هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر القائد الأعلى للقوات الحليفة في الناتو سابقا، جايمس ستافريديس، من فرض عقوبات على تركيا بسبب تسلمها منظومة الدفاع الصاروخي "أس400" من روسيا.
جاء ذلك في مقال له، في وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، وأبرز ما تناوله أن خسارة تركيا تعني "خسارة ثاني أكبر جيش في الحلف، ما سيمثل خطأ جيوسياسيا كبيرا، وسابقة مروعة".
ولفت إلى أن تركيا "لطالما كانت عضوا عملياتيا قيما بالنسبة للحلف".
ودعا ستافريديس إلى وجوب أن تكون "النقاشات حول أنظمة الأسلحة تجري في سياق مختلف عن ذلك الذي اتخذه الخلاف بين أنقرة وواشنطن".
اقرأ أيضا: صحيفة: ما مصير عضوية تركيا بالناتو بعد شراء "أس400"؟
وطالب الدول الغربية بأن "يضمن حلا يبقي تركيا عضوا فاعلا ومساهما في الحلف"، مشيرا إلى أن "هناك حلولا تقنية من أجل عزل منظومة "أس400" عن باقي أنظمة الدفاع الجوي التابعة للناتو".
وأضاف ستافريديس، وهو خبير وأميرال أمريكي سابق، في مقاله الذي حمل عنوان "استبعاد تركيا من الناتو فكرة سيئة"، أن على إدارة ترامب وأوروبا "استيعاب مدى خطورة هذا الخلاف".
وفي 12 تموز/ يوليو الجاري، أعلنت وزارة الدفاع التركية وصول أول مجموعة من أجزاء منظومة "أس 400" الروسية إلى أنقرة، تلاها وصول طائرات عدة تحمل معدات تابعة لها.
والثلاثاء الماضي، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إدارة سلفه باراك أوباما، محملا إياها مسؤولية عدم بيع تركيا منظومة صواريخ "باتريوت" رغم إصرارها.
وأضاف ترامب أن تركيا اضطرت إلى شراء منظومة الصواريخ من روسيا، والآن لا تستطيع الولايات المتحدة بيعها مقاتلات "أف35" بمليارات الدولارات، بسبب شرائها المنظومة من روسيا.
اقرأ أيضا: "الناتو": ستبقى تركيا حليفا مهما رغم شرائها "أس400"
وأضاف ستافريديس: "لطالما كانت تركيا عضوا عملياتيا قيّما بالنسبة للحلف.. القوات التركية التي كانت منضوية تحت قيادتي كانت قوات محترفة بدرجة عالية، وهي جزء من جهودنا في أفغانستان، وليبيا، ودول البلقان، بالإضافة إلى جهود مكافحة القرصنة في البحار".
وقال ستافريديس إن "صوتا موحدا للتحالف يلزم من أجل إقناع تركيا بأن شراء منظومة أس400، هو خطأ، ولكنه لن يكون نهاية عضوية تركيا في الناتو".
وحث المسؤول السابق في الناتو "الدول الأعضاء على أن تكون خلّاقة أكثر في معالجة مخاوف معينة".
وأضاف: "على سبيل المثال، قد يكون هناك حلول تقنية من أجل عزل منظومة إس400 عن باقي أنظمة الدفاع الجوي التابعة للناتو، التي تدار من قاعدة رامشتين الجوية في ألمانيا".
وبحسب "الأناضول"، فإن تركيا قبل إقدامها على شراء المنظومة الروسية، اقترحت بشكل متكرر تشكيل لجنة مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة المسائل الفنية، لكنها لم تتلق ردا على هذه المقترح.
وتابع ستافريديس: "أو هل على الناتو أن يفكر بتشجيع الأتراك على إبقاء منظومة أس400 ليأكلها الغبار، ومن ثم بيعهم نظام دفاع جوي ذا مدى أبعد، ربما بسعر مخفّض، من أجل سد حاجاتهم الدفاعية المشروعة".
اقرأ أيضا: استمرار وصول معدات منظومة "أس400" إلى أنقرة
وانتقد الخبير تعليق واشنطن بيع مقاتلات "أف 35" لتركيا، متسائلا: "ألم يكن من الممكن أن يؤجل ذلك -بدل أن يتم إبطاله تحت العقوبات- في الوقت الذي يعمل فيه الناتو على حل المشاكل".
وسرد ستافريديس قائمة من التوصيات "لإنقاذ العلاقة مع تركيا"، حث فيها الناتو على "رفع مستوى الانخراط على جبهات هامة أخرى، مثل تبادل للوفود عالية المستوى، وتشجيع أنقرة على مساهمة أكبر في بعثات الحلف الأخرى، وصولا إلى المحادثات الفردية".
وأضاف أن "المزيد من الدمج الدبلوماسي والعملياتي خارج الإطار الضيق للدفاع الجوي قد يكون مساعدا".
واختتم الخبير العسكري مقالته بالقول: "إذا اختارت تركيا أن تمضي قدما بمسألة الشراء الكامل لمنظومة أس400، فعلى طرفي الخلاف أن يعملا على الوصول لحل مقبول، لا يضر بوحدة التحالف.. من الممكن إنجاز ذلك، ولكنه سيتطلب الكثير من الجهد والإرادة للوصول إلى تسوية".