هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تمكنت قوات النظام السوري وحليفتها القوات الروسية، من السيطرة على بلدة الجبين وتل الملح، في ريف حماة الشمالي الغربي، بعد اشتباكات عنيفة خاضتها مع فصائل المعارضة السورية وتحرير الشام.
وتعد تل الملح والجبين بلدتين استراتيجيتين، سبق أن سيطرت عليها فصائل المعارضة ردا على تقدم النظام السوري ميدانيا في ريف حماة الجنوبي، ما تسبب بهزائم متتالية له.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، لـ"عربي21"، الاثنين، أن روسيا بعد اتضاح ضعف قوات النظام السوري بعد معارك الجبين وتل ملح، استخدمت أمس الأحد، أسلحتها العسكرية كافة، واستمر القصف العنيف والبربري في البلدتين بشكل متواصل لـ24 ساعة دون توقف من أجل السيطرة عليهما.
استماتة وقصف عنيف
وقال إن "روسيا استماتت أمس واليوم، من أجل السيطرة على البلدتين، وقامت بتنفيذ قصف جوي ومدفعي متواصل دون توقف، ما دفع الفصائل إلى الانحياز عن مرمى النيران، والانسحاب التكتيكي من البلدتين لتجنب خسائر كبيرة".
وأكد أن روسيا قامت بهجمة شرسة وعنيفة جدا، استخدمت فيها ترسانتها العسكرية كافة، من طائرات حربية متعددة الأنواع، وقذائف صاروخية ومدفعية، وطائرات مروحية وبراميل متفجرة لم تهدأ لدقيقة واحدة.
وأكد أن سبب ذلك، أن "البلدتين أصبحتا هاجسا لدى الروس، ومصدر رعب وخوف لهم، ولعصائب الأسد التي انهارت سابقا على يد الثوار"، مشيرا إلى أن قوات النظام فشلت مرارا بالتقدم في البلدتين، وتلقت خسائر فادحة في الأرواح، لذلك صب النظام وروسيا جام غضبهما، وأصبح هدفهما الوحيد السيطرة عليهما، لذلك فقد نفذا مئات الغارات والقصف المدفعي، ورصدنا أكثر من ثلاثين برميلا متفجرا خلال نصف ساعة فقط".
اقرأ أيضا: هكذا قلبت معركة "الفتح المبين" معادلة حماة وحققت 3 أهداف
وأكد أن "القصف كان عنيفا وهمجيا وبربريا، لذلك قمنا بالانحياز عن البلدتين لتفادي الخسائر في الأرواح، بعد أن صمدنا فيهما لمدة أكثر من شهر ونصف، أمام آليات عسكرية لقوة عالمية هي روسيا".
وقال الناشط أحمد الطيب لـ"عربي21"، إن مناصرين للنظام أكدوا أن وحدات تعمل تحت إمرة العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، قامت بتنفيذ التمهيد الناري المكثف على كامل محور ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي ومناطق ريف إدلب الجنوبي.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع قوله، إن القوات الجوية الروسية ساعدت قوات النظام السوري في صد هجومين شنتهما المعارضة في محافظة إدلب أمس الأحد.
ونسبت الوكالة للمسؤول قوله إن من سماهم "المتشددين" نفذوا "هجومين على مواقع للقوات الحكومية السورية باستخدام الدبابات والعربات المدرعة يوم 28 تموز/ يوليو".
الأهمية الاستراتيجية
وعن الأهمية الاستراتيجية للبلدتين، قال مصطفى: "تل ملح والجبين بعد تحريرهما من عصابات الأسد أظهرتا مدى ضعف قوات النظام، وأظهرتا تفوق الفصائل الثورية على هذه القوات، لذلك فإن روسيا والنظام اعتبرا هذا النصر للثوار أمرا خطيرا، فكانت هناك استماتة منهما للسيطرة على البلدتين".
ولفت إلى أن أهمية السيطرة على البلدتين تكمن في أنهما تقطعان الطريق الواصل بين محردة وإسقيبية، وكذلك أراد الروس والنظام حفظ ماء الوجه بعد الخسائر الميدانية المتتالية في أرياف حماة.
وأفادت من جهتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، بأن الاشتباكات استمرت طوال الأحد والاثنين على محاور الزويقات وتلة السرياتيل ومرتفعات 1154 القريبة من الحدود السورية التركية، أقصى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، موضحة أنها اتسمت بالعنف عموما.
اقرأ أيضا: النظام يستميت بتل الكبانة باللاذقية.. هذه أهميتها الاستراتيجية
واستكمل الاثنين، النظام السوري وروسيا، غاراته شمال سوريا، وقتلسبعة مدنيين، في قصف جوي عنيف استهدف أحياء سكنية في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، من قوات النظام وروسيا.
وأفاد مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة، بأن طائرات حربية تابعة للنظام قصفت قرية لطمين، فيما قصفت طائرات روسية مدينة كفرزيتا بريف حماه الشمالي.
من جانبها، قالت مصادر في الدفاع المدني، إن خمسة مدنيين قتلوا في القصف على مدينة كفرزيتا، فيما قُتل مدنيان في القصف على قرية لطمين.
وأوضحت المصادر أن عدد القتلى مرشح للارتفاع في ظل استمرار القصف على المنطقة.
وفي 12 تموز/ يوليو الجاري، كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، عن مقتل 606 مدنيين في هجمات شنتها قوات النظام وحلفائه على منطقة خفض التصعيد بإدلب منذ 26 نيسان/ أبريل الماضي.