صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: لقاء عباس بحفيدة رابين ضعيف وعديم الجدوى

أشار الكاتب إلى أن عباس أبلغ الوفد الإسرائيلي بأمله بوجود حكومة إسرائيلية توافق على الحديث معه- الإعلام العبري
أشار الكاتب إلى أن عباس أبلغ الوفد الإسرائيلي بأمله بوجود حكومة إسرائيلية توافق على الحديث معه- الإعلام العبري

قال كاتب إسرائيلي إن "اللقاء الأخير الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وفد إسرائيلي مكون من عضوي الكنيست نوعا روتمان وعيسوي فريج، جاءت نتيجته عديمة الفائدة".


وأوضح الكاتب شلومي ألدار في مقال نشره موقع "المونيتور" وترجمته "عربي21" أن اللقاء غير مفيد، "لأنه يأتي بعد قرابة عشرين عاما من الكلمة الشهيرة لزعيم حزب العمل السابق إيهود باراك، حين أعلن أنه لا يوجد شريك فلسطيني لعملية السلام، وخلال هذين العقدين اعترضت هذه العملية العديد من العقبات والعوائق".


وتابع: "لقاء عباس في رام الله مع فريج وحفيدة إسحاق رابين رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل، وهما يقودان المعسكر الديمقراطي عبر اتحاد حزب ميرتس اليساري مع الحزب الجديد الذي أقامه باراك مؤخرا، يمكن اعتباره بداية حملتهما الانتخابية عبر موضوع لم يقترب منه أي حزب سياسي في إسرائيل، وهو عملية السلام".


وأشار ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، ويغطي الأوضاع الفلسطينية منذ عشرين عاما، إلى أن "هذا اللقاء يأتي في وقت تعمل فيه القوائم الحزبية الإسرائيلية كحزب العمل وأزرق-أبيض على إقصاء قضايا السلام والأفق السياسي مع الفلسطينيين، رغم أن فريج أبلغ الكاتب أنه أتى للمقاطعة لتذكير الإسرائيليين بأن لديهم شريكا".


وكشف ألدار، مؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أن "عباس أبلغ ضيوفه الإسرائيليين بأنه سعى لتحديد لقاءات مع بنيامين نتنياهو أربع مرات خلال العامين الماضيين، لكن الأخير تجاهلها في كل مرة، آخرها في موسكو بكانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث ألغى نتنياهو الاجتماع قبل ساعتين من انعقاده بحجة أنه موجود في بروكسل".

 

اقرأ أيضا: قناة عبرية تكشف عن لقاء سري بين عباس ووفد إسرائيلي


وأشار إلى أن "عباس أبلغ الوفد الإسرائيلي أنه يأمل بوجود حكومة إسرائيلية جديدة بعد الانتخابات توافق على الحديث معه، وهو ما فسرته الصحافة الإسرائيلية على أنه طموح بخسارة نتنياهو للانتخابات، ما اعتبرها الأخير مبررا جديدا للتصويت لصالح الليكود، لأنه نجح خلال العقد الأخير بتحويل عباس ليس فقط غير شريك، وإنما طرفا معاديا، يجب عزله، وإسقاطه".


وأكد أن "نتنياهو لم يذكر مرة واحدة التنسيق الأمني الناجح مع السلطة الفلسطينية، وهي حقيقة يعترف بها رؤساء المخابرات الإسرائيلية الذين يلتقون بعباس بصورة دورية، لكن نتنياهو يجتهد لتجاهل هذه اللقاءات، وعدم الانخراط فيها، وهو بذلك لا يرى نفسه ملزما أن يشرح للجمهور الإسرائيلي لماذا لا توجد عملية سياسية، ولا نجاح لحل الدولتين، ولماذا تحولت خطط ضم الضفة الغربية خيارا سياسيا مفضلا لحكومة اليمين برئاسته".


وأوضح أن حملة "عدم وجود شريك فلسطيني" لم يبدأها نتنياهو، بل إيهود باراك نفسه منذ العام 2000، وبالتالي فإن المتسبب بانهيار معسكر اليسار الإسرائيلي، وتلاشي فرضية عدم وجود من نتحدث معه من الفلسطينيين، هو باراك وليس نتنياهو، "ويا للمفارقة فإن باراك ذاته بارك لقاء فريج وروتمان مع عباس"، بحسب قول الكاتب الإسرائيلي.


وأكد الكاتب أن "باراك لن ينجح في مسعاه، فعبارته الشهيرة )لا يوجد شريك فلسطيني) برر فيها فشل قمة كامب ديفيد مع عرفات، وأراد القول أنه لا فائدة من الجهد مع الفلسطينيين، وخسارة على الوقت، حتى اندلعت الانتفاضة في 2000، وانهارت اتفاقات أوسلو، وحين كان وزيرا للحرب بحكومة نتنياهو 2009-2013 لم ير باراك في عباس شريكا للمفاوضات، ولم يلتق به، أو يشكره على التنسيق الأمني الوثيق بين رام الله وتل أبيب".


وختم بالقول إنه "منذ إعلان باراك عدم وجود شريك فلسطيني، انقسم المشهد الفلسطيني لمعسكرين: حماس في غزة تصعد وتتقوى، وأبو مازن يضعف، ويواصل نتنياهو شيطنته صباحا ومساء، وترامب يوجه ضرباته للفلسطينيين دون رحمة، لذلك لا يتوقع أن ينجح لقاء المقاطعة بإحياء عملية السلام، فأبو مازن المتمسك بها قوته تتلاشى، ما يحصر مثل هذه اللقاءات بمصالح انتخابية ليس أكثر".

التعليقات (0)