هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمكن من بيع تذاكر حضور مهرجان البحرين، دون أن يعرف المدعوون جدول أعمال المهرجان، وأتى انضمام مصر والأردن والمغرب لهذه القمة الاقتصادية في البحرين لإرضاء الولايات المتحدة أكثر من كونها دعما لحل القضية الفلسطينية".
وأضاف
تسفي بارئيل، في مقاله بصحيفة هآرتس، وترجمته "عربي21"، أن "هذه الموافقات العربية على حضور قمة البحرين يمكن احتسابها بميزان
الربح والخسارة لكل الأطراف، فالفلسطينيون خاسرون؛ لأنهم لم يتمكنوا من إقناع الدول
العربية بعدم حضور القمة، فيما يعدّ الأمر إنجازا لترامب الذي استطاع بيع ثلاث
تذاكر جديدة لحضور المؤتمر، دون معرفة بعد مستوى التمثيل لهذه الدول، وما أجندتها".
وأشار
بارئيل، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إلى أن "مراقبة زيادة عدد
المشاركين في مؤتمر البحرين من خلال السعودية والإمارات والبحرين، يضاف إليها هذه
الدول الثلاث، يجعلنا نعرف مستوى العلاقات الناشئ بينها وبين الولايات المتحدة".
وأكد
أن "الأردن أرجأ إعطاء موافقته على حضور قمة البحرين أسابيع طويلة، بل إنه ألمح
لعدم المشاركة، لكن الأمر تبين أنه مرتبط باستمرار الدعم الأمريكي، فضلا عن عدم
رغبته بالتغيب عن مؤتمر قد تتخذ فيه قرارات ذات تأثير بعيد المدى على دوره ومكانته
في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بجانب الخشية الأردنية من زيادة النفوذ السعودي
على الأماكن المقدسة في الحرم القدسي".
وزاد
قائلا إن "الأخطر من ذلك أن القمة الاقتصادية قد تمنح الأردن عدة مليارات من
الدولارات على هيئة مساعدات يكون لها ثمن
سياسي ثقيل، يتضمن موافقته على توطين عشرات، وربما مئات الآلاف من اللاجئين
الفلسطينيين على أراضيه، كجزء من الجهود الأمريكية لإلغاء حق العودة".
وأضاف
أن "مشاركة السعودية في قمة البحرين تتزامن مع دخولها في مواجهة مع الكونغرس
الأمريكي الذي يناقش هذه الأيام أربعة مشاريع قوانين لوقف بيع الأسلحة الأمريكية إليها؛ بسبب حربها غير المتوقفة في اليمن المصنفة بأنها كارثة إنسانية كبيرة، كما أن موقع
ولي العهد محمد بن سلمان في واشنطن ليس في أحسن أحواله على خلفية قتل الصحفي جمال
خاشقجي، ومطالب مجلس الشيوخ بالتحقيق في مسؤوليته عن الجريمة".
وأوضح
أن "السعودية ترى في الولايات المتحدة حليفا إلزاميا لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني
في الشرق الأوسط، لذلك فإن استجابتها لكل مبادرة يعلنها ترامب حاجة إستراتيجية،
سواء أسفر عنها حل سياسي أم لا، ويمكن القول إن القضية الفلسطينية بالنسبة
للسعودية باتت أمرا ثانويا، إن لم نقل سلبيا، قياسا بمصالحها الإقليمية، ما
يجعلها ترى في مشاركتها بقمة البحرين أمرا فائق الأهمية".
وانتقل
الكاتب في الحديث عن مشاركة مصر في قمة البحرين، فقال إنها "جزء أساسي من
منظومة العلاقات الخاصة بين عبد الفتاح السيسي وترامب، صحيح أن مصر ليست في صراع
مع إيران كالسعودية، ومشاركتها بحرب اليمن ضد الحوثيين رمزية ليس أكثر، لكن ارتباطها
الاقتصادي بالمساعدات السعودية والأمريكية لا يجعلها في وضع يسمح لها بإدارة الظهر
للمبادرة الأمريكية".
وشرح
قائلا إن "الحديث يدور عن مليارات الدولارات التي قدمتها السعودية للسيسي منذ
وصوله السلطة في 2013، والمساعدة السنوية الأمريكية منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد
بين مصر وإسرائيل في 1978، بجانب الضمانات الأمريكية لصندوق النقد الدولي لدى منحه
القروض التي تطلبها مصر بقيمة 12 مليار دولار، بجانب الاستثمارات الضخمة التي تقدمها
السعودية ودولة الإمارات في مصر".
وختم
بالقول إن "مصر والسعدية والإمارات تشارك الجنرال الليبي خليفة حفتر، وتقيم
مصر مع إسرائيل حلفا عسكريا غير معلن في مواجهة الجماعات المسلحة في سيناء على
الحدود الإسرائيلية".