هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توقع تقدير إسرائيلي أن "الفصائل الفلسطينية تتحضر لخوض صراعها على حرب الوراثة في حال غاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ما يدفع إسرائيل للخشية من اندلاع مواجهات داخلية فلسطينية في اليوم الذي يختفي فيه عباس عن المشهد الفلسطيني، رغم أن مثل هذه المخاوف تكررت في السنوات الأخيرة دون أن تتحقق".
قال
نوعام أمير، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، في مقاله بصحيفة مكور ريشون،
وترجمته "عربي21"، أن "عباس ما زال
ماثلا في الساحة السياسية، ولما ينتهي عهده بعد من قيادة السلطة الفلسطينية، رغم أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بات لديها تراكم معلومات عن وجود حالة من التململ
في الشارع الفلسطيني في كل ما يتعلق بما يسمونه معركة وراثة عباس في رئاسته للسلطة".
ونقل
عن ضابط إسرائيلي كبير أنه "من خلال نظرة عميقة للواقع السائد في السلطة
الفلسطينية، وتحليل المعطيات المتوفرة عن الأجواء المنتشرة في الأراضي الفلسطينية
في السنوات الأخيرة، فلا تتوفر لدينا مسارات واضحة باتجاه تدحرج الأمور في هذا
الملف بالذات، ومن أجل الحقيقة فلا أحد يعلم في إسرائيل كيف سيكون تأثير هذه
التطورات الجارية على اليوم التالي لغياب عباس".
وأكد
أننا "نعلم كيف ستكون الصراعات بين التيارات الفلسطينية قبل معرفة من سيحتل
مكان عباس، ونستعد لكل السيناريوهات، لكن وفق المعطيات المتوفرة لدى الأمن الإسرائيلي،
يوحد ثلاثة زعماء فلسطينيين مرشحين لرئاسة السلطة خلفا لأبو مازن، أحدهم جبريل
الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لفتح، والمعروف جيدا في إسرائيل، والثاني محمود
العالول نائب عباس بقيادة فتح، والثالث ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة".
وأشار إلى أن "كل واحد من هؤلاء لديه عائلة كبيرة في الشارع الفلسطيني، ومن المتوقع أن
يخوض قادة هذه العائلات والعشائر معارك دامية للسيطرة على الشارع الفلسطيني، معارك
من هذا النوع يتوقع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تكون لها تأثيرات واسعة
على كل مناطق الضفة الغربية، وربما تنزلق للمناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في
داخلها".
وأوضح
أننا "نعتقد بوجود كميات كبيرة من الأسلحة المخبأة اليوم في الضفة الغربية،
وهذه الأسلحة سيتم استخدامها وتفعيلها في لحظة الحقيقة، لا سيما في صفوف فتح، التي
تبدو اليوم كالخلية النائمة، لكنها قد تستيقظ في أي لحظة".
واستدرك
قائلا إن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية قد لا تفاجأ من سيناريو يتمثل بحصول
استبدال في مواقع قيادية داخل السلطة الفلسطينية بصورة هادئة، كما حصل في سنوات
سابقة، فقد توقعنا أن تقليص الأموال المرسلة للسلطة الفلسطينية سيتبعها اندلاع
موجات عنف ومواجهات دامية مع الجيش الإسرائيلي، لكن ذلك لم يحصل، بحيث إن سيناريو
تكرار انتفاضة السكاكين لم يتحقق في الضفة الغربية".
وأضاف
أن "هذا الواقع يجعلنا نطرح تساؤلا: هل يتزامن استبدال قيادة السلطة الفلسطينية
مع اندلاع انتفاضة جديدة؟ هذا سيناريو قائم، لكننا لسنا متأكدين بالضرورة من
إمكانية تحققه بالفعل على أرض الواقع، مع العلم أن الوضع الاقتصادي لفلسطينيي الضفة
الغربية في ذروة سوئه، وأحد الأسباب لاستمرار الهدوء الأمني فيها وجود جملة من الكوابح".
وختم
بالقول إن "من بين هذه الكوابح أن العديد من الفلسطينيين يستيقظون صباحا
ويذهبون لأماكن عملهم، ومئات آلاف الأطفال يذهبون كل صباح لمدارسهم، وعشرات الآلاف
منهم يدخلون إسرائيل دون تصاريح، ثم يعودون لمنازلهم في اليوم ذاته، كل ذلك يحول
دون انطلاق مواجهات فلسطينية إسرائيلية".