صحافة دولية

الغارديان: يجب أن ينتصر الشعب السوداني

يرى اللاعبون الإقليميون الثلاثة (مصر والإمارات والسعودية) أن سلطة الشعب تشكل خطرا عليهم وعلى السودان نفسه- الغارديان
يرى اللاعبون الإقليميون الثلاثة (مصر والإمارات والسعودية) أن سلطة الشعب تشكل خطرا عليهم وعلى السودان نفسه- الغارديان

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالة افتتاحية سلطت من خلالها الضوء على تشدد المجلس العسكري السوداني وتضييقه الخناق على المتظاهرين كلما تعالت أصواتهم المطالبة بإرساء قيم الديمقراطية في البلاد. ويجدر بالقوى الخارجية أن تدعم الانتقال الديمقراطي في السودان وتقنع الحكام المستبدين بقبول التغيير السلمي للسلطة.

وفي هذه الافتتاحية التي ترجمتها "عربي21"، قالت الصحيفة إن قتل المتظاهرين في العاصمة السودانية الخرطوم جريمة تستحق الإدانة بحق، كما أن التنديد بالمجلس العسكري الانتقالي الحاكم مطلوب بشكل عاجل، لا سيما وأن ضلوعه في مثل هذه الممارسات الدموية أمر مؤكد.

وبناء على هذه التجاوزات، يجب تعزيز هذه الدعوات من خلال نشر رسالة مفادها أنه لا يمكن للمجتمع الدولي تطبيع العلاقات مع السودان، والتي اعتبرتها الولايات المتحدة داعمة للإرهاب، وذلك حتى يتنازل المجلس الانتقالي عن السلطة بصفة طوعية لفائدة السياسيين المنتخبين ديمقراطياً.

 

اقرأ أيضا: عشرات القتلى بمجزرة اعتصام الخرطوم و"العسكري" يعلق

ويجدر بالقادة العسكريين التخلي عن فكرة قدرتهم على استغلال أشهر من المظاهرات السلمية لترسيخ حكمهم، ناهيك عن كون الانتخابات الديمقراطية وحدها كفيلة بإشراك السودان في العالم بعد عقود من العزلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين عمدوا إلى التظاهر لعدة أشهر منادين بتولي حكومة مدنية لشؤون البلاد، مما يجعل قتل المتظاهرين المسالمين الرابضين أمام مقر الجيش لشهرين أكثر الأفعال الإرهابية دموية في حق متظاهرين مسالمين على الإطلاق. ويُذكر أن أحداث العنف الحالية تسببت في حدوث إغلاق تام في الخرطوم.

وبينت الصحيفة أن الثورة الحالية أدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي اضطلع بمنصبه منذ سنة 1989 في شهر نيسان/أبريل الماضي، فضلًا عن الإطاحة بخليفته أحمد عوض بن عوف الذي استقال بعد يوم واحد فقط. ومع ذلك، كلما أصبحت أصوات المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية أعلى، كلما كان المجلس العسكري أكثر تشددا.

وفي منتصف شهر أيار/مايو المنصرم، وقع القادة العسكريون السودانيون اتفاقًا مع تحالف المعارضة بشأن فترة انتقالية نحو إرساء سلطة مدنية في غضون ثلاث سنوات. وفي المقابل، نُسفت آمال الشعب السوداني في تحقيق هذا الانتقال الديمقراطي عقب زيارة رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، للزعماء المستبدين في المنطقة في الرياض والقاهرة وأبو ظبي.

أفادت الصحيفة أن كلا القائدين العسكريين مُقرّبان من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث سبق للواء عبد الفتاح البرهان قيادة القوات السودانية في اليمن لدعم القوات السعودية، في حين كان حميدتي مسؤولا عن جماعات الجنجويد المسلحة التي عاثت فسادًا في إقليم دارفور منذ 16 سنة.

ومن جهتهم، يرى اللاعبون الإقليميون الثلاثة، أي مصر والإمارات والسعودية، أن سلطة الشعب تشكل خطرًا عليهم وعلى السودان نفسه. ويرجع سبب ذلك إلى خشية هذه الدول أن يضطلع الإخوان المسلمون بالحكم في دولهم، أو انجرافها لتطفو في المدار الإيراني وتتقرب من طهران. نتيجة لذلك، قطف اللاعبون الإقليميون ثمار هذه الزيارات عن طريق إغلاق مكتب الجزيرة في السودان ومنعها من تغطية الفعاليات الديمقراطية.

 

اقرأ أيضا: هكذا علقت مصر على أحداث السودان وفض الاعتصام بالقوة

أوضحت الصحيفة أن المجلس العسكري لديه الكثير ليخسره، لاسيما وأن الدولة تنفق ثلثي مواردها على المؤسسات الدفاعية، مقارنة بتخصيص 5 بالمئة فقط لقطاعي الصحة والتعليم. وتجدر الإشارة إلى أن الشركات المرتبطة بالأجهزة العسكرية والأمنية تسيطر على الاقتصاد، ناهيك عن كون ارتفاع الأسعار وتفاقم معدلات البطالة من مسببات هذه المظاهرات.

وعوضًا عن إرخاء قبضتها والسماح بحدوث بعض التغييرات، تساعد الدول المجاورة على تقوية السلطة العسكرية وإحكام قبضة الجيش على السودان. ومن جهتهما، قدمت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مساعدات بقيمة 3 مليار دولار إلى السودان.

وأضافت الصحيفة أن الدخلاء الوحيدين في السودان هم أولئك الذين يريدون تعزيز الحكم العسكري. وفي الواقع، يجب على هذا الأمر أن يتغير، حيث كانت واشنطن تطمح لإخراج السودان من قائمتها للدول الداعمة للإرهاب، لاسيما وأن هذا التصنيف أدى إلى حرمانها من الاستثمارات التي كانت في أمس الحاجة إليها.

وفي الختام، أفادت الصحيفة أن هناك حاجة لحزمة من المساعدات من مانحين متعددي الأطراف في السودان، لكن مثل هذه الأشياء ستحدث فقط في حال حدوث انتقال سلمي للسلطة في البلاد. وفي الشهر الماضي، أقرت كل من النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بالأمر ذاته. ويجدر بالدول الغربية إخبار الحلفاء المستبدين أن التغير الديمقراطي السلمي ممكن الحدوث في العالم الإسلامي.

لقاءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 04-06-2019 11:31 ص
أقول لصحيفة الجارديان إن حكومتكم القذرة تقف و تؤيد و تعزز في الخفاء برهان المجرم و عصابته من العسكر الأوباش الإرهابيين ، جواسيس الشيطان بن زايد لعنة الله عليهم جميعا .