هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتب جيسون بيرك، يعلق فيه على هجمات سيريلانكا، قائلا إن تحميل جماعة التوحيد الوطنية مسؤولية هجمات عيد الفصح يثير الشكوك، خاصة أن الجماعة صغيرة وهجمات واسعة كهذه تحتاج إلى جماعة أكبر.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المسؤولين السيريلانكيين حملوا الجماعة الصغيرة مسؤولية الهجمات، التي أدت إلى مقتل حوالي 300 شخص.
ويعلق بيرك قائلا إنه من غير الواضح إن كان هذا التأكيد قائما على معلومات جديدة اكتشفها المحققون منذ المذبحة، أو على المذكرة التي نشرتها الشرطة السريلانكية قبل عشرة أيام من التفجيرات، التي قالت إن الجماعة تخطط لهجمات على الكنائس.
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك جماعة بهذا الاسم موجودة في الجزيرة وهي تدعى "توحيد جماعة"، ومن غير المعلوم إن كانت هذه الجماعة هي التي وردت في المذكرة، التي قامت على معلومات مررتها أجهزة أمنية خارجية، قد تكون الهند أو الولايات المتحدة.
ويفيد التقرير بأن هذه الجماعة صغيرة، وتوجد في شرق سريلانكا، ولديها خطاب متطرف، ومرتبطة ببعض الأعمال التخريبية ضد التماثيل البوذية، مشيرا إلى أن اسمها يشي بأنه يدعو للتوحيد، كما تفعل الجماعات السلفية المتشددة.
ويورد الكاتب نقلا عن المحللين، قولهم إن عمليات كهذه تحتاج إلى جهود لوجستية ضخمة، وأشهرا من التخطيط، مشيرين إلى أن المهاجمين ربما استطاع زرع العبوات بأنفسهم، لكنهم بحاجة إلى توجيه وإرشادات من المسؤولين عنهم، بالإضافة إلى أنهم بحاجة إلى كميات ضخمة من المتفجرات، وكذلك البيوت الآمنة وورشات لتصنيع المتفجرات.
وتقول الصحيفة إنه "لو كانت الجماعة مسؤولة فعلا عن الهجمات فلإنها ستكون قد تحولت من جماعة صغيرة مهلهلة معروفة بخطابها التحريضي والتخريب إلى حركة عنف قوية، وهذا ممكن لكنه غير محتمل".
ويستدرك التقرير بأن الأهداف، وهي الكنائس والفنادق، هي أماكن معروفة، وطالما استهدفت في مناطق جنوب آسيا، لافتا إلى أنه رغم اهتمام الغرب بالعنف القريب منه، إلا أن المنطقة شهدت عمليات إرهابية مدفوعة بالدين، فيما تعيش المنطقة زيادة في التطرف الديني الهندوسي والبوذي.
وينوه بيرك إلى أنه عادة ما نفذت العمليات جماعات محلية وليس تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة، رغم جهودهما للتمدد ما بين أفغانستان وبنغلاديش، مشيرا إلى أن كل تنظيم أقام علاقات مع فصائل وأفراد، من خلال العمل معهم، وقام تنظيم القاعدة بنشر دعايته باللغات المحلية، بما فيها التاميل.
وتذكر الصحيفة أن العلاقة كانت في بعض الأحيان مباشرة، ففي ذروة قوته جذب تنظيم الدولة عددا مهما من الأتباع جاءوا من جزر المالديف القريبة من سريلانكا، وبينهما علاقات تجارية ونقل، وجذب مقاتلين من سريلانكا، ففي تموز/ يوليو 2015 قتل أبو شريح السيلاني، وهو يقاتل مع التنظيم في الرقة السورية، مشيرة إلى أن 32 سريلانكيا من المتعلمين انضموا وعائلاتهم إلى التنظيم، بحسب ما أخبر وزير العدل ويجياداسا راجابكشا البرلمان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
وينقل التقرير عن ويجياداسا راجابكشا، قوله: "هؤلاء كلهم من عائلات مسلمة عادية، وهم من عائلات تعد متعلمة جدا، وأضاف أن الحكومة على علم بمحاولات أجانب نشر الأفكار المتطرفة.
ويبين الكاتب أن الجماعات الجهادية عادة ما تجد أرضية خصبة لها في المناطق التي تعاني من توتر طائفي، وتنتشر هذه الجماعات بسرعة في هذا المناخ، حيث تقوم باستغلال مظالم هذه المجتمعات، وتقدم الأداة القوية لتبرير العنف.
وبحسب الصحيفة، فإنه كانت هناك إشارات على وجود جماعات تحضر لعمليات إرهابية في الأشهر الأخيرة، بعدما صادرت الشرطة كمية كبيرة من الأسلحة مخبأة قرب محمية للحيوانات البرية في شمال غرب البلاد، واعتقال أربعة رجال من جماعة راديكالية تم تشكيلها حديثا.
ويكشف التقرير عن أن الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة تظهر أن المهاجمين هم شباب محليون، وهذا يناسب الصورة عن منفذي العمليات الذين يعيشون بالقرب من أهدافهم، حتى لو كانوا متأثرين بأيديولوجيات خارجية.
ويجد بيرك أنه لو تبين ان المنفذين هم من أتباع تنظيم القاعدة فإن ذلك سيمثل تحولا في استراتيجيته، بعدما قلل من الهجمات العشوائية، في محاولة لإبعاد نفسه عن تنظيم الدولة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن "التركيز ظل على فشل وكالات الأمن السريلانكية، وما هو أهم من هذا هو ارتباط أجهزة في داخل المؤسسة الأمنية بأحزاب سياسية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)