هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تقدم رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، باستقالته، بعدما اتهم وزير داخليته، ماتيو سالفيني، بإغراق الائتلاف الحاكم وتعريض الاقتصاد للمخاطر من أجل مكاسب شخصية وسياسية.
وجاء إعلان كونتي عقب جلسة نقاش في مجلس الشيوخ بشأن حكومته، أثاره زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف والشريك السابق في الائتلاف الحكومي ووزير الداخلية ماتيو سالفيني.
وقال كونتي خلال كلمته بمجلس الشيوخ، "سأنهي هذه التجربة الحكومية هنا... سأذهب إلى رئيس الجمهورية (سيرجيو ماتاريلا) لإبلاغه باستقالتي" بعد النقاشات.
وأشار كونتي، إلى أنه سيبدأ بالتواصل مع الكتل البرلمانية لبحث إمكانية تشكيل ائتلاف جديد.
وكان الائتلاف الحكومي الذي تمثله حكومة كونتي مكونا من حركة خمس نجوم الشعبوية وحزب رابطة الشمال اليميني المتطرف الذي يقوده وزير داخليته ماتيو سالفيني. إلا أن الأخير أعلن انهيار الائتلاف في 8 أغسطس/آب بسبب خلاف حول مشروع للسكك الحديدية.
وفي 8 آب/ أغسطس الحالي، أعلن كونتي، عن نهاية التحالف مع حركة 5 نجوم ودعا لإجراء انتخابات.
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة الإيطالية، أمس الثلاثاء، أن حكومة كونتي ستبقى في السلطة إلى أن تشكل الحكومة الجديدة.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الإيطالي اليوم الأربعاء مشاورات سياسية لمدة يومين مع رؤساء البرلمان وممثلي الأحزاب السياسية لإيجاد حل للأزمة السياسية القائمة، إما بتشكيل حكومة أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ووصف كونتي الإجراءات التي يتخذها سالفيني بأنها طائشة "وقد تدفع البلاد إلى دوامة من عدم اليقين السياسي وعدم الاستقرار الاقتصادي".
وقال إنه شعر بالقلق من تهديد سالفيني بأن يدعو الناس للنزول إلى الميادين في أنحاء البلاد إذا جرت إعاقة مسعاه للترشح للانتخابات، وكذلك من مطالبته "بصلاحيات كاملة".
وكان وزير الداخلية سالفيني دعا في وقت سابق إلى حجب الثقة عن كونتي وإجراء انتخابات مبكرة وحل الحكومة الائتلافية التي جرى تشكيلها منتصف العام الماضي، وهو ما اعتبره كونتي انقلابا على الحكومة.
يشار إلى أن إيطاليا -ثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو- معروفة بكثرة الاضطرابات داخل التحالفات الحكومية في العقود الأخيرة، التي جعلت أكثر الحكومات المتعاقبة لا تكمل ولايتها الانتخابية البالغة خمس سنوات.
ففي الثلاثين سنة الماضية، تعاقبت على البلاد 13 حكومة، جميعها لم تكمل ولايتها، ما عدا واحدة ترأسها سيلفيو برلسكوني.