هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال فصول الصراع بين شقي نداء تونس، تلقي بظلالها على المشهد السياسي في البلاد، ليصل مداها إلى قصر قرطاج بإعلان مديرة الديوان الرئاسي استقالتها من منصبها، والتفرغ نحو هدف وصفته بالمصيري لتونس.
وكان السبسي عين القيادية البارزة في النداء سلمى اللومي لهذا المنصب، في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بعد أن قدم مدير الديوان الرئاسي السابق سليم العزابي استقالته، وتوجه نحو تأسيس حركة تحيا تونس.
وبررت اللومي عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، قرار استقالتها برغبتها في التفرغ لهدف قالت إنه "مصيري لتونس، عبر المساهمة في تجميع العائلة الوسطية التقدمية و توحيدها ووضع حد لتشتتها وانقسامها قبل فوات الأوان".
ويدور في كواليس قصر قرطاج، حديث عن تصاعد التوتر بين اللومي والسبسي ونجله، بسبب اختلاف وجهات النظر، حول ما يعرفه نداء تونس من انشقاقات، وتوجه اللومي لدعم الشق المناوئ لنجل السبسي، وحضورها منذ أيام اجتماع مؤتمر الحمامات.
وجاء بيان رئاسة الجمهورية، حول استقالة اللومي، كرد غير مباشر على اتهامات للرئيس بعدم الحياد والاصطفاف وراء شق ابنه، من خلال التنصيص على أنّ "مؤسّسة رئاسة الجمهورية تظلّ مؤسّسة محايدة وعلى نفس المسافة من كل الأحزاب السياسيّة."
الرئيسة القادمة لنداء تونس
وأكد النائب عن نداء تونس والمحسوب على شق الحمامات الطيب مدني في تصريح لـ"عربي21" على أن استقالة اللومي من ديوان الرئاسة جاء نتيجة ضغوط تعرضت لها من قبل عائلة السبسي على إثر دعمها للمؤتمر الانتخابي لنداء تونس في الحمامات.
وتابع: "اللومي دفعت اليوم ضريبة وقوفها مع الشرعية، وسنرشحها لنيل منصب رئاسة الحزب بالنظر لمكانتها السياسية وقدرتها على لم شمل نداء تونس وتقريب الأحزاب الديمقراطية الوسطية، وهو ما نعمل عليه حاليا".
ضحية "مغرر بها"
وفي تعليقه على ما ورد في بيان استقالة اللومي واضطلاعها بتجميع شتات العائلة الوسطية الديمقراطية اعتبر القيادي في نداء تونس خالد شوكات في حديثه لـ"عربي21" أن هذه المهمة التي تحدثت عنها زميلته في الحزب "أكبر من قدراتها السياسية".
وتابع: "ستكتشف اللومي قريبا، أنها كانت ضحية مجموعة رديئة غررت بها وبأنه كان أسلم لها أن تظل تحت جناح الرئيس".
اقرأ أيضا : هل تنجح مبادرة الأحزاب "التقدمية" بقلب معادلة السياسة بتونس؟
وذهب شوكات للقول بأن "الكثير ممن منحهم السبسي ثقته قد خيبوا أمله سواء من خلال اتخاذهم لمواقف خاطئة خالفوه فيها الرأي علناً، أو بالاصطفاف الى جانب من خانوه ونقضوا عهدهم معه"، حسب وصفه.
وختم ساخرا: "من المفارقات أن أغلب من تنكروا لفضل الرئيس، هم الفئة التي قام هو بصنعها، وكانوا نكرات قبل أن يمنحهم فرصة تولّي المسؤوليات، وتقديري أن هؤلاء الذين نكثوا العهد سيعودون لحجمهم الطبيعي بمجرد ابتعادهم عنه".
ويعيش الحزب الذي أسسه السبسي على وقع انقسام حاد، منذ انعقاد مؤتمرين انتخابيين موازيين في كل من مدينة المنستير والحمامات، أسفر الأول عن انتخاب نجل السبسي كرئيس للجنة المركزية فيما منح الثاني ذات المنصب لرئيس الكتلة البرلمانية سفيان طوبال.
وفيما يتنازع الشقين على شرعية امتلاك الحزب، لاتزال رئاسة الحكومة لم تفصل بعد في الملفين القانونين لكليهما، بينما رجح الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية إمكانية حسم النزاع في الدوائر القضائية.