حول العالم

موريتانيا في رمضان.. موائد زاخرة وتقاليد راسخة

يحرص الموريتانيون على البقاء في المساجد لفترات طويلة من أجل قراءة القرآن وتعليم العلم- عربي21
يحرص الموريتانيون على البقاء في المساجد لفترات طويلة من أجل قراءة القرآن وتعليم العلم- عربي21

لا يزال الموريتانيون يتمسكون خلال شهر رمضان المبارك بعادات ونمط غذائي خاص احتفالا بالشهر الكريم، فيما تشهد المساجد ازدحاما طيلة أيام هذا الشهر حيث تقام بمختلف مساجد البلاد دروس ومحاضرات ومسابقات رمضانية.

كما يحرص الموريتانيون على البقاء في المساجد لفترات طويلة من أجل قراءة القرآن وتعليم العلم.

وبعد انتهاء صلاة التراويح التي تقام في جميع مساجد البلاد تقريبا، يحرص الموريتانيون على تنظيم زيارات للأقارب ويقيمون جلسات خاصة لشرب الشاي الذي يحرصون على شرب كميات كبيرة منه طيلة ساعات الليل، ويقولون إن ذلك يجنبهم الكسل، ويساعدهم على القيام بأعمالهم اليومية خلال ساعات النهار بشكل سلس.

موائد زاخرة 
تعطي العائلات الموريتانية أهمية خاصة للمائدة الرمضانية، وتتنوع الأطباق الرمضانية من منطقة لأخرى، لكن كثيرين يحرصون على التمسك بالأطباق التقليدية رغم تسلل الحداثة لهذه الأطباق.

ويتصدر الأطباق الرمضانية بموريتانيا ما يسمى محليا بـ"الطاجين" وهو خليط من اللحم والبطاطة والبصل والزيت، وتعتبر هذه الوجبة الرئيسية في المائدة الرمضانية بموريتانيا ويتم تناولها بعد صلاة التراويح.

فيما يحرص الموريتانيون على تناول كميات قليلة من التمر تتبع بكأس من "الحساء" قبل تناول ما يعرف في اللهجة المحلية بـ"أزريك" وهو مشروب خاص بالموريتانيين دون غيرهم من شعوب العالم، ويتم إعداده من خلال خلط كميات قليلة من الحليب المجفف وكميات كبيرة من الماء والسكر، ويقدم هذا المشروب في أقداح من الخشب، ويعد أولوية وأحد مكونات المائدة الرمضانية الأساسية.

أما الشاي أو "الأتاي" كما يسمى محليا فيتخلل جميع الوجبات، ومن اللازم تقديم كأس منه للصائم كل 15 دقيقة وبين كل طبق وآخر.

ويتم تحضير "الأتاي" عبر خلط كميات من الشاي، والماء والسكر والنعناع ويتم تدويره بين الكؤوس لحوالي 20 دقيقة، وبظهور رغوة داخل الكؤوس يصبح جاهزا للتوزيع على الحاضرين.

ويفضل كثيرون أن تكون وجبة السحور من الكسكس واللحم، فيما بدأ آخرون يميلون إلى تناول وجبات حديثة وخفيفة عند السحور.

مشروب الفقراء 
ويعتبر "مشروب البيصام" واحدا من أهم المشروبات التي تتصدر المائدة الرمضانية بموريتانيا، خصوصا في أوساط الأسر والعائلات محدودة الدخل، وبات يسمى "مشروب الفقراء".

ويتم تحضير "البيصام" بوضع نبات الكركدية في الماء، ثم يصفى بعد مدة زمنية محددة، ويحلى بالسكر، ويقدم كعصير أساسي في المائدة الرمضانية.

وتقول "فاطمة" وهي بائعة "بيصام" بالعاصمة نواكشوط، إن الإقبال على هذا المشروب كبير جدا هذه السنة نظرا للارتفاع الحاصل في درجات الحرارة هذه الأيام.

وأضافت في حديث لـ"عربي21": "هذا المشروب في متناول الجميع. سعره لا يتجاوز حوالي نصف دولار، وله فوائد صحية كبيرة، فهو يساعد على علاج القلب والشرايين، كما أنه مزيل للعطش".

 


عادات راسخة 
ويتمسك الموريتانيون بعادات خلال شهر الكريم، منها حرق البخور في ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث يعتقد بعض الموريتانيين أن البخور يطرد الجن، كما تحرص العائلات، تبركا بالشهر الكريم، على قص شعر الأطفال مع بداية رمضان، بهدف نمو شعر جديد للأطفال خلال هذا الشهر الفضيل.

 

التعليقات (0)