هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "نتائج التحقيق بعملية خانيونس الفاشلة تطالب بوقف الاستهتار بالعدو الموجود في غزة، وهي أهم الدروس المستقاة من الحادث الأليم، لأن مرور ثماني أشهر عليها شهدت تعتيما أمنيا ورقابة عسكرية مفرطة بعدم تسريب توصياتها، وحظرت تداول الصور التي بثتها حماس عن أفراد الوحدة التي كشفتها، حتى دفعت الصحافة الإسرائيلية لأن تفرض على نفسها رقابة ذاتية، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بذلك".
وأضاف
يوسي ميلمان، الخبير الأمني في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "الناطق العسكري الإسرائيلي
الجنرال رونين مانليس لم يتردد في كشف أن هدف هذه الوحدة تمثل بتحقيق أهداف
استخبارية ذات قيمة عليا، ولكن حتى اليوم لا يعرف على وجه الدقة السبب الحقيقي
والمباشر والدقيق الذي أدى لفشل الوحدة في مهامها، وانكشاف هوية أفرادها".
وأوضح
ميلمان، أحد كبار الكتاب في الشؤون الأمنية والعسكرية في إسرائيل، أن "رفض مانليس
تأكيد التسريبات التي تحدثت أن أحد أسباب انكشاف القوة عدم إلمامها باللهجة
الفلسطينية، فإنه يدفعنا للإشارة لجملة أسباب أدت لوقوعها بهذا الإخفاق، بينها:
التخطيط غير المحكم، فائض من الثقة، الصدفة، ونقصان الحظ، مع العلم أن المهام الخاصة
التي تكلف بها وحدات كوماندو إسرائيلية داخل أرض العدو ليس فيها بوليصة تأمين".
وسرد
الكاتب الحائز على جوائز إسرائيلية ودولية لكتاباته الاستخبارية، وأصدر كتبا
ومؤلفات أمنية، أن "إسرائيل شهدت منذ تأسيسها عشرات الإخفاقات في عمليات
مشابهة، بدأت بحرب 1948، والعمليات بمصر بين 1954-1955، عملية ليلهامر بالنرويج
1973، كارثة الشييطت بلبنان 1997، محاولة الاغتيال الفاشلة ضد خالد مشعل بالأردن
1997، وكشف اغتيال محمود المبحوح بدبي 2010، وغيرها الكثير الكثير".
وأضاف أن "من وقع بالإخفاقات المدوية وحدات
تابعة للجيش والشاباك والموساد، ورغم هذه الإخفاقات، لكن الفشل الذي وقعت فيه قوة
خانيونس تكشف مسألتين هامتين: الأولى متعلقة بوحدة العمليات الخاصة، والثانية تخص
قائد الجيش أفيف كوخافي، لأنه في كل العمليات يتم التنسيق المسبق واللحظي مع سلاح
الجو وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، لمساعدة الوحدة على الأرض بطريقة
القتال، وتقديم الاستشارات الميدانية".
وأشار إلى أن "وحدة 8200 لجمع المعلومات والتنصت، الوحدة المركزية في إسرائيل، استنفرت
في عملية خانيونس كل وحداتها لتغطية مكان الحدث من الناحية الاستخبارية لتأمين
الوحدة، مع أن بعض هذه الوحدات تخوض تدريبات قاسية في العديد من دول العالم،
وبعضها في مناطق العدو ذاته، ولعلنا نذكر اغتيال خليل الوزير أبو جهاد نائب ياسر عرفات
في تونس عام 1988، حين شاركت وحدات مدنية مع نظيرتها العسكرية".
وأوضح
أن "الكشف عن وجود كبار جنرالات إسرائيل في غرفة القيادة فور انكشاف أمر
القوة الخاصة في خانيونس أعطى دلالة خطيرة على حجم ما يحدث هناك، حيث تواجد: غادي
آيزنكوت قائد الجيش، تامير هايمان رئيس أمان، عميكام نوركين قائد سلاح الجو، نداف
أرغمان رئيس الشاباك".
واستخلص الكاتب بالقول إن "من الدروس المهمة من هذا الإخفاق، أنه بجانب التخطيط الأكثر مهارة وإتقانا هو فحص كل الثغرات المتوقعة وغير المتوقعة، والاستعداد لها من البداية، ولعل الأهم عدم الغرور، وقليلا من الغطرسة، وعدم الاستهتار في قدرات العدو، مع أن عملية خانيونس سبقها تدريبات ومناورات استغرقت شهورا".
وختم
قائلا إنه "قبل ذلك وبعده، لا بد من وجود قيادة عليا تشرف على هذه العملية
الحساسة، خاصة رئاسة الأركان التي لا بد أن يكون لديها نسبة مغامرة، لأن ساحة غزة
خطيرة ومعقدة، وضرورة أخذ المصادقة الكاملة من البداية من وزير الحرب ورئيس
الحكومة على أي عملية تحصل فيها".