هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جدد عشرات الالاف من الفلسطينيين في لبنان رفضهم لإجراءات وزير العمل كميل أبو سليمان بحق العمالة والمؤسسات الفلسطينية والقيود المتعلقة بإجبارهم على إصدار إجازات عمل.
وشهدت المخيمات الفلسطينية كافة
على امتداد الخارطة اللبنانية فعاليات ومسيرات خلال جمعة غضب ثانية تحت عنوان
"صوتنا أقوى من قرارك" وسط دخول الإضراب العام يومه الحادي عشر وأغلقت
المداخل بالاطارات المشتعلة مع إبقاء
ممرات خاصة للمشاة فقط.
ونظمت في مخيمات العاصمة بيروت (برج البراجنة
ومار الياس وشاتيلا) فعاليات حاشدة وجابت مسيرات غاضبة الشوارع وسط تنديد باستمرار
الوزير في قراره "الجائر بحق اللاجئين الفلسطينيين"، واكتظت مخيمات
اللجوء الفلسطيني جنوبا بعشرات الالاف الذين احتشدوا بعد صلاة الجمعة، وجابت
"تظاهرة جماهيرية" في مخيم عين الحلوة شوارع المخيم بمشاركة الفصائل
كافة واللجان الشعبية.
وانطلقت المسيرة من مسجد النور بدعوة من
"هيئة العمل الفلسطيني المشترك" واللجان الشعبية في منطقة صيدا، كما شهد
مخيم المية ومية المجاور لعين الحلوة فعالية حاشدة بمشاركة فصائلية وبدعوة من
اللجان الشعبية، في حين شهدت التجمعات الفلسطينية في مدينة صيدا وجوارها وقفات
احتجاجية.
ورأى القيادي في الجبهة الديمقراطية في مخيم
عين الحلوة فؤاد عثمان أن قرار وزير العمل يشكل "استهدافا مباشرا للاجئين
الفلسطينيين في لبنان ومعاملتهم أسوة بالأجانب عبر الطلب منهم إصدار إجازات
عمل"، رافضا في تصريحات لـ"عربي21" المقاربة التي تضع العامل
الفلسطيني والأجنبي في ميزان واحد "لأن الفلسطينيين موجودون قسرا في لبنان منذ
71 عاما بفعل احتلال أرضهم وتهجيرهم".
وحذر مما وصفه بالمخاطر الكبيرة التي يحملها
قرار وزارة العمل، قائلا: "يخدم القرار مساعي التوطين والتهجير لاسيما صفقة
القرن"، لافتا إلى "التناغم الحاصل في الشارع المسيحي اللبناني بما يصب
في صالح المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية".
وأضاف: "عبّر اللاجئون عن رفضهم وغضبهم من
خلال الفعاليات والمسيرات الاحتجاجية في المخيمات كافة وللمطالبة بالحصول على
حقوقهم المدنية كاملة ومن ضمنها حق العمل"، مشيرا الى أن "مسيرات جمعة
الغضب الثانية طالبت بضرورة الرجوع عن الإجراءات المجحفة بحق شعبنا وسط تأكيد على
استمرارية الحراك السلمي وصولا الى تحقيق أهدافها".
وحذر من أن هذه التحركات قد تنتقل الى مرحلة
"العصيان المدني في حال استمرار تجاهل الصوت الفلسطيني"، مشيرا الى أن
لجنة المتابعة "وضعت برنامجا أسبوعيا ويوميا لتنظيم الحراك الشعبي"،
مشددا على أن "فلسطينيي لبنان متمسكون بالقرار الأممي رقم 194 الذي يضمن
عودتهم الى فلسطين، وأي حديث آخر يدخل في إطار البازار السياسي اللبناني الذي يخدم
مشروعي التهجير والتوطين".
واستغرب عثمان الاتهامات التي تطلقها بعض القوى
السياسية اللبنانية من أن تحركات المخيمات تحرك لأهداف سياسية، وقال:
"المسيرات ضمت -في هذه الجمعة كما في سابقها- كل الطيف الفلسطيني تحت العلم
الوطني الذي يظلل الجميع، فلا محرك لها سوى صرخات الألم بفعل ما يكابده اللاجئون
في لبنان"، مردفا: "اتحدت الفصائل واللجان الشعبية والقوى كافة و معهم
المتضامنون من الشعب اللبناني جميعا للتعبير عن رفضهم الاستهداف المباشر لأبسط
الحقوق الإنسانية لشعبنا اللاجئ في الأراضي اللبنانية".
وشارك اللاجئون في مخيمات مدينة صور والتجمعات
في سلسلة فعاليات احتجاجية، ونفذ المئات من أهالي مخيم البص إضرابا شاملا كما
أغلقوا المدخل الرئيس للمخيم بالإطارات والأسلاك والعوائق.
ودعت الكلمات التي ألقيت في الفعاليات الدولة
اللبنانية الى التراجع عن هذا القرار "المجحف" بحق اللاجئين، واصفين
إياه بأنه" تمهيد للتوطين الذي يرفضونه بقوة".
تجمعت مسيرة حاشدة أمام مسجد الغفران في مخيم
الرشيدية وسط هتافات التنديد بالقرار "العنصري" الذي يتماشى بحسب
الكلمات التي ألقيت مع "صفقة القرن الأميركية"، كما احتشد الالاف في
مخيم البرج الشمالي ودعا مشاركون من خلال "عربي21" الى ضرورة
"الوحدة الفلسطينية لمواجهة محاولات القهر والإذلال والتهجير"، وارتفع
الصوت الفلسطيني الاحتجاجي في البقاع (وسط لبنان) حيث شارك أهالي مخيم الجليل في
مسيرة رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ورددت الأغاني والأناشيد الوطنية.
وفي شمال لبنان، عبر أهالي مخيم نهر البارد عن
غضبهم من قرار التضييق على العمالة الفلسطينية فخرجوا في مسيرة كبيرة، بينما أكدت
المواقف الفصائلية على "مواصلة الحراك حتى تحقيق الحقوق المدنية للشعب
الفلسطيني الى جانب رفضهم الشديد لصفقة القرن"، ونظمت فعالية كبيرة في مخيم
البداوي شارك فيها الالاف من مختلف الطيف الفلسطيني رفعت خلالها "شعارات
الوحدة والتكاتف من أجل الأهداف الوطنية المشتركة".
كما ساد الإضراب مخيمات الجنوب وتجمعاتها المختلفة، وأكد الأهالي عدم وقف الاحتجاجات إلى حين تحقيق الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
اقرأ أيضا: تواصل فعاليات مسيرات العودة بغزة في "جمعة لاجئي لبنان"
وفي العاصمة بيروت، أغلقت المحلات والمنشآت المختلفة في مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومار إلياس أبوابها التزاما بالإضراب، كما وُجهت دعوات للمشاركة في مسيرات عقب صلاة الجمعة في جميع المخيمات.
إلى الشمال، حيث عمّ الإضراب مخيمي نهر البارد والبداوي احتجاجا على إجراءات وزارة العمل.
وفي مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في منطقة صور، نفذ سكان المخيم إضرابا احتجاجا على قرار وزير العمل كميل أبو سليمان في حق اليد العاملة الفلسطينية.
وعمد الأهالي إلى إقفال محالاتهم التجارية في المخيم حتى تخوم مدخله، وقطعوا الطريق المؤدي إلى المدخل من الداخل للخارج، بالإطارات والأسلاك، ونددوا بالقرار.
فعاليات فلسطينية
في قطاع غزة المحاصر، أطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار على اليوم، جمعة "لاجئي لبنان"، وذلك "دعما لصمود اللاجئين الفلسطينيين ونضالهم السلمي العادل ضد القرارات والإجراءات المجحفة بحقهم".
اقرأ أيضا: فلسطينيو لبنان يواصلون تصعيدهم ويلوحون بجمعة غضب
وفي القدس المحتلة، شارك الفلسطينيون بعد صلاة الجمعة من باب العامود في المسجد الأقصى المبارك بفعاليات منددة بقرار السلطات اللبنانية.
كما يستعد نشطاء فلسطينيون وأجانب، للمشاركة بوقفة أمام السفارة اللبنانية في لندن، وفي الدنمارك سيتجمع النشطاء في الساحة الحمراء تضامنا مع اللاجئ الفلسطيني في لبنان.
وفي غزة أعرب عضو المكتب السياسي لحركة حماس
خليل الحية عن رفض حركته لقرار وزير العمل اللبناني بشأن اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الحية خلال مشاركته في مسيرات العودة التي
حملت اسم "جمعة لاجئي لبنان": "نعلن رفضنا لقرار الوزير اللبناني
ونطالب مكونات الدولة اللبنانية، أن يلزموه بالتراجع وإلغاء القرار".
من جانبه قال القيادي في حركة حماس في لبنان:
إن الحشود التي خرجت اليوم هي الاضخم في تاريخ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في
عددها واتساعها وشمولها ومشاركة جميع المكونات السياسية والاجتماعية وجميع الفئات
الشعبية خاصة فئة الشباب.
وأشار إلى أن الحراك الشعبي اليوم امتاز
بالترتيب والتنظيم، ورفع علم فلسطين الذي لون المظاهرات، ما يؤكد تمسك اللاجئين
الفلسطينيين بهويتهم ووطنهم وحقهم في العودة ورفض التوطين.
وشدد على أن التحركات الشعبية اليوم على أكدت التمسك
بمطالب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لجهة إلغاء إجازة العمل بالكامل والتوقف عن
اعتبار الفلسطيني أجنبي، والتمسك باستثناء العامل الفلسطيني.
ورأى أن تجمع اليوم يشكل رسالة قوية للحكومة
اللبنانية، للتراجع عن اجراءات الوزير وللاحزاب اللبنانية، للقبول بتعديلات
قانونية جوهرية وللقوى الفلسطينية لتحقيق مطالب الجماهير.
من جانبه نظم المنتدى الفلسطيني في الدانمارك، اليوم
الجمعة وقفة شعبية في مدينة أوغوس، وذلك ضمن فعاليات جمعة فلسطينيي لبنان، وتضامنا
مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الرافضين لقرار وزارة العمل اللبنانية.
وأكد المعتصمون دعمهم الكامل للحراك الفلسطيني
الشعبي في لبنان المطالب بإلغاء قرار وزارة العمل اللبنانية وعدم شمول اللاجئين
الفلسطينيين به، وضمان حقوق العامل الفلسطيني في لبنان.
كما دعا المعتصمون إلى إلغاء قرار وزير العمل
اللبناني، معتبرين هذا القرار استهدافا لحقوق الشعب الفلسطيني في لبنان، مطالبين
بالعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني حتى تحقيق العودة.
وأشاد المعتصمون بالموقف الفلسطيني الموحد حول
مواجهة هذا القرار وضمان حقوق الفلسطينيين في لبنان، كما حيوا المواقف اللبنانية
الرسمية والشعبية الرافضة لقرار وزارة العمل.