هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، المُناصر للحرب، الذي قالت إنه يحرض على الدخول في مواجهة مسلحة مع إيران.
ولكنها لفتت إلى أنه "في الواقع، لم ينجح بولتون في إقناع ترامب تماما بتبنّي هذه الخطوة، على الأقل إلى غاية الآن".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بولتون تسلّق سلم البيروقراطية الحكومية في عهد رونالد ريغان وجورج بوش الأب، قبل أن يعرف ساعة مجده، أو بالأحرى عاره، في عهد بوش الابن.
وشغل منصب النائب الأول لوزير الخارجية السابق كولن باول، قبل أن يصبح سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، علما بأن شعار بولتون هو "القوة الغاشمة".
اقرأ أيضا: FT: هل يدفع بولتون وبومبيو ترامب لحرب لا يريدها؟
في هذا الصدد، كتب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد، ستيفن والت، أن "بولتون أظهر ثباته على نحو فذ طيلة مسيرته المهنية، فهو مدافع شرس عن السيادة الأمريكية، ومؤيد مستميت للإجراءات أحادية الجانب في ظروف متعددة. كما يعد بولتون معارضا للحد من التسلح ويُفضّل القوة على الدبلوماسية. وليس هناك ما يشير إلى أن وجهة نظره هذه قد تغيرت".
وأفادت الصحيفة بأن بولتون يُمضي حياته في نسف المعاهدات، التي تعد في نظره "'قوانين لها أغراض سياسية داخلية فقط. أما فيما يتعلق بالشؤون الدولية، فالمعاهدات ليست سوى التزامات سياسية'"، وذلك وفقا لتصريحات أدلى بها بولتون في سنة 1994. وبعد مرور ربع قرن من الزمن، لا يزال بولتون متمسكا بآرائه، وهو ما أكدته مورين داود في صحيفة "نيويورك تايمز"، حيث قالت إن "بولتون يمضي حياته في نسف المعاهدات والتحالفات وكل ما يشتمل على كلمات من قبيل 'عالمية' أو 'متعددة الأطراف".
وأوردت الصحيفة أن "المسؤولين الراشدين" يرون أن بولتون أشبه بقنبلة منزوعة الفتيل، في الوقت الذي قال فيه أحد المستشارين في البيت الأبيض لترامب مؤخرا إنه "في حال كان جون الممسك بزمام الأمور، لكنا متورطين في أربع حروب".
من جهة أخرى، يحمل بولتون وجهة نظر ساخرة إزاء العلاقات الدولية. وتجدر الإشارة إلى أنه دافع عن غزو العراق حين كان كلينتون لا يزال رئيسا وبرر هذه المغامرة الكارثية في سنة 2015، حين صرح قائلا: "أعتقد أن قرار الإطاحة بصدام كان صائبا".
من جانبه، أوضح ستيفن سايمون، الأستاذ في كلية أمهرست والمدير السابق في مجلس الأمن القومي في عهد كلينتون ومن ثم أوباما، أن إيديولوجية بولتون ليست خارجة عن المألوف إذ أنه "من وجهة نظره، تُعتبر الولايات المتحدة دولة قوية للغاية، أما فكرة امتناعها عن استخدام القوة للدفاع عن مصالحها فهي غبية".
ووصفت الصحيفة بولتون بـ"رجل الأفكار الثابتة، الذي سيستمر في الدفع بها إلى الأمام، إلى أن يحل اليوم الذي يُصاب فيه ترامب بالإرهاق ويطرده عبر تغريدة يوضح فيها أن مستشاره غبي".
في الأثناء، قاد هذا البيروقراطي حملة "تطهير" في مجلس الأمن القومي وعيّن رجاله في كل مكان، في حين يستغل شغور المناصب على رأس الإدارة، على غرار منصبيْ وزير الدفاع والسفير لدى الأمم المتحدة، من أجل التدخّل في كافة الأمور.
اقرأ أيضا: بولتون: معلومات تهديد النظام الإيراني "عميقة وخطيرة"
على صعيد آخر، يعمل جون بولتون على الدفع بإيران إلى ارتكاب خطأ ما ولجوئها إلى الاستفزاز الذي سيُجبر ترامب على شن أعمال عدائية خشية أن يفقد ماء الوجه. وفي الظروف العادية، سيكون من غير المرجح أن يندلع صراع بهذه الخطورة على نحو عرضي، لكن العالم لا يشهد فترة طبيعية، ناهيك عن أن بولتون ليس رجلا طبيعيا.
وأتت الصحيفة على ذكر أسماء عدد من "الصقور" الآخرين في دائرة ترامب، على غرار وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي وجد طريقه إلى المكتب البيضاوي عندما كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وعلى الرغم من أن بومبيو قاد الجهود الرامية إلى اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهي الفكرة التي رفضها ترامب، إلا أنه من المستبعد أن يؤثر ذلك سلبا على علاقته بترامب.
وأضافت الصحيفة أن "بومبيو يشارك بولتون عداءه للتعددية وتشجيعه على استخدام القوة، اللتين يضيف إليهما جرعة قوية من الدين، حيث يرى في وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل مهمة مقدسة نوعا ما".
وأوردت الصحيفة: "فضلا عن ذلك، يظهر صقر آخر ينصب تركيزه على الدين أيضا، ألا وهو السيناتور الأمريكي توم كوتون، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس، الذي ما فتئ يهمس في أذن ترامب، وهو واحد من أكثر المدافعين المتحمسين لقصف إيران".
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن ترامب يستمع باهتمام كبير إلى تاكر كارلسون، الذي يتابع برنامجه عن كثب على قناة فوكس نيوز. ويمثل كارلسون صوت القاعدة التي تفضل إلى حد كبير شن حرب ضد الهجرة على الحدود المكسيكية بدلا من خوض حرب حقيقية مع إيران. كما يُقال إنه كان لكارلسون تأثير على قرار ترامب المتعلق بقصف إيران.