هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تثار التساؤلات حول حديث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن خطوات مرتقبة شمال سوريا، بالتزامن مع تعزيزات تركية متواصلة على الحدود.
وكان أردوغان كشف، أمس الأحد، عن "خطوات مرتقبة شمال سوريا بهدف تحويل ما يسمى الحزام الإرهابي إلى منطقة آمنة".
ولفت إلى أن بلاده "تستعد لتحضيرات سيتم تنفيذها في تل أبيض وتل رفعت"، وقال إنه نقل الموضوع إلى زعماء روسيا والولايات المتحدة وألمانيا خلال مباحثاته معهم مؤخرا.
وحول نية تركيا اتخاذ إجراء عملي شمال سوريا، قال المختص بالعلاقات الدولية، هشام منور، إنه منذ فترة تنتظر أنقرة نضوج الظروف والعوامل الإقليمية، والتفاهمات البينية، بينها وبين موسكو من جهة، وواشنطن من جهة أخرى؛ للقيام بتأمين حدودها الجنوبية.
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن الاحتقان الشعبي داخل تركيا من الوجود السوري، لا سيما بإسطنبول، إلى جانب مكافحة الإرهاب ومواجهة العامل الأمني بالجنوب، تعد رافعة إضافية بضرورة تأمين منطقة آمنة في الشمال السوري، لتسهيل عودة السوريين إلى بلادهم.
اقرأ أيضا: تعزيزات تركية إلى سوريا بعد حديث أردوغان عن "خطوات مرتقبة"
ورأى أن الفترة المقبلة ستشهد هزات عسكرية تحاول فيها تركيا استثمارها لتأمين حدودها الجنوبية، والعمل على القضاء على منظمة العمال الكردستاني، وذراعه السوري "قسد".
ولفت إلى أن روسيا في ظل التقارب مع تركيا، تعطي موافقة ضمنية على قيام أنقرة بعملية عسكرية محدودة في الشمال السوري.
وأوضح الكاتب السوري أنه على الرغم من التكلفة الباهظة التي قد تجنيها تركيا من أي عملية عسكرية مرتقبة شمال سوريا، إلا أن ما يهمها هو عدم سفك المزيد من الدماء لأي جندي تركيا على الحدود.
وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي قد تساهم في تمويل إنشاء المنطقة الآمنة، لتجنب تدفق المزيد من المهاجرين السوريين، وضمان إعادة من لم يندمج بالمجتمعات الأوروبية، دون الخضوع لابتزاز النظام في دمشق.
وتابع منور بأن واشنطن قد تعطي موافقة ضمنية لأي عملية عسكرية شمال سوريا حاليا، في ظل حديثها عن الانسحاب من هناك، وبالتزامن مع انشغالها بالملف الإيراني المتصاعد في بحر الخليج.
من جهته، ناقش الباحث في العلاقات الدولية، جلال سلمي، توقيت تصريحات الرئيس التركي، أنها تأتي للتغطية على الجدل الجاري حول صفقة "أس400"، بهدف إشعال موجة إعلامية تلفت الانتباه إلى مستوى التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن تصريحات أردوغان تأتي في إطار الضغط التركي الخطابي مع واشنطن، لا سيما بما يتعلق تعثر التوافق في بعض النقاط في المفاوضات بينهما حول المنطقة الآمنة، وإشراك "قسد" في إدارة المنطقة.
اقرأ أيضا: أردوغان: مليون سوري سيعودون إذا توسعت المنطقة الآمنة
واستبعد سلمي قيام تركيا بالقيام بأي عملية عسكرية في شمال سوريا بالوقت الحالي.
وحول الموقف الروسي من الحراك التركي حول المنطقة الآمنة، رأى أن موسكو ليس لديها مانع في ذلك، وتسعى للاستيعاب الناعم في الفترة الحالية مع جميع الحلفاء للابتعاد عن التعقيدات الإقليمية والدولية.
وأوضح أن الاستراتيجية الروسية الحالية مبنية على أن سوريا تبقى وحدة واحدة، على الرغم من وجود مناطق نفوذ جزئية لتركيا والولايات المتحدة، وتنتظر الوقت المناسب في خطتها بالمطالبة من جميع الدول بالانسحاب من الأراضي السورية.
وأشار إلى أن تركيا والولايات المتحدة بينهما توافق كبير في الملف السوري، موضحا أن واشنطن تسعى في شرق الفرات بالتحالف التكاملي أو الانتشار التشاركي هناك بعيدا عن أي تكاليف مع البقاء.