هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير اقتصادي إسرائيلي إن "صفقة القرن تتحدث عما يمكن وصفه هراء اقتصاديا؛ لأن الاستمرار في الحديث عن سلام اقتصادي لحل الصراع بين اليهود والعرب كلام فارغ، طالما أنه يتجاهل الوصول إلى مرحلة الحسم في القضايا السياسية والقومية".
وأضاف
سيفر بلوتسكر، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه "منذ ما يزيد على العام يشهد الشرق الأوسط انتشارا
في أجواء الحديث عن صفقة القرن بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي مزيج بين الخداع
والتخبط، ويبدو أن الأخير قد تفوق على الأول بإعلان عقد قمة البحرين الاقتصادية
تمهيدا لعقد السلام الاقتصادي، والحقيقة أن هذا ليس سلاما اقتصاديا، وإنما هراء
اقتصادي".
وأوضح
أن "السلام السياسي هو الأساس بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو الشرط الذي
يسبق السلام الاقتصادي، فالأخير لن يحصل قبل الأول، وهذا تم تجريبه عدة مرات، ولم
ينجح، حتى أن الاتفاق الاقتصادي في 1994 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بعد عام
واحد على اتفاق أوسلو لم يتطور ليصبح اتفاقا دائما؛ بسبب تعثر العملية السياسية،
وخطط البنك الدولي والدول المانحة للتطوير الزراعي والصناعي الفلسطيني لم
تنجح".
وأكد
أن "بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق فهم هذه المعادلة جيدا، في حين أن
دونالد ترامب يكره كل ما له علاقة بعائلة كلينتون، كما لديه مواقف سلبية مسبقة من
الفلسطينيين أسر بها لمقربيه، فهو لا يرى فيهم أمة جديرة بدولة ذات سيادة، هو
يراهم مجموعة إثنية عربية، ربما تكون جديرة فقط بإقامة حكم ذاتي محسن، ليس أكثر".
وأشار إلى أن "السلام الاقتصادي موجه بالأساس لترويض الفلسطينيين، وجعلهم يتجرعون
المرارة المتمثلة بالقضاء على تطلعاتهم الوطنية بالاستقلال، واللافت أن ترامب في
قمته الاقتصادية في البحرين التي يدعو إليها كبار المستثمرين ورجال الأعمال لا
يريد شراء الفلسطينيين، بل شراء سكوتهم، ومنحهم أموالا من دول الخليج، ويدعي أنه
يدير هذا الصراع كما لو كان رجل أعمال مجربا، واقتصاديا محترفا، لكن هذا ليس صحيحا".
وأضاف
أن "الاقتصاديين الجديين يعتقدون أن الاقتصاد مرتبط بالسياسة والأيديولوجيا والنظام
السلطوي القومي، لأنه لو كان الاقتصاد سابقا لهذه المفاهيم لما اندلعت الحروب، ولا
وجدت مجاعات بين الشعوب والأمم، ولدينا في ذلك مثال كيف أن الشعب البريطاني صوت
لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي رغم الأضرار الاقتصادية التي ستلحق به".
وأوضح
أن "التدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية في سوريا حصل رغم وجود آثار
اقتصادية سلبية على روسيا، كما أن إسقاط صدام حسين في العراق لا ينظر إليه فقط من
جوانب اقتصادية بحتة؛ لأن هذا الحدث كلف الاقتصاد الأمريكي ودافع الضرائب
تريليونات من الدولارات".
وختم
بالقول إنه "يمكن الحديث عن مؤشرات وشواهد تبدأ ولا تنتهي عن تقدم السياسة
على الاقتصاد، وليس العكس. أما النسبة لترامب، فنحن أمام مشعوذ اقتصادي، وإسرائيل
بمطالبة بالحذر كي لا تكون من ضحايا سياسته الخرقاء".