هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحفية إسرائيلية إن "السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم يتحقق بعد، لكن قمة البحرين كشفت السر المعلن للشرق الأوسط في ضوء التقارب الحاصل بين إسرائيل وعدد من الدول الخليجية، حيث أكد ممثلوها أن القضية الفلسطينية ما زالت تعترض تحقيق السلام الكامل في المنطقة، وسط تأكيد جميع المشاركين في القمة أن الامتحان الحقيقي للمبادرة الأمريكية سيكون في عرض جانبها السياسي".
وأضافت
نوعا لانداو الكاتبة الإسرائيلية في مقالها بصحيفة هآرتس، ترجمته "عربي21" أن "قمة البحرين كشفت عن عمق
العلاقة المتنامية بين تل أبيب والمنامة بسبب أعدائهما المشتركين مثل إيران، بجانب
مصالحهما المشتركة وجهود رجال الأعمال من البلدين، وبقيت هذه العلاقات الثنائية
فترة طويلة تحت الرادار، بما في ذلك التعاون السري".
وأشارت
لانداو التي قامت بتغطية ورشة المنامة، إلى أن "الأسبوع الأخير شهد عبر غطاء
الولايات المتحدة انعقاد مؤتمر البحرين، وتم توثيق أحاديث ممثلي البحرين والإمارات
والسعودية يتحدثون بأريحية مع رجال أعمال وصحفيين إسرائيليين في ممرات فندق الفصول
الأربعة في المنامة، مما يعني أنها حطمت علنا أسطورة المحرمات الإقليمية القديمة".
وأوضحت
أن "مشهد التطبيع العربي الإسرائيلي طغى على قمة البحرين التي عقدت خصيصا
لتقديم المساعدات المالية والاقتصادية للشعب الفلسطيني، لكنها قد تؤسس لإنشاء
تحالفات إقليمية تحت الطاولة، رغم أن هناك العديد من العوامل التي قد تدفع باتجاه
هذه التغيرات السياسية الإقليمية، ومنها إيران التي تدفع الدول العربية المعتدلة
باتجاه أحضان إسرائيل".
وأكدت
أن "ذلك لا يخفي فرضية أن الوضع الإقليمي معقد جدا، ويتطلب الحذر من
التصريحات غير المسؤولة، لأن المتضرر الأساسي من هذه التطورات هي القيادة
الفلسطينية التي أظهرت قمة البحرين حجم القطيعة التي تربطها مع الدول المؤثرة في
المنطقة، مما قد يمنع حدوث تعاون إقليمي أمني وتكنولوجي واقتصادي، ويزيد من دعوات الإدارة
الأمريكية لاستبدال القيادة الحالية، الأمر الذي قد يقلقها".
وأشارت
أنها "استمعت خلال مداولات قمة البحرين إلى انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية،
وعدم فهم صناع القرار في دول الخليج لطبيعة الوضع القائم في المناطق الفلسطينية
والاحتلال الإسرائيلي لها، وسعت السلطات البحرينية لإشعار الضيوف الإسرائيليين
بالراحة والاطمئنان إلى الدرجة القصوى، كما لو كانوا في بلادهم".
وأضافت
أن "السلطات البحرينية عملت على تعزيز الجالية اليهودية الصغيرة هناك المقدرة
بالعشرات فقط، وتم افتتاح الكنيس اليهودي أمام الصحفيين الإسرائيليين، وشاركت في القمة
ممثلة وزارة الخارجية البحرينية هدى عيزرا ابراهيم نونو اليهودية السفيرة
البحرينية بالولايات المتحدة، ووجهت دعوات لحاخامات يهود كمستشار الملك لشؤون
اليهود مارك شناير والحاخامين مارفين هاير ومساعده ابراهام كوفر من مركز شمعون
فيزنتال".
وختمت
بالقول إنه "مما لاشك فيه أن قمة البحرين وضعت حجر الأساس الحقيقي في الطريق إلى
التطبيع بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، لكن غياب الاتفاق مع الفلسطينيين ما
زال يعتبر عقبة كأداء أمام تطوير علاقات الجانبين".
اقرأ أيضا: أكاديمي: هؤلاء هم المستفيدون من "صفقة القرن"