بعد رحيل الساروت.. أيقونات فقدتها الثورة السورية (صور)

خسرت الثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011، العديد من الرموز التي نالت تقديرا، واحتراما كبيرا من غالبية السوريين، الذين خرجوا لإسقاط نظام بشار الأسد.

وجاء رحيل هذه الرموز، والتي يعدها كثير من السوريين أيقونات لثورتهم، في لحظات فارقة من عمر الثورة، وأثار رحيلها حزنا كبيرا في صفوفهم، وكان آخرهم الناشط والمقاتل في صفوف المعارضة، عبد الباسط الساروت والذي بدأ مشواره بالأناشيد في مدينته حمص، وانتهى به المطاف في معارك ريف حماة.

ومن أبرز الشخصيات التي فقدتها الثورة السورية:


حسين هرموش

 
من أوائل الضباط الذين انشقوا عن النظام السوري، وخرج في تسجيل شهير يعلن فيه رفضه قتل المتظاهرين، يعرض هويته العسكرية قبل تأسيس مجموعة للدفاع عن المدنيين.

ولد الهرموش في منطقة جبل الزاوية التابعة لإدلب، وتخرج من كلية الهندسة الحربية في العاصمة الروسية موسكو، وأعلن رفضه تنفيذ الأوامر العسكرية بقتل المتظاهرين خلال عمله بالفرقة 11.

تمكن الهرموش من الانتقال للأراضي التركية بعد ملاحقته من قبل النظام، لكنه وبظروف غامضة اختفى وظهر لاحقا في مقابلة مع تلفزيون النظام، الذي أعلن اعتقاله ليدلي باعترافات قال نشطاء إنها انتزعت تحت التعذيب، ولا يزال مجهول المصير حتى اليوم.

عبد القادر الصالح

 اشتهر بين معارفه وجنوده بـ"حجي مارع"، نسبة إلى مدينة مارع التي ينحدر منها خرج منذ اليوم الأول للثورة ضد النظام في حلب، ونال شعبية كبيرة، وتمكن مع كتيبته من طرد النظام من بلدته ومحيطها، قبل أن يشكل لواء التوحيد.

شارك مع لوائه في العديد من المعارك ضد النظام في حلب، لكن الأخير تمكن بغارة جوية من قتله، خلال اجتماع مع قيادات عسكرية في حلب.

يوسف الجادر

 
ضابط سابق بالنظام السوري ويحمل رتبة عقيد، وشغل منصب قائد لواء دبابات في منطقة الساحل، رفض الأوامر العسكرية بقصف مدينة الحفة في ريف اللاذقية في بدايات الثورة.

ينحدر الجادر من مدينة جرابلس شمال شرقي حلب، والتي عاد إليها وقاد فيها مجموعات من المعارضة، تمكنت من السيطرة على مواقع كبيرة أبرزها مدرسة المشاة العسكرية شمال حلب، واشتهر بمقولته "أنا بشعر بالحزن كل ما بنقتل واحد منا أو منهم".

زهران علوش

 
أحد أبرز قيادات المعارضة في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، ولد عام 1971 في مدينة دوما، ووالده من أبرز شيوخ الدعوة السلفية بسوريا.

اعتقل علوش في سجن صيدنايا عام 2009 وخرج مع اندلاع الثورة عام 2011 بموجب عفو رئاسي من الأسد، لكنه تمكن من تأسيس مجموعات عسكرية، حملت اسم "سرية الإسلام" لقتال النظام، تحولت لاحقا إلى "جيش الإسلام".

اغتالت علوش مقاتلات روسية عام 2015، خلال اجتماع ضم قيادات من جيش الإسلام في بلدة "أوتايا"، بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية.

حمزة الخطيب

 
بات الطفل حمزة الخطيب أيقونة، لضحايا التعذيب الذي يمارسه النظام السوري بحق المدنيين، ورغم سنه الذي لم يتجاوز 13 عاما، إلا أن حمزة واحد من أبرز شخصيات الثورة.

واعتقل حمزة في الأيام الأولى للثورة قرب مدينة درعا، لكن عائلته تسلمته بعد فترة وجيزة من اعتقاله، جثة مورست عليها أبشع أنواع التعذيب بحسب ما رووه.

عبد الباسط الساروت

 
ولد الناشط عبد الباسط الساروت، في مدينة حمص عام 1992، وكان حارس مرمى لنادي الكرامة وحارس منتخب الشباب ولعب في عدد من أندية حمص، وحصل على جائزة ثاني أفضل حراس المرمى في قارة آسيا.

انخرط الساروت منذ الأيام الأولى للثورة في الفعاليات، واشتهر بقيادته التظاهرات السلمية بالأناشيد الشعبية، التي قام بتأليف العديد منها وحمل على الأكتاف مرارا، لقيادة التظاهرات ضد النظام.

ورغم تظاهره السلمي إلا أنه فقد في الأيام الأولى لقمع النظام للثورة، بواسطة قذائف المدفعية في حي البياضة وبابا عمرو والخالدية في حمص، والده وعددا من أشقائه، الأمر الذي نقله إلى حمل السلاح لمواجهة النظام.

وأعرب الساروت مرارا عن رفضه للانخراط في أي عمل سياسي، أو ترك سوريا والاستقرار في الخارج، وواصل حمل السلاح مع فصائل المعارضة حتى أصيب في معارك ريف حماة الأخيرة، إصابات بالغة، لينقل بعدها إلى تركيا ويفارق الحياة متأثرا بإصاباته.

صوت الجماهير

عضو المجلس الوطني السوري والسياسي، محمود عثمان قال: إن "لكل ثورة شعبية أيقونات، تلتف حولها الجماهير وتمنحها الثقة، وتعاملها بكل احترام ومحبة، خاصة تلك التي تقف على الحياد، وترفض التحزب لجهات أو فئات تؤدي إلى انقسام الشعب".

وأوضح عثمان لـ"عربي21" إن هذه الرموز "منحت ثقة الناس بسبب تعبيرها على طموحاتها وآمالها، ولعبها دور الناطق بلسانها ومعايشتها للثورة وحياة الثوار، دون التعالي عليهم".

وأضاف: "هذه الرموز ابتعدت عن الأجندات والسياسة ودهاليزها، خلاف الكثير ممن ضحوا وكانت لهم بصمات في الثورة، لكنهم دخلوا في مماحكات وتصادموا مع الناس ووصلوا إلى مواقع، وحصلوا على منافع شخصية، سقطوا بفعلها من أعين الجميع".

وأشار عثمان إلى أن الشعوب في الثورات: "تكرّم من عاشوا معهم وتقاسموا معاناتهم، أمثال عبد الباسط الساروت وغيره، لذلك استحقوا بجدارة أن يكونوا أيقونات ثورية".

ورأى أن "مقتل الثورة السورية اليوم، في عدم قدرتها على تقديم قيادات وتحولها إلى ما يشبه كسارة الحجارة، وتحطيم القدوات" مشددا على أن الناس اليوم، تفتقد المثل الأعلى في الثورة، ولو طلبنا من الجميع تسمية زعامات يجمعون عليها لما وجدنا".

لكنه أكد أن القيادات "موجودة لكن وجود وتصدر عدد من الغوغاء للصفوف، واللعب مع الاستقطابات الدولية، دفع المبدعين وأصحاب الكفاءات للتراجع إلى الخلف".