الشيطان يعظ ـ وربما كانت حالة الفزع التي أصابت السفيه السيسي واحدة من أهم العوامل التي أطلقت يد مخابراته، وأجهزته الأمنية، لتوجيه وإدارة عدد كبير من الوسائل الإعلامية؛ في محاولة من عصابة العسكر لتجنب ارتداد سلاح الإعلام الذي حاربوا به الرئيس مرسي وهي الخطة الإعلامية السياسية الجهنمية القذرة، التي وضعتها ونفذتها عصابة الانقلاب بحنكة شديدة، وحققت هدفها الخفي في 30 يونيو 2013، في تقويض ثورة 25 يناير والانقلاب على أول رئيس مدني منتخب، وهو ما اعترف به الإعلامي الانقلابي عمرو أديب، في تعليقه على ما يواجهه الرئيس الأمريكي ترامب. وبعد سبعة أعوام من تنحي المخلوع مبارك وما تلاه من رحلة المحاكمات والقوائم السوداء جرّاء ثورة 25 يناير، لم يكن أحد يتوقع أن يعود ورجاله إلى النور مجددًا؛ فحصل معظمهم على البراءة، وآخرون حصلوا على مناصب في عصابة السيسي، ليصل الأمر إلى استضافة الحرامي يوسف بطرس غالي، وزير المالية في عهد مبارك وأحد رجاله الهاربين، على قناة dmc التي تديرها المخابرات الحربية، بصحبة الإعلامي أسامة كمال. وقالت القناة إن "غالي" سيطرح رؤيته حول ما يتم من إجراءات لإنقاذ الاقتصاد، وأسباب اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، وتقييمه لفكرة وصول الدعم إلى مستحقيه، وكذلك فرص مصر للخروج من الأزمة الاقتصادية، وصدق القائل الشيطان يعظ!. ولكن ووفق خبراء، لم تفلح الآلة الإعلامية العسكرية في تضليل عقول المصريين تجاه ممارساتها الاقتصادية الفاشلة، على الرغم من استمرارها في هذا السلوك بلا كلل، ولا ملل، فسائق "التوكتوك" في مقابلته الشهيرة مع أحد وسائل الإعلام، أفاد بأن من يشاهد التلفزيون المصري يشعر أن مصر أصبحت مثل فيينا، بينما الواقع يوضح أنها ابنة عم الصومال، وبعيدًا عن السجال السياسي، فرجل الشارع هذه المرة يستمد معلوماته من الواقع المعيش ومن الأحرار على مواقع السوشيال ميديا وهذا ما يثير جنون العسكر. سيد توكل
عابر سبيل
الخميس، 11-07-201907:36 م
المُشاهد العسكري! ـ تلك القنوات التي يديرها العسكر تعتبر المواطن مجندًا ولا يصلح إلا لتلقي الأوامر فحسب، وعليه طوال المشاهدة أن يردد في نفسه "تمام يا فندم"، سواء كان المعروض دراما عسكرية أو كوميديا تسخر من جوع وقهر المصريين. وتتردد عبارات مثل "طول ما إحنا مش فاهمين نسكت أفضل"، ومن الواضح أنها ليست عبارة عابرة بل عبارة عن أمر عسكري مباشر للشعب على الهواء، جاءت على لسان الشيخ المؤيد للانقلاب خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي جود من بنات أفكاره مطبلا للسفيه السيسي بالقول إن "فقه الأولويات فى الدين الإسلامي يحتم على ولى الأمر والمسئولين، الالتزام بما يتطلبه الوقت الراهن"، في محاولة مفضوحة لخداع الشعب بالخنوع والخضوع للفقر والإذلال والقبول بالفشل عن طريق لي أعناق الأدلة الشرعية. يقول الكاتب الصحفي سليم عزوز: "من دون لف أو دوران، فإن "DMS"، هي القناة الرسمية للسيسي، ومع كل الإمكانات الممنوحة لها، فقد كان الفشل حليفها من أول يوم، فالسيسي طبق عليها معاييره العسكرية، فإذا كان قد ذكر في خطابه الأخير أنه لن يسمح في الجيش بمن له توجه سياسي أو ديني، فقد أنزل الأمر على محطته التلفزيونية فاختار لها إعلاميين بلا مرجعية فكرية أو سياسية، فالولاء فقط لصاحب المحل هو المطلوب، فكأن الأداء كـ "الطبيخ البايت"، على وشك أن يفسد، وكانت خيبة الأمل راكبة جمل!".
عابر سبيل
الخميس، 11-07-201907:33 م
هشتكيكم للشعب ـ لم تأت عبارة "ميصحش كده.. المرة الجاية هشتكيكم للشعب"، التي تفوه بها السفيه السيسي في 1 نوفمبر 2015، خلال إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة موبخًا بها انتقاد بعض الأجهزة الإعلامية له، من فراغ، فقد كشفت عما يجيش بداخل رئيس عصابة الانقلاب من قلق ورعب واضح من انفلات سلاح الإعلام من يده، والتي ذاقت قنواته طعم الحرية في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي، أول رئيس مدني للبلاد. وبالرغم من الدبابة الإعلامية التي تعزف صباحًا مساءً على أنغام "تسلم الأيادي" و"بشرة خير"، ومئات الإعلاميين ممن يسبحون أناء الليل وأطراف النهار بحمد السفيه السيسي، فضلاً عن مئات الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية التي جعلت من الانقلاب "المنقذ" للوطن من براثن الأشرار، والخيار الوحيد أمام شعب يموت يوميًا بسبب غلاء الأسعار وتدني مستوى المعيشة. وبعد أكثر من خمسة أعوام على هذا العزف المنفرد في ظل غلق كافة المنابر التي كان من الممكن أن تؤرق نوم عصابة الانقلاب، توقع البعض أن الشعب قد رفع الراية البيضاء مستسلمًا لجرعات غسيل المخ التي يتعرض لها كل ليلة، إلا أن الواقع كشف زيف هذه التوقعات. فما زال هناك من بين أبناء الشعب من يحمل عقلا في رأسه، وقلبا في صدره، وضميرا بين ثناياه ينبض، لتسقط هذه الوجوه المزيفة الكاذبة، وتتحول من أداة الانقلاب للسيطرة على عقول وتوجهات المواطنين إلى "كارت" محروق، وقناع مكشوف، ساهم في زيادة رقعة المعارضة للعصابة ورئيسها السفيه، فما كان من جهاز المخابرات العقل المدبر لكل ما يدور بمصر إلا البحث عن وجوه جديدة، وشاشات مختلفة، وأسماء غير معروفة لعلها تغسل للناس ما تبقى من عقول، ومنها قنوات "dmc".
عابر سبيل
الخميس، 11-07-201907:31 م
لا يوجد بلد فقير بل نظام فاشل.. كيف تواجه غسيل أدمغة فضائيات العسكر؟ مقدمة "لا يوجد شيء اسمه بلد فقير.. يوجد فقط نظام فاشل في إدارة موارد البلد".. هكذا رد نعوم تشومسكي على إعلام العسكر، وهو الرد المثالي على من يدَّعون فقر بلادهم مبررين فشلهم، والذين كان آخرهم السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي انتقل بالمصريين من "مصر أم الدنيا" إلى "إحنا فقرا أوي وأهل الشر مش عايزينكو تعيشوا"، بينما تدعم قنواته الفضائية التي تديرها المخابرات الحربية غسيل دماغ للمصريين. مصر التي تمتلك ثلثي آثار العالم ونهر النيل وقناة السويس وموارد بشرية هائلة، ما الذي جعلها فقيرة لهذا الحد؟ ولماذا يصر السفيه السيسي على تذكير المصريين بهذا الفقر؟ وإن كان هذا واقعا فمن السبب في هذا الفقر أو الإفقار؟، تقول الناشطة نشوى محمود: "dmc كل شوية بتذيع فواصل عن دعم الدولة والتموين ودعم المزارعين والتأمينات والمعاشات.. حد يفهمهم إنه دي دولة واقتصاد مش عزبة الباشا بيجبوا بيها عالناس عيب عليكم".