ملفات وتقارير

ما هي السيادة التي يريد "عسكري السودان" الاحتفاظ بها؟

جنود سودانيون في محيط الاعتصام بالخرطوم- جيتي
جنود سودانيون في محيط الاعتصام بالخرطوم- جيتي

أثارت تصريحات المجلس العسكري الانتقالي، في السودان، بشأن "الاحتفاظ بالسلطة السيادية فقط، وأن المدنيين سيتولون رئاسة الوزراء وكل الوزارات الحكومية" تساؤلات بشأن حدود هذه السيادة والهدف من ذلك، وما الذي يتبقى للمدنيين منها في حال تسليمهم السلطة؟.

وكان المتحدث شمس الدين الكباشي: "يكون المجلس العسكري الانتقالي له السلطة السيادية فقط ودون ذلك مستوى رئاسة مجلس الوزراء والحكومة المدنية وكل السلطة التنفيذية هي مدنية بالكامل".

وكان الصادق المهدي أحد زعماء المعارضة السودانية، حذر من أن البلاد "ربما تواجه انقلابا مضادا"، إذا لم يتوصل المجلس العسكري، والمعارضة لاتفاق بشأن تسليم السلطة.

 

شريك الثورة

المحلل السياسي السوداني، زهير هاشم طه قال: إن "السودان مر بتجربتين بشأن استلام السلطة، الأولى بعد ثورة عام 1964، وكان الحكم فيها للمدنيين بالكامل، بعد سقوط الجنرال عبود، والثانية بعد الإطاحة بالجنرال جعفر النميري، والتي جرى فيها تقاسم للسلطة واحتفظ الجيش بالسيادة وتسلم المدنيون للحكم".

وأوضح طه لـ"عربي21" أن السلطة السيادية، التي يريد الجيش الاحتفاظ بها، "هي ما نص عليه القانون الدستوري، بشأن تنصيب رأس الدولة واعتماد السفراء، والاحتفاظ بالحكومة التنفيذية".

ولفت إلى أن الجيش، "يرى نفسه شريكا في الثورة، وهو من قام بالإطاحة بالرئيس عمر البشير، لذلك يسعى للاحتفاظ بوظائف السيادة، باعتبار تسليمها لجهة أخرى، يمكن أن يتسبب بفراغ أمني".

وعلى صعيد رفض قوى مشاركة في الاحتجاجات، لطرح المجلس العسكري قال طه: "هذه القوى وخاصة اليسارية والعلمانية تعارض لأنها تعتقد أن تيار الإنقاذ، وبحسب سياسة التمكين السابقة، أدخلت العناصر الإسلامية للجيش، وفي حال لم يسيطر المجلس المدني، فإن السلطة السيادية ستحل أي حكومة مقبلة".

 

إقرأ أيضا: "عسكري السودان": المجلس سيحتفظ بالسلطة السيادية

ولفت إلى وجود طرح بمجلس سيادي مشترك، يكون فيه التمثيل محدودا للجيش، مضيفا: "دائما في السودان هناك عمق اجتماعي، يمتص الخلافات، وكان هناك خشية أيام الاعتصام من قيام الجيش بضرب المعتصمين، والتصدي لهم لكن الخلافات تطوى سريعا في البلاد، وهناك محاولات لتجسيرها، والتصريحات الأخيرة للجنرال عبد الفتاح البرهان بشأن دراسة خيار المجلس المشترك، يعني أنه ترك الباب مواربا للأمر وهناك إمكانية لتنفيذه".

وشدد على أن هناك ضغوطا تمارس على الجيش والمحتجين في الوقت ذاته، ولا أحد في العالم أو الإقليم يريد فوضى أمنية في السودان، بحكم موقعه الهام، وتأثير أي فراغ فيه على أمن المنطقة، وحركة الهجرة وتمدد الجماعات المسلحة.

الضامن

وعلى صعيد الضمانات، في حال احتفظ المجلس العسكري بالسلطة السيادية، من عدم تنفيذ انقلاب على السلطة المدنية، قال الناشط هشام أحمد:إن "الضامن هو اليقظة الشعبية، وتواصل حالة الوعي السياسي في العملية الانتقالية".

وقال أحمد لـ"عربي21": إن "انتقال السلطة، لم يتم بعد والثورة لم تكتمل أهدافها، وعلى المدنيين الإصرار على الحصول على سلطة أكبر، من أجل التوازن مع السلطة العسكرية".

لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الجيش، "يريد التأكد من عدم حدوث انقلابات مجددا، في حال سلم السلطة بالكامل، وانسحب من المشهد لأن في الأمر تهديدا للأمن القومي، وهو ما دفعه للتأكيد على إبقاء السلطة السيادية بيده".

وأعرب أحمد عن اعتقاده بأن القوى المدنية، ستكون في حال حدثت تنازلات وقواسم مشتركة، بينها وبين المجلس العسكري موافقة وستتجه نحو الاتفاق ليخرج الجميع راضيا من أجل مصلحة السودان".

التعليقات (5)
بركات حمزه
الأحد، 08-09-2019 05:58 م
السودان بلد سنى وسيحكم الاخوان يوما ما اما ن يوالون الكفار فقد زكرهم الله فى كتابه وان الدنيا نعيم زائل
صحوة الضمير
الجمعة، 26-04-2019 08:22 م
السياسة الإسرائيلية السعودية الإماراتية المتحدة برعاية فرنسا وبوتن وترمب تقوم على أعلى درجات المكر والخداع. فمتى نكون أذكى منهم؟ الإسلام لا يُقصيه أحد، وهو قائم ما دام القرآن الكريم قائما بيننا . ليست هذه هي المُشكلة، المشكلة هي في تحديد شُروط العيش المُشترك بين المؤمنين والأقل إيماناً وغير المسلمين . وهذه الشروط باتت معروفة: الديمقراطية كنظام سياسي، واحترام الآخر كمبدأ للتعامل فيما بيننا ومع الآخرين. قال الرئيس اردغان للرئيس مرسي أنَّه مُسلم سني يرأس دولة علمانية. بعض التشدد كفر والله يقول لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. فلنعي ما نقول.
سامر
الجمعة، 26-04-2019 08:22 م
الى شعب السودان السعودية والامارات يعتبرونكم عبيدا .لاتقبلوا منهم المساعدات فهم لايريدون لكم الخير .ابقوا على العلاقات الطيبة مع قطر وتركيا وغيرهم من الدول التي تكشف نواياهم السيئة نحو الامة .
سيقبلون مهرولين
الجمعة، 26-04-2019 06:57 م
لا للمشاكل، يجب عدم إقصاء أي طرف، تجمع المهنيين والتعبير يهدر فرصة ثمنية، إن شاء الله لا خوف على السودان وتعنت تجمع المهنيين والتعبير سيضر بهم قبل الأخرين، مثلا إبعاد رموزالنظام السابق، من هم بالضبط، كل من تلوث يده مثلا، الذي يسمع يقول قصدهم وفي السياسة ما في قصد ومصد، على تجمع المهنيين الوضوح والإهتمام وتغليب المصالحة،من الأخير يريدون إقصاء الإسلام كدين للدولة، على العسكر تسليم السلطة من أراد التوافق والذي يرفض سيأتي لاحقا ومهرولا.
مُواكب
الجمعة، 26-04-2019 05:39 م
لو أردنا تسمية ما تبحث عنه شُعوب الأمة العربية الإسلامية السنية المضطهدة والمنكوبة، لوجدنا: الديمقراطية كمبدأ للتداول السياسي، واحترام الآخر كمبدأ لتعاملنا فيما بيننا ومع الآخرين. هكذا وباختصار. ماذا يفعل حزب البعث العربي الاشتراكي بين ثُوّار السودان؟ هذا الحزب رئيسه هو بشار أسد، من لا يحتاج إلى تعريف. هذا الحزب الذي انفرد بحكم سورية والعراق لِعقود وجلب الخراب والدمار لكلاهما. هذا الحزب هو شمولي عدو للديموقراطية ولا يعي معنى احترام الآخر. وماذا يفعل الحزب الشيوعي بين ثُوّار السودان وهو الذي هو جسر بوتين لِاحتلال السودان كما يحتل سورية؟ ما يفعلوه هو العمل على تأجيل الديمقراطية أربع سنوات أُخرى.