حول العالم

ناجون من كارثة هيروشيما وناغازاكي يخرجون عن صمتهم (شاهد)

قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945
قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945

كل العالم سمع بمأساة هيروشيما وناغازاكي اللتين كانتا أول وآخر هدفين للقنابل الذريّة في التاريخ.

 تفاصيل هذه المأساة ظلت لغزا لا يفقهه سوى الناجون من هذه الكارثة التي اجترّت نفسها عقودا، مُخلّفة الضحايا والأمراض نتيجة استمرار الإشعاعات. واقع دفع الجهات الرسمية اليابانية للتعريف بما حدث عام 1945 على أيدي الأمريكيين؛ أعداء الأمس حلفاء اليوم، من خلال توثيق شهادات بعض الناجين وترجمتها إلى لغات مختلفة بينها اللغة العربيّة.

شهادات تم تسجيلها ضمن سلسلة أفلام وثائقية، تتضمن وقائع تقشعر لها الأبدان، وتجعل المشاهد يتساءل عن سبب إصرار بعض الدول على تصنيع هذا النوع من السلاح غير الأخلاقي، والتهديد به.

الرعب واضح في قصص الناجين التي تتحدث عن ضحايا يجرّون ما تبقى من جلودهم الذائبة ونساء يحملن أطفالهنّ المتفحّمين، عن عوارض مرضية مستمرة حتى اليوم.

للصمت أسباب


أسباب عديدة كانت وراء صمت دام أكثر من ستّين عاما، رفض خلالها الضحايا التحدث بشكل مفصّل عما خبروه لحظة إلقاء القنبلة والأيام التي تلتها. من هذه الأسباب، كما يروي بعض الناجين في شهاداتهم، الخوف من البوح بمشاهد الصور المرعبة لأولادهم ونقل الذعر إلى قلوبهم، كذلك الخوف من تجنب الناس الزواج من أولادهم في حال عرفوا أنّهم أبناء ناجين من القنبلتين.

ويلات الحروب الذرية

اللافت في هذه السلسلة، أن العديد من المتحدثين قد تجاوزوا عتبة الخامسة والسبعين من عمرهم بعد أن تولّدت لديهم قناعة أنّه لن يكون بعد موتهم من يتحدّث كشاهد عيان عن ويلات القنابل الذريّة والحروب النوويّة.

في ذلك الوقت كانت أعمارهم تتراوح بين السادسة عشرة والثامنة عشرة.

ولعل ما يعطي هذه الشهادات مصداقية أكثر، هو أن معظم هؤلاء الضحايا والناجين كانوا موجودين على مسافة لا تتعدّى الكيلومتر ونصف الكيلومتر من مركز انفجار القنبلة.

هؤلاء الناس عاشوا لحظة وقوع الانفجار وشاهد بعضهم وهجه والموت تحت الأنقاض. مشاهد المحروقين وهم يتمايلون على الطرقات وجلودهم الذائبة المتدليّة من أجسادهم وهم يجرّونها قبل أن ينهاروا على الطرقات بلا حراك، ظلّت عالقة في ذاكرة بعضهم. كذلك مشاهد النساء اللواتي يحملن أطفالهنّ المتفحّمين، بالإضافة إلى التداعيات الصحيّة لهذه الكارثة، من سقوط الشعر والأسنان وأمراض السرطان وتشوّهات الولادات.

هذه الشهادات الحيّة تولّت مهمّة جمعها وتوثيقها "قاعة هيروشيما التذكاريّة القوميّة من أجل السلام لمناصرة ضحايا القنبلة الذريّة"، وتعهدت بترجمتها ونقلها إلى العالم"شبكة المترجمين من أجل عولمة شهادات الضحايا الناجين من القنبلة الذريّة"- (NET-GTAS). أما من تولى نقلها إلى لغة الضاد فهي مجموعة من طلاب معهد الدراسات الشرقيّة والآسيويّة الاستشراقيّة في جامعة بون.

هذا ما حدث

القصف الذرّي على هيروشيما وناغازاكي كان هجوما نوويا، شنته الولايات المتحدة ضد الامبراطورية اليابانية، بسبب رفض طوكيو تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام (ألمانيا) في نهاية الحرب العالمية الثانية.

 كان نص الإعلان أن تستسلم اليابان استسلاما كاملا من دون أية شروط، بيد أن رئيس الوزراء الياباني كانتارو سوزوكي رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام، وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق قنبلة "الولد الصغير" على مدينة هيروشيما (في 6 آب/ أغسطس عام 1945) و قنبلة "الرجل البدين" على مدينة ناغازاكي (9 آب/ أغسطس من العام نفسه)، وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحروب.

قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في اليوم نفسه الذي تمت فيه التفجيرات.

وسببت تلك الاشعاعات الأمراض، منها سوء التغذية، التسمم الإشعاعي، السرطان. وهذا ما أكدته معظم شهادات الضحايا الناجين.

 

 

0
التعليقات (0)

خبر عاجل