن نتنياهو، يتعامل مع الفلسطينيين "بشكل غير عادل".
ولا يبدو ساندرز على النقيض من سياسة ترامب فيما يتعلق بالتعاطي مع الشعب الفلسطيني فقط، وإنما يشمل قضايا محورية كثيرة من بينها الملف الأبرز على الساحة الدولية وهو التوتر في الخليج العربي، وفي حال فوزه، يؤكد بأنه سيعود إلى الاتفاق النووي مع إيران في اليوم الأول من رئاسته إذا ما نجح في انتخابات 2020، منوها إلى أن تحريض دول الخليج لن يدفع أمريكا لصراع عسكري مع إيران.
لا تخفي تل أبيب قلقها من وصول ساندرز إلى البيت الأبيض بوصفه الأب الروحي للجناح اليساري في الحزب "الديمقراطي" وهو جناح تمكن من إيصال أكثر من عضو إلى الكونغرس الأمريكي في "الانتخابات النصفية"من بينهم رشيدة طليب وإلهان عمر والكسندريا اوكاسيو كورتيز.
المخاوف الإسرائيلية تأتي نتيجة للاستقطاب الحاد الذي تسبب به ترامب في المجتمع الأمريكي وتحالفه مع اليمين المتطرف في "إسرائيل" مما أكسب "اليسار" قوة إضافية تظهر عبر مواقف معادية لدولة الاحتلال وغير ملتزمة بمصالحها.
"العم بيرني" كما نادته طليب سيكون مرشحا مزعجا للكثيرين فهو في نهاية السبعينيات ولا يخشى شيئا ومواقفه لا تطمئن الشعبويين والناخبين البيض والإنجيليين.