هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أحيا الشعب التركي في جميع أنحاء البلاد، يوم الاثنين، الذكرى الثالثة لانتصار الديمقراطية وإفشال محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط موالون للكيان الموازي؛ التنظيم السري لجماعة كولن. ونشرت وسائل الإعلام التركية مشاهد ولقطات من تلك الليلة، بالإضافة إلى قصص البطولات التي أبداها المواطنون خلال تصديهم لدبابات الانقلابيين بصدورهم العارية.
تركيا قامت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بعمليات واسعة تهدف إلى تطهير أجهزة الدولة من خلايا الكيان الموازي، واعتقلت مئات من الانقلابيين، سواء من العسكريين أو المدنيين، كما هرب عدد كبير من قادة التنظيم السري وكوادره إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وأصدرت المحاكم التركية في حق عدد منهم أحكاما قضائية، فيما تستمر محاكمة آخرين. وبعد ثلاث سنوات من المحاولة الفاشلة، هل يمكن القول إن صفحة الانقلابات في تركيا طويت بشكل كامل؟
هذا السؤال تم توجيهه إلى الأتراك في الذكرى الثالثة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، فرأى 43.5 في المئة منهم أنه ليس هناك خطر انقلاب في البلاد، فيما ذهب 30.2 في المئة إلى أن تركيا ما زال فيها خطر انقلاب. واللافت في نتائج استطلاع الرأي أن هذه النسبة الأخيرة، أي نسبة القائلين بأن الخطر ما زال موجودا، كانت العام الماضي 22.8 في المئة، ما يعني أنها في ارتفاع.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: "هل قضى فشل محاولة الانقلاب على أحلام الكيان الموازي، أم التنظيم السري لا يزال يحمل في جعبته مفاجآت؟"
هؤلاء الانقلابيون المعتقلون والمحكوم عليهم بالسجن لمدد متفاوتة؛ يقبعون الآن في السجون، ويأكلون ويشربون، ويحلمون باليوم الذي سيتم فيه إطلاق سراحهم، بعد سقوط رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان
المشكلة أن الانقلابيين الذين ارتكبوا كل هذه الجرائم لو كانوا في بلد يطبق عقوبة الإعدام لأعدموا منذ زمن، إلا أن تركيا ألغت تطبيق عقوبة الإعدام قبل سنوات، في إطار مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولذلك، هؤلاء الانقلابيون المعتقلون والمحكوم عليهم بالسجن لمدد متفاوتة؛ يقبعون الآن في السجون، ويأكلون ويشربون، ويحلمون باليوم الذي سيتم فيه إطلاق سراحهم، بعد سقوط رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، ليواصلوا خيانتهم للوطن.
الانقلابيون والقوى الدولية والإقليمية التي تقف وراءهم أدركوا، بعد عدة محاولات فاشلة لإسقاط أردوغان، أن الخيار الوحيد المتبقي لديهم هو إسقاطه عن طريق صناديق الاقتراع. وأثبتت نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة أن التحالف المعارض يمكن أن يفوز مرشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة، لتتغير الأجواء السياسية في البلاد لصالح الانقلابيين، لتخلق مناخا يسمح لهم باستعادة نفوذهم السابق.
الانقلابيون والقوى الدولية والإقليمية التي تقف وراءهم أدركوا، بعد عدة محاولات فاشلة لإسقاط أردوغان، أن الخيار الوحيد المتبقي لديهم هو إسقاطه عن طريق صناديق الاقتراع