سياسة دولية

ناشط هندي: هذه حقيقة الأوضاع بكشمير و"مخطط الهندوس"

السلطات الهندية أوقفت خدمات الإنترنت والهاتف إلى جانب إغلاق أبواب المدارس والمحلات بإقليم كشمير- جيتي
السلطات الهندية أوقفت خدمات الإنترنت والهاتف إلى جانب إغلاق أبواب المدارس والمحلات بإقليم كشمير- جيتي

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية حوارا مع الخبير الاقتصادي والناشط الهندي، جان دريز، الذي تحدث عن الوضع المتوتر في كشمير مشيرا إلى أن هذا الإقليم بات أشبه بسجن مفتوح.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جان دريز قطع في غضون خمسة أيام وادي كشمير صحبة ثلاثة ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى ناشط يساري.

 

ويعاني هذا الإقليم حاليا موجة قمع منذ إلغاء حكومة نيودلهي الحكم الذاتي الدستوري الذي كانت تتمتع به كشمير. وقد جمع هذا الوفد شهادات نادرة من سكان كشمير المسلمين قبل أن يصدر تقريرا بعنوان "كشمير داخل القفص".
 
وأكدت الصحيفة أن كشمير تعاني من الاضطهاد منذ سنوات طويلة، ناهيك عن أنها تعد من بين أكثر المناطق العسكرية في العالم. وفي هذا السياق، أفاد جان دريز بأن "كشمير عاشت منذ تاريخها على وقع قمع مشدد، ولكن هذا الإقليم يمر حاليا بموجة قمع أشد من سابقاتها، حيث أن حظر التجول الذي طبق مؤخرا يعتبر أكثر حزما".
 
وأضاف جان دريز أن "الإقليم حُرم من خدمات الإنترنت والهاتف، إلى جانب إغلاق أبواب المدارس والمحلات، مع استثناء بعض الصيدليات ومراكز الشرطة والصرافات الآلية، الأمر الذي تسبب في إحداث شلل اقتصادي في هذا الإقليم المتوتر".

 

اقرأ أيضا: معاناة كشمير المستمرة.. ماذا يعني إلغاء الهند للمادة (370)؟

وفي سؤال الصحيفة عن الأمر الذي أثار صدمته خلال جولته في وادي كشمير، أجاب الناشط الهندي قائلا إن "أكثر ما شد انتباهي هو الحضور العسكري المكثف، فالجنود منتشرون تقريبا في كل مكان، كما أن هناك عمليات رقابة يومية. وتتجول مركبات مرفقة بمكبرات صوت تطلب من الأهالي المكوث في بيوتهم. وقد أيقنا بعد ذلك أن الهدف الحقيقي من هذا الانتشار الأمني ليس اعتراض الإرهابيين، وإنما مراقبة الأهالي المدنيين ومنع تجمهرهم للاحتجاج".
 
ونقلت الصحيفة عن جان دريز أن الأهالي انتابهم غضب شديد، حيث أحسوا بالإهانة بعد أن ألغت الهند اعترافها باستقلال كشمير الذاتي. كما أن أهالي كشمير ذات الأغلبية المسلمة لم يحتفلوا بعيد الأضحى بحرية، ما زاد الطين بلة. ونوه الناشط الهندي بأنه خلال المدة التي قضاها في كشمير لجمع شهادات المواطنين، رفض أغلب الذين أجرى حوارات معهم أن يظهروا أمام عدسات الكاميرا خوفا من تتبع الحكومة.
 
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان سكان كشمير مستعدين للاحتجاج عندما ينتهي حظر التجول. وقد ذكر الناشط الهندي أنهم "ينتظرون الفرصة السانحة من أجل الخروج للشارع والاحتجاج، وكلما اشتدت موجة القمع، زاد حماس الأهالي للمطالبة بحريتهم. ولكن في هذه اللحظة، يصعب عليهم القيام بذلك لاسيما مع انعدام وسائل التواصل".
 
وأكد جان دريز أن "الحكومة الهندية تتحدث، من جهتها، عن تغلغل عدد من دعاة الانفصال بين صفوف الأهالي في إقليم كشمير. ولكن في حقيقة الأمر إن كل أهالي كشمير هم أصلا من الانفصاليين. ويؤكد ذلك أن الصراع الحقيقي في الإقليم يتمحور بين سكان الإقليم والحكومة الهندية". 

 

اقرأ أيضا: كاتب شهير يروي القمع الوحشي والانتهاكات ضد أهالي كشمير

وفي إجابته عن سؤال الصحيفة بشأن لقاء ممثلين سياسيين عن المعارضة في الإقليم، قال جان دريز "يستحيل ذلك نظرا لأن جميع السياسيين في كشمير، بالإضافة إلى شخصيات أخرى، تعرضوا للإيقاف. ولا يعرف أحد بالضبط عدد المعتقلين، ولا هويتهم، ولا مكان احتجازهم. ولكن، تفيد أخبار مسربة بتحويل فندق من 200 غرفة إلى معتقل مؤقت".
 
وأضاف جان دريز أن "هذا الوضع أصبح مقلقا خاصة أنه وقع توثيق عمليات تعذيب ارتكبتها قوات حفظ النظام في الإقليم. أما الممثل السياسي الوحيد الذي التقينا به، فهو مسؤول قومي هندوسي اكتفى بتهديدنا بأننا سنكون عرضة للمتاعب إذا تورطنا في أنشطة "معادية للوطنية".    
 
وتساءلت الصحيفة عن موقف الصحافة المحلية إزاء هذا الوضع. ومن جهته، أشار الناشط الهندي إلى أن "الصحفيين في كشمير مكبلون، إلا صحيفتين فقط لا زالتا تنشران بعض الأخبار المحدودة. وتجدر الإشارة إلى أن الصحف الهندية بصفة عامة تخضع للضغوط وإلى الرقابة الذاتية كي لا تنشر أخبارا تمس الحكومة أو تسيء إليها، لذلك تنتشر تقارير تفيد بأن الوضع جيد في كشمير".
 
ووفقا للناشط الهندي، لا تعتبر كشمير إقليما فقيرا، بل هي منطقة متطورة نسبيا ومتكافئة، كما أنها تسجل مؤشرات نمو عالية. ولكن القومية الهندوسية لا تؤمن سوى بتحويل كامل شبه الجزيرة الهندية إلى دولة هندوسية، حيث تعمل أيضا على زرع الثقافة الهندوسية لدى كامل سكان الهند، بما في ذلك المسلمين منهم.
 
وفي الختام، تحدث جان دريز عن نية الحكومة في نشر القومية الهندوسية في إقليم كشمير، وهو مشروع مخيف بدأت الحكومة العمل عليه منذ وقت طويل. وحيال هذا الشأن، قال جان دريز: "أنا مؤمن بأن هذا المشروع الهندوسي مجرد خيال وأن الديمقراطية ستوقفه عند حده، ولكنني أيضا أؤمن بأن القوميين الهندوس متشبثون بتحقيق هدفهم".

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
السبت، 17-08-2019 08:09 ص
كان الله معكم يا سكان كشمير ضد عبدة الابقار من الهندوس الانجاس من انجس البشر هم الهنود الهندوس الحاقدين على المسلمين لعنة الله على القوم الكافرين

خبر عاجل